في ظل الأعداد الكبيرة والمتزايدة لسيارات الأجرة (الليموزين) التي تكتظ بها شوارعنا والمستوى المتدني الذي تعكسه في نظافتها ومظهرها وخطرها الداهم علينا .. تخيلوا معي ماذا لو تم منعها من التجول في الشوارع وتوقفت عن الدوران العبثي في طرقاتنا وسرعتها الزائدة وتوقفها المفاجئ والحوادث المرورية الناتجة بسببها، وبقيت في أماكن محددة مسبقا كما هو حال عدد من البلدان كيف سيكون حالنا وحال مدننا وحركة حياتنا اليومية، أجزم بأننا سنجد حرية أكبر في الحركة وسيخف الزحام وتقل الحوادث المفجعة وستكون حركتنا أكثر سلاسة وسلامة. وتخيلوا معي أيضا لو أن هناك فرضا صارما على نظافة سائقي الليموزين وسياراتهم ومظهرهما من الداخل والخارج وكذلك قيود على موديلات سياراتهم، وتخيلوا معي أن هناك اختبارات على الالتزام الفعلي بأنظمة القيادة المرورية والسلامة وكذلك إلمام باللغة العربية والانجليزية ومعرفة بمناطق السياحية في المدينة ولديه إلمام بسيط بالإرشاد السياحي. كيف سيكون حالها ووضعها وتعاملنا نحن والمقيمين معها. في اعتقادي أن هناك فراغات تنظيمية يمكن استغلالها بسوء من قبل المنتفعين في تنظيم سيارات الأجرة بين وزارة النقل وإدارات المرور، فبحد علمي أن وزارة النقل هي الجهة التي ترخص لسيارات النقل بشكل رئيسي بما فيها سيارات الأجرة أو الليموزين، إلا أن المرور أيضا هو المسؤول عن حركة وسير المرور.. ومن وجهة نظري بدون وصول هاتين الجهتين إلى حل في التنظيم والرقابة والمتابعة، إضافة إلى دور البلديات في إيجاد مواقف مخصصة لسيارات الليموزين فإن الأمر سيتفاقم في ظني ويتحول إلى مشكلة قد تستمر إلى سنوات قادمة. أجزم أيضا أنه يوجد حلول إذا وجدت النية الصادقة والعزم لتفادي هذه المشكلة فنحن بحاجة إلى إعادة تنظيم هذه الخدمة وتقنينها بما يخدم الوطن والمواطن ويحقق الراحة والأمن لمجتمعنا، من خلال تخصيص مواقف مخصصة تقف فيها سيارات الأجرة العامة تكون موزعة جغرافيا وفي مناطق متعارف عليها بجانب المرافق الخدمية كالمستشفيات والجامعات والمدارس والأسواق والفنادق والمطارات.. ويتجه إليها أي شخص يريد استخدامها وهذه الأماكن تمنح المواطنين سهولة الحصول عليها بشكل سريع ويضمن عدم دورانها في الشوارع وإرباك حركة السير والحد من عشوائية سيرها في الطرقات. إن السماح لأي مستثمر أن يستثمر بالعدد الذي يريده من هذه السيارات دون مراعاة للخطة الشاملة للحركة المرورية في أي مدينة كانت، ودون مراعاة للوسائل والتسهيلات الخاصة بالنقل من نظافة وجودة المركبة وصلاحيتها ناهيك عن سائقين غير مؤهلين أصلا وأغلبهم تعلم القيادة في شوارعنا وما يتسببون به من إحداث إرباك كبير في حركة السير أعتقد أنه سيعمل على تعظيم الخطر والغزو الجائر لشوارعنا وطرقاتنا من قبل سيارات الليموزين التي لن تكون ذات فائدة وجدوى وهي تجوب شوارع مدننا ليل نهار بحثا عن الركاب وما يترتب عليها من تعقيد للحركة المرورية والمخاطر الأمنية وزيادة نسب الحوادث المخيفة في الطرقات في الوقت الذي نتصدر فيه العالم بعدد حوادثنا !!. من خلال هذا المقال نريد أن نقرع جرس هذا الخطر القاتل والخانق لحركة شوارعنا وطرقاتنا بشكل رئيس، فوضع سيارات الليموزين والأجرة مخجل ومشين فهذه الخدمة قد تتفقون جميعكم معي على أنها لا تساير مسيرة التنمية التي يعيشها الوطن وتسيء كثيرا لنا كخدمة يفترض أن تكون على أعلى المستويات فواقع الحال يحكي عن سيارات ليموزين عشوائية وغير منظمة فهي تسرح وتمرح في شوارعنا وطرقاتنا التي تغص بالسيارات لتضيق الخناق على حركتنا وحياتنا، وكذلك وفق لا تنظيم ملموس لدينا نحن مرتاديها في شكلها ظاهريا وداخليا. لذلك يجب التعامل بحزم وصرامة مع هذه الإشكالية حتى لا تتعاظم مع مرور الوقت، وذلك بمنع تجول سيارات الأجرة أو الليموزين بشكل عبثي ومنعها من أخذ ركاب من على قارعة الطريق بل يجب إلزامهم بأخذ ركابهم من الأماكن المخصصة لذلك. وصدقوني متى ما استطعنا أن نوفر مثل هذه المواقع ونفرضها عليهم ومتى ما فرضنا أنظمة على مظهر السائق والسيارة سيكون العمل أكثر تنظيما وسلاسة وجمالا.. ودمتم سالمين.