كشف ل«عكاظ» المشرف العام على كرسي محمد حسين العمودي لأبحاث القدم السكرية وأستاذ الجراحة واستشاري جراحة الأوعية الدموية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة البروفيسور حسن علي الزهراني، أن حالات بتر الأطراف نتيجة داء السكري في جدة سنويا تصل إلى 345 حالة بمعدل حالة يوميا، بينما تصل في الرياض إلى 814 نتيجة ارتفاع عدد السكان في منطقة الرياض عن جدة، بينما على مستوى المملكة فإن عدد حالات البتر تصل إلى أربعة آلاف سنويا، متوقعا أن يتزايد العدد خلال السنوات المقبلة مع تزايد عدد السكان وتزايد الإصابة بالسكري وخصوصا النوع الثاني. وفيما يتعلق بإمكانية تفادي بتر الأطراف قال: 90% من حالات بتر الأطراف كان من الممكن تفاديها لو حولت مبكرا وتلقت العلاج المناسب من قبل الأطباء المتخصصين، كما ساهم عدم وجود عيادات متخصصة للأقدام السكرية في المستشفيات إلى رفع حالات البتر، حيث إن حالات الأقدام السكرية تعتبر من الحالات العاجلة التي تستحق أولوية العلاج حتى في طوارئ المستشفيات. وحول المصطلح الجديد للقدم السكرية قال: الباحثون أطلقوا مصطلحا جديدا لمشكلات الأقدام السكرية وهو ما يعرف بأزمة القدم الحادة على غرار الأزمة القلبية التي تستدعي التدخل العاجل، والهدف من هذا المصطلح التأكيد على ضرورة الإسراع في علاج قدم مريض السكري عند حدوث مشكلة. وفيما يتعلق بتكلفة علاج القدم السكرية قال: الدراسات الأمريكية أثبتت أن تكلفة علاج مشكلات الأقدام السكرية تزيد من تكلفة علاج معظم السرطانات التي تصيب الإنسان، وهذا ما يستدعي إلى ضرورة وجود عيادات متخصصة للأقدام السكرية في المستشفيات أو مركز متخصص لعلاج الأقدام السكرية والوقاية من البتر، والأبحاث تعتبر مرجعية، شريطة أن تديرها كوادر متخصصة. وحذر البروفيسور الزهراني من عدم تطبيق المعايير الطبية في قرار بتر الأطراف عند مرضى السكري الذين تصل حالاتهم إلى الغرغرينا، موضحا أن قرار البتر لابد أن يكون مبنيا على أسس علمية يتخذها فريق طبي معالج للحالات المرضية بعد التأكد من وضع الدورة الدموية المغذية للطرف المصاب. وأضاف «عند وجود الغرغرينا فإن السؤال الدائم الذي يطرحه المريض وعائلته: ما هو الجزء الذي يتم بتره؟ والإجابة أنه لا ينبغي الاستعجال في إجراء عملية بتر إلا بعد إجراء الفحوص لمعرفة مستوى التروية الدموية ومكان الضيق أو الانسداد، حيث يمكن لجراح الأوعية الدموية تحديد مستوى البتر». وعن جهود كرسي القدم السكرية فيما يتعلق بالتوعية قال: كرسي أبحاث القدم السكرية في جامعة المؤسس أصدر دليلا إرشاديا يتناول الممارسات السريرية في علاج الأقدام السكرية، وقد تبنت عدة دول عربية هذا الدليل وطبقته في مستشفياتها. غرغرينا الأطراف في مرضى السكر كانت ولازالت تشكل شبحا مفزعا يهدد كل مريض بهذا الداء، وعرفها الأطباء منذ القدم وسماها بعضهم بالآكلة، مبينا أنه كلما زاد عدد سنين الإصابة بمرض السكر كلما زادت نسبة حدوث مضاعفات المرض عند المريض، خاصة إذا كان من قليلي الحرص على متابعة مستويات السكر في دمه تحت إشراف الطبيب المختص. وفي سؤال عن أسباب حدوث القدم السكري قال: أهم أسباب حدوث القدم السكرية هو الاعتلال العصبي حيث يؤدي تلف الأعصاب إلى تقليل الشعور بالحس والألم مما ينتج عنه إصابة القدم بأذى دون أن يشعر المريض، ونقص التروية الدموية، فوصول الدم إلى القدم يكون ضعيفا وغير كاف نتيجة ضعف أو انسداد الشرايين المغذية للقدم، وتكون الأقدام عرضة لخطر تلف الأنسجة، وبطء التئام الجروح، وعندما يصاب جزء من القدم بالموت يصبح لونه أسود وهو ما يسمى بالغرغرينا، وأيضا من الأسباب أن جلد القدم يكون دائما جافا وقابلا للتشققات مما يسبب الالتهاب الجرثومي والتقرحات، وأيضا هناك الالتهاب الجرثومي فعندما يتشقق الجلد تدخل البكتيريا وتسبب الالتهاب الجرثومي. وأضاف: كما أن المشي الشخص حافي القدمين يشكل أحد الأسباب بجانب عدم لبس الحذاء المناسب.