قالوا منذ القدم إن كرة القدم في السعودية بدأت من مكةالمكرمة من خلال فريق «المختلط» الذي لم يسجل رسمياً في كشوف الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأن اكتساب الثقافة الرياضية جاء من خلال وفود وبعثات الحج والعمرة التي كانت تأتي سنوياً إلى العاصمة المقدسة وخصوصاً من أبناء الجالية الإندونيسية الذين كانوا يتخلفون عن العودة إلى بلادهم بعد أداء المناسك، إذ كانت «فرق الجاوة» مضرب مثل في التميز الكروي، ما جعلها تنشر اللعبة الشعبية الأولى في العالم بين أفراد المجتمع المكي. في الزمن الحالي كثيراً ما يتردد أن مكةالمكرمة باتت بيئة ولادة للمواهب الكروية التي تألقت وتوهجت في سماء الأندية والمنتخبات الوطنية في الأعوام الماضية، إذ لا يكاد يخلو فريق سعودي من فرق المقدم من موهبة مكية أو أكثر تسهم في تحقيق الانتصارات وحصد البطولات والإنجازات، ما رفع قيمة هذه المواهب في ميزان النجوم وجعلها مضرب مثل لبقية المواهب الشابة في مراكز اللعب كافة. أشهر النجوم الذين أنجبتهم ملاعب الحواري في مكةالمكرمة قائد فريق الاتحاد السابق ولاعب النصر الحالي محمد نور الذي أحرز مع اتحاد جدة 21 بطولة محلية وخارجية، وكان بمثابة القلب النابض والقائد الحقيقي لكتيبة النمور، إذ حرص طوال فترة وجوده في الكيان الأصفر على الذهاب يومياً من مكةالمكرمة إلى جدة لأداء التدريبات، مفضلاً السكن مع أسرته في حي الطندباوي قبل أن ينتقل إلى الفيلا الجديدة في مخطط الشوقية. نجم آخر كتب اسمه في ذاكرة الرياضيين بقوة الأداء وتميز العطاء هو الهداف ناصر الشمراني الذي انتقل من الوحدة إلى الشباب في صفقة كروية بكى عليها الوحداويون كثيراً، ليفجر ابن الهنداوية طاقته التهديفية مع شيخ الأندية السعودية، ويسهم في حصوله على عدد من الألقاب المحلية أبرزها كأس دوري زين للمحترفين قبل عامين، وكأس الملك للأندية الأبطال، ونال لقب هداف الدوري السعودي أربع مرات ، وحاز على لقب أفضل لاعب سعودي عام 2012 بحسب حفلة جوائز التميز الرياضي الذي تقيمه القناة الرياضية. في الساحل الغربي يقود دفاع الأهلي المدافع السعودي الأبرز في الأعوام الأخيرة أسامة هوساوي الذي رحل من الوحدة إلى الهلال ثم إلى نادي أندرلخت البلجيكي قبل أن يستقر في الأهلي في منتصف الموسم الماضي، وإلى جانبه يلعب المدافع الأشول كامل الموسى وشقيقه معتز الموسى واللاعب الشاب ياسر الفهمي، وجميعهم من أبناء العاصمة المقدسة الذين فضلوا اللعب في قلعة الكؤوس رغبة في البروز والتألق والحصول على الألقاب الذهبية في مشوارهم الرياضي. في نادي الشباب يلعب المهاجم عيسى المحياني نجم الوحدة السابق وهداف الدوري السعودي عام 2007 الذي حسم لقب الهداف قبل نهاية الدوري بثلاث جولات محرزاً 16 هدفاً، لينتقل بعدها إلى الهلال ثم إلى الأهلي ليستقر أخيراً في كتيبة الليوث، كما يلعب الظهير الأيمن كامل المر في فريق النصر بعد رحيله من الأهلي مع مطلع الموسم الرياضي الحالي، ويلعب الظهير الأيسر إبراهيم الزبيدي في النصر بعد انتقاله من الوحدة. ولن تنسى الجماهير الرياضية الهداف الأسمر عبيد الدوسري الذي رشحه الكثيرون بصفته أفضل هداف مر على الساحة السعودية بعد ماجد عبدالله وسامي الجابر، إذ تألق في شكل لافت مع الفرسان وحقق لقب هداف الدوري السعودي عام 1999، قبل أن يرحل إلى فريق الأهلي ويقود المقدم الأخضر في صفقة مالية قاربت التسعة ملايين ريال، ولكنه لم يستمر طويلاً بعد أن تخلى عنه الأهلي.