رأى أستاذ الجراحة واستشاري جراحة الأوعية الدموية والمشرف العام على كرسي محمد حسين العمودي لأبحاث القدم السكرية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة البروفيسور حسن بن علي الزهراني، أن السبب في البتر قد يكون نتيجة ضعف أو انقطاع تروية الدم لهذا الجزء من جسم الإنسان وهو ما يؤدي إلى موت هذا الجزء الذي لا يمكن الاستفادة منه، مشيرا إلى أن على الجراح أن لا يستعجل في اتخاذ قرار البتر إلا بعد التشخيص الدقيق والنظر في إجراء محاولات علاجية لمدة من الزمن قد تطول. وقال عبر هاتف «الاستشارات» إنه يمكن لجراح الأوعية الدموية تحديد خطة علاج المريض ومستوى البتر عند حدوثه. وفيما يلي ( الجزء الثاني ) من أبرز الاتصالات وأجوبة البروفيسور الزهراني: مستوى البتر تستدعي بعض الحالات المصابة بداء السكري إجراء البتر، أتساءل : هل هناك مستوى للبتر عند مرضى السكري ؟ السؤال الشائع الذي يطرحه المريض وعائلته عند وجود الغرغرينا ونصيحة الجراح له بالبتر هو: وما هو الجزء الذي سيتم بتره؟، والإجابة هي أن على الجراح أن لا يستعجل في اتخاذ قرار بالبتر إلا بعد التشخيص الدقيق والنظر في إجراء محاولات علاجية لمدة من الزمن قد تطول، ومن خلال إجراء الفحوص لمعرفة مستوى التروية الدموية ومكان الضيق أو الانسداد، يمكن لجراح الأوعية الدموية تحديد خطة علاج المريض ومستوى البتر عند حدوثه، مع التأكيد بأن البتر ليس فشلا بل قد يكون علاجا كما قالت العرب : «آخر الطب الكي». تمدد الغرغرينا تعرضت لبتر اصبعين من رجلي بسبب داء السكري، أتساءل: لماذا تحدث الغرغرينا، وهل تتمدد الغرغرينا ؟. قد يكون السبب في البتر هو ضعف أو انقطاع تروية الدم لهذا الجزء من جسم الإنسان وهو ما يؤدي إلى موت هذا الجزء، وبالطبع الجزء الذي قد مات لا يمكن الاستفادة منه وبالتالي فإنه يجب إزالته بالطرق الجراحية عند حدوث تعفن فيه، أما إن كانت الغرغرينا جافة فقد يتركها الطبيب لتسقط تلقائيا دون تدخل في كثير من الحالات، وغالبا ما تحدث الغرغرينا الناتجة عن قصور الدورة الدموية في أطراف الأصابع والقدم، ويظن البعض أنه عند إزالة أو بتر جزء من القدم فإن الغرغرينا «تمشي» أو تسري وتمتد لأجزاء أخرى، وهذا اعتقاد خاطئ، فالغرغرينا لا تمشي لوحدها وبدون سبب، بل ما يحصل هو زيادة في موات الأنسجة بسبب عدم وصول الدم إلى هذا الجزء، فيضطر الأطباء مرة أخرى إلى إزالة هذا الجزء من القدم أو الطرف، ومن الممكن التقليل من حصول التمدد في موات الأنسجة من خلال تحسين تروية القدم بالدم، من خلال توسيع الشرايين أو فتحها ووضع دعامات لمنع عودة الانسداد، أو زراعة وتوصيل شرايين لتجاوز الجزء المتأثر وإعادة سريان الدم للطرف حسب ما يقرره جراح الأوعية الدموية. قرحة القدم أنا مصاب بالسكري منذ خمس سنوات، وعمري 60 سنة، وقد فقد أخي الأكبر ساقه نتيجة لقرحة قدم سكرية، وشاهدت معاناته، ولا أريد أن أمر بنفس تجربته، فما هي نصائحكم لي لتفادي حدوث قرحة القدم ؟. أنصحك بالإضافة لمراجعتك المستمرة للمختص في علاج السكري بعدة إرشادات هامة تتمثل في عدم المشي حافي القدمين إطلاقا، وبالذات على شاطئ البحر أو على سطح حار كاسفلت الشارع أو رخام المسجد أو الحرم، وداخل المنزل ينصح باستخدام حذاء خاص بالمنزل، عدم ارتداء حذاء بدون جوارب، أو لبس حذاء ضيق، الابتعاد قدر الإمكان عن الصندل أو الشبشب ويفضل حذاء مغلق (جزمة) لحماية القدم، ومن النصائح أيضا ترك مهمة قص الأظافر لأحد أفراد العائلة بشرط أن يكون جيد الإبصار، تجنب استخدام المواد الكيماوية الموجودة في الأسواق لإزالة التقشفات الجلدية والكالو بل مراجعة الطبيب أو المختص بالعناية بالقدم، عدم وضع الماء الساخن أو الكمادات مباشرة على الأقدام، تجنب «كوي» الأقدام عند الشعبيين مطلقا، مراجعة الطبيب فور اكتشاف أي مشكلة في القدم دون إهمال أو تأخر، وأيضا إذا أراد الشخص معرفة درجة حرارة الماء ضرورة ملاحظة أن أطراف اليدين والقدمين لا تصلحان لذلك لضعف الإحساس فيهما، وتترك هذه المهمة لأحد أفراد العائلة من غير المصابين بمرض السكري للقيام بذلك نيابة عن المريض، فإن تعذر فيمكن التعرف على درجة حرارة الماء باستخدام المرفق (الكوع).. وأخيرا، أنصح عند زيارة الطبيب بعدم نسيان خلع الحذاء والجوارب للتأكد من صحة القدمين.