من أراد أن يجرب لعبة الموت أو أن يغامر بركوب الخطر أو مشاهدة بعض من تلك الألعاب الخطيرة التي نستمتع بمشاهدتها في الأفلام وألعاب البلاي ستيشن أو الملاهي كلعبة قطار الموت أو لعبة السرعة القاتلة فعليه إما أن يركب ليموزين أو يشاهد ليموزين وهو يسير في طرقاتنا بالفوضى العارمة التي يتركها وسرعته العالية والقاتلة والوقفات المميتة. لا شك أن المشاهد لشوارعنا وطرقاتنا وازدحامها اللافت للأنظار سيدرك عددا من الأسباب التي تقف وراء ذلك من بينها سيارات الأجرة أو ما تسمى عرفاً غريبا بالليموزين وهي لا تمت له بصلة فهي تختلف عن المسمى شكلا ومضمونا، فقد كان صادقا أحدهم عندما علق ساخرا على تسمية الليموزين (اللي مو زين) فبعضها لا تتعدى أن تكون سيارة متهالكة غير صالحة للركوب الآدمي ومع هذا يسمونها ليموزين لكننا سنسايرهم هنا بهذا المسمى الدارج.. هذه السيارات أجد غرابة حين أراها تجوب شوارعنا طولا وعرضا وتتهادى متراقصة في الطرقات يمينا ويسارا بحثا عن راكب يمتطيها أو إشارة يد عابرة يقتنصها. ويتجلى حجم خطر سير هذه سيارات الليموزين بدون سبب من خلال نظرة سريعة لأعدادها والارتفاع المتزايد والمستمر فيه، فبحسب إحصائية لوزارة العمل لعام 2012 فإن عدد سيارات الأجرة العامة (الليموزين) على مستوى المملكة قد وصل لنحو 43 ألف سيارة، وتعود ملكية هذه السيارات لحوالى 1375 شركة سعودية، 40% منها في الرياض و 33% في جدة وفي المنطقة الشرقية تصل النسبة إلى 17% بينما تتوزع نسبة 5% على بقية المناطق. ولكم أن تتخيلوا حجم الفوضى والخطر الذي تحدثه بحركتها العشوائية ودورانها المستمر وما تسببه من إرباك في حركة السير نتيجة الوقوف المتكرر والمفاجئ الذي قد يتسبب في حوادث قاتلة، فضلا عن زحامها الخانق بسبب دورانها وحركتها الدائمة في طرقنا وشوارعنا بسبب وبدون. سيارة الأجرة ليست الوحيدة عندنا بل إنها موجودة في كل دول العالم كونها خدمة أساسية للمواطنين أو إضافية ولكنها منظمة وفق نظام يجعل وصولها سهلا وسريعا، هي تتواجد في أماكن مخصصة وتتوزع في المدن بشكل مدروس وتصل إلى المستفيد (الراكب) في أي مكان وأي وقت عن طريق الاتصالات الهاتفية أو خلاف ذلك من التطبيقات الالكترونية.. في ألمانيا ودول غربية أخرى على سبيل المثال يتم إدارة سيارات الليموزين التي تكون مزودة بجهاز لاسلكي من غرفة تحكم ومراقبة تكون مجهزة بوسائل الاتصال، التي تمكن من الرد على طلبات التوصيل والتي بدورها توجه السائق لمكان الراكب لإيصاله إلى المكان الذي يقصده ومن ثم متابعة سيره بالأقمار الصناعية بشكل يجعل هذه الخدمة أكثر أمنا وسلامة حيث يكون التوصيل موثقا ومسجلا ومحفوظا لدى الشركة ومتاحا للسلطات الأمنية الرسمية للرجوع إليها عند الحاجة. أما في كوريا فبالإضافة إلى تنظيمها ومواقفها المخصصة وتجهيزها بأنظمة تتبع مراقبة من قبل الشركات فإن سيارات الأجرة تعد من أفخر أنواع السيارات فهي نظيفة وفارهة ناهيك عن توفر خدمة اللغات المتعددة فيها. ففي كل الدول توجد في الأماكن العامة كالأسواق والمجمعات السكنية والأماكن العامة توجد مواقف مخصصة لها، فمن أراد سيارة أجرة قصد تلك الأماكن أو أجرى اتصال لوصول سيارة الأجرة إليه. هذا التنظيم يحد من سيرها في طرقاتنا بحاجة أو بدونها ويقلل دورانها وما تسببه من ازدحام وفوضى، فعلى من يقع كاهل هذا التنظيم وللحديث تتمه ودمتم سالمين.