يخاطر أبناء منطقة جازان بحياتهم في سبيل تفريغ طاقاتهم الكروية في بطون الأودية، أو بدفع مبالغ كبيرة لاستئجار ملاعب صناعية تحتضن مواهبهم، في ظل افتقار المنطقة للملاعب الزراعية أو مساحات خضراء مخصصة لممارسة هواياتهم خاصة أن المنطقة التي تزخر بالمواهب الكروية التي مثلت المملكة في عدة محافل دولية ومحلية. ويرى عبدالله وأحمد أبو هادي أن أكثر الملاعب توجد في مجاري الأودية مما جعلهم معرضين لخطر السيول الجارفة، هذا إضافة إلى معاناتهم من نقص عدد من الخدمات الأخرى، بالإضافة إلى أن الملاعب والصالات الرياضية معدومة بصورة كبيرة حيث إن الشباب يمارسون هواياتهم على ملاعب ترابية أو بين أزقة الشوارع والحارات، الأمر الذي يحدهم لاستئجار ملاعب سداسية بالساعة وتكون قيمتها مرتفعة خاصة وأنهم طلاب مما يجعلهم يقفلون شارع الحي لممارسة الرياضة. ويقول مالك مشهور ومحمد حنبوك وإبراهيم وافي «نغامر بتجهيز الملاعب بأموالنا الخاصة في أراض مملوكة لأشخاص فبعضهم يمنعنا بمجرد تجهيز الملعب والبعض الآخر يمنحنا الوقت لممارسة الرياضة حتى تحين حاجته للأرض فيأخذونها ليبدأ مسلسل البحث عن أرض أخرى». ويشير أحمد نمازي حسين مكي إلى أن تهيئة الملاعب تتم بجهود خاصة حيث أصبح وادي صبيا يضم أكثر من خمسة ملاعب مقسمة على عدة حارات يتم في بعض الأوقات تنظيم الدورات الرياضية سواء في أوقات الدراسة أو الإجازات الرسمية أو الدورات الرمضانية. وتابعا «نعاني من غياب مكتب رعاية الشباب في المنطقة في دعم هذه الدورات مما أجبر البعض على العزوف عن ممارسة رياضة كرة القدم واليد والطائرة والسلة وألعاب القوى، وبالإضافة إلى عدم توفر أراض مخصصة لممارسة الرياضية وغياب الممشى في المنطقة منذ سنوات أعاق تسارع الحراك الرياضي الذي تشهده أندية جازان في عدد من المجالات وتحقيقها عددا من النجاحات في رياضات مختلفة، وبما أن بيت الرياضة بالمنطقة يستقطب عددا من الرياضيين إلا أن الخدمات الموجودة قد لا تواكب قدراتهم في ظل نقص الإمكانيات والمعدات المناسبة». ويوضح سليمان مشهور وحسن مبروك أن مطالب الشباب تتجسد في إنشاء مقر وملاعب ومضمار خاص لدعم النشاطات سواء الرياضية أو الاجتماعية أو الثقافية، ليكون متنفسا لهم وملاذا آمنا من رفقاء السوء، وحتى يسهم في صقل مواهبهم وقدراتهم الجسمية والعقلية، ولقضاء أوقات فراغهم بالشكل الصحيح.