يفتقر الشباب الى عدم توفر اماكن مخصصة لممارسة ألعابهم الرياضية، مما جعلهم يعتمدون على أنفسهم في توفير مكان مخصص للعب كرة القدم، أو القيام باستئجار ملاعب رياضية مخصصة لممارسة رياضتهم المحببة بمبالغ مادية مرتفعة. فيقول الشاب يونس الثقفي: أحب رياضة كرة القدم بشكل كبير جدا حيث أنني أتابع مبارياتها منذ الطفولة، وتعلقت بها جدا، وبالوقت الذي اتمنى ان أمارس فيه تلك الهواية لا أجد الأماكن المناسبة للعب، حيث نلعب بالطرق وأمام المنازل، وكثيرا ما يشتكي منا سكان الحي، ولكن ما الذي نفعله لنمارس هوايتنا؟! رغم ان اللعب في الطرق العامة يسبب المخاطر والحوادث مع المركبات الطائشة. تراخي المدارس ويشير يونس الى مدى تفاعل المدارس المحدود مع رياضة كرة القدم، حيث أن مدرستي تشكل «دوري مباريات» في كل فصلٍ دراسي، وأنني مشارك به واتطلع أن تصل مدرستي على مستوى مدارس المنطقة كرويا، وأن المدرسة قد خصصت في حصصها الدراسية حصة «الرياضة»، ولكنها حصة واحدة أسبوعيا وذلك بالمرحلة الثانوية، مشيرا الى أن المرحلة المتوسطة والابتدائية كانت حصتان اسبوعيا، واشار يونس الى أن حصةً واحدة ليست كافية لنظهر بها إبداعاتنا ولنطور مهاراتنا الكروية، حيث أننا نريد من وزارة التربية والتعليم أن تلتفت الى زيادة الحصص الرياضية الى أكثر من 3 حصص أسبوعيا، فمنها فوائد كثيرة وتقوم بالترويح العقلي والذهني والبدني، ويلفت يونس الى مدى صغر حجم الملعب مقارنة بالملاعب المخصصة خارج أسوار المدارس. ويشاركه الرأي أحمد الغامدي: ليس هناك مكان ملائم لممارسة رياضة كرم القدم من حيث المساحة الملائمة وتوفر الإمكانيات المناسبة في داخل الأحياء السكنية مما جعلنا الى أننا نجتمع في نهاية كل شهر ونقوم باستئجار ملعب كروي مناسب بأسعار «جنونية» حيث أن إستئجار ملعب لمدة ساعة ونصف ب800 ريال ويكون ملعب كاملاً، ونصف الملعب يصل الى 400 ريال لساعتين، ويميز تلك الملاعب إلى توفر المساحة المناسبة وتوفر شِباك لعدم خروج الكرة بعيدة وذهابها الى الطرق العامة. فوائد عديدة ويذكر سلطان القحطاني: أعمل في القطاع الخاص وأمارس رياضة كرة القدم بشكلٍ دائم دون ان يؤثر في عملي؛ حيث أنني أتباع الساحة الرياضية بشكل دائم مشيرا الى فوائد الكرة الرياضة حيث إنها تجدد لياقتي البدنية وأجد بها متنفس من الضغوط العملية والراحة الذهنية وأن الملاعب الرياضية يوجد بها إجتماع بين الأصحاب والكثير من الضحك ولقطاتٍ تصويرية رائعة وذكريات لا تنسى. وأضاف سلطان أن أسعار الملاعب الرياضية مرتفعة ونريد أن يتوفر لنا مكان مناسب بحيث أنه لو تم تتوفر في كل حي سكني ملعب رياضي لوجدت الملاعب التي تستأجر فارغة من الشباب. ويذكر صاحب أحد الملاعب الرياضية عبدالملك مصطفى: أن الشباب يحبون كرة القدم كثيرا وأن الظروف التي أعدمت توفر ملاعب رياضية بمدارسهم وأحيائهم السكنية جعلت أسواق الملاعب الرياضية المخصصة تجارة مربحة، وأن الملاعب الرياضية لا تكلف الكثير ولا تحتاج الى التعب، وانها مجرد أرض كبيرة ووضع الشِباك على اطرافها وتوفر غرفتين لتبديل الملابس ودورات مياه فقط بمقابل ربح مادي يصل الى 60 ألف ريال شهريا. وأضاف عبدالملك أقوم بفتح الملعب من الساعات الاولى من الصباح وحتى الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، وأن الملعب لا يفرغ نهائيا حيث أن إقبال الشباب الكثيف جعلنا محجوزين كامل الأسبوع. مواقف حرجة ويذكر عبدالملك مصطفى أنه حين يقومون الشباب بإستئجار الملعب لساعتين وينتهي الوقت المحدد أقوم بالدخول الى الملعب وإبلاغهم ان الساعتين انتهتا وأن هناك فريقٌ آخر حان وقته فيقومون بالتجافي وعدم الإستماع لدي وبعد ان اعطيهم برهة من الزمن وأعود اليهم لأخبرهم أن الوقت أنتهى وأقوم بمصادرة الكرة أتعرض في بعض الأحيان الى الشتم أو التعدي بالقذف أو الضرب، الأمر الذي جعلني أحترس جدا وأبلغ كل فريق بأن بعد إنتهاء الوقت يقومون بالتوقف فورا أو الإتصال بالشرطة. المراحل العمرية ويضيف مصطفى: ليس هناك عمر محدد للذين يستأجرون الملعب ولكن أغلب من يقومون بلعب كرة القدم هم فئة الشباب وهناك أيضا الكثير من الذين يستأجرون الملعب لعب كرة القدم، تصل أعمارهم الى ما فوق 40 عاما، وأن الذين تتجاوز أعمارهم ال40 ليس منهم أي إزعاج، ويلتزمون بالوقت المحدد، وأنه من النادر حدوث أية إصابات كروية فيما بينهم عن بعض الشباب الذين لا يكترثون بالوقت وإصاباتهم كثيرة.