مع اقتراب القمة الأفريقية المقبلة، التي تعقد يومي 27 و28 يناير الجاري في أديس أبابا، تسابق الدبلوماسية المصرية الزمن لأجل استصدار قرار بإلغاء قرار سابق بتجميد أنشطتها بالاتحاد الأفريقي، والذي كان مجلس السلم والأمن قد أصدره يوم 5 يوليو الماضي، أعقاب سقوط حكم الإخوان برئاسة محمد مرسي. وسيعقد اجتماع لمجلس السلم والأمن يوم الأربعاء الموافق 29 يناير، للبحث في تقرير لجنة كبار الحكماء التي كلفها الاتحاد ببحث تطورات الأوضاع في مصر، حيث كان وفد اللجنة قد زار القاهرة برئاسة ألفا عمر كوناري رئيس مالي السابق مرتين في غضون ثلاثة أشهر. وتجري القاهرة اتصالات مكثفة مع جميع الدول الإفريقية دون استثناء، قبيل انعقاد هذه القمة، فيما التقى مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية صبري مجدي، السفراء الأفارقة المعتمدين بالقاهرة، حيث ناقش معهم مختلف الملفات وأطلعهم على تطورات الأوضاع في مصر بعد إقرار الدستور بنسبة كبيرة، مشددا على استمرار الحكومة بجدية في تنفيذ بقية بنود خارطة الطريق. ويكتنف حضور مصر القمة المقبلة الغموض، حيث يتعين أن يصدر قرار من مجلس السلم والأمن باعتباره وحده صاحب الاختصاص في متابعة هذه القضية، وتعول القاهرة آمالا كبيرة على رئاستي المجلس (غينيا كوناكري)، والدورة الحالية للاتحاد (موريتانيا) لتبني تحركا من شأنه اتخاذ قرار بإلغاء القرار السابق، وممارسة مصر نشاطها بصورة عادية. وتتبدى أهمية اجتماع الأربعاء وإلغاء القرار السابق بتعليق عضوية مصر، على ضوء التذرع الأمريكي بهذا التعليق في عدم دعوة مصر لحضور قمة زعماء إفريقيا. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الرئيس باراك أوباما لم يوجه دعوة رسمية إلى مصر للمشاركة في القمة، بسبب قرار الاتحاد الأفريقي بتعليق عضويتها عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وأكدت ماري هارف نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أن قرار البيت الأبيض بعدم دعوة مصر للمشاركة في اجتماعات القمة، يرجع فقط إلى ذلك ولا توجد وراءه أي أسباب أخرى. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قد دعا قادة الدول الأفريقية ال47 إلى المشاركة في قمة تعقد بالبيت الأبيض في الخامس والسادس من أغسطس المقبل، باستثناء ثلاث دول وهي مصر والسودان وزيمبابوي. وانتقدت وزارة الخارجية المصرية أمس الأول الموقف الأمريكي، وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي، عن استغراب القاهرة الشديد من مضمون التصريح، الذي يشير إلى أن مصر لن توجه لها الدعوة للحضور، خاصة أن هذه القمة لا تعقد في إطار الاتحاد الأفريقي، وإنما هي قمة بين الولاياتالمتحدة والدول الأفريقية، وسبق لمصر أن شاركت في اجتماعات مماثلة في عواصم غربية أخرى في الفترة الأخيرة. ووصف المتحدث هذا القرار الأمريكي، بأنه قرار خاطئ وقصير النظر وذلك على الرغم مما نقله الجانب الأمريكي بإمكانية التراجع عنه مستقبلا.