كشفت ل «عكاظ» المدققة والناقدة بمنظمة الصحة العالمية في ادارة سياسات الأدوية واستشارية الصيدلة الاكلينيكية النفسية بوزارة الصحة الدكتورة هديل دغش، أن ما يتراوح بين 40 و 60 في المائة من مرضى الاكتئاب يفكرون بالانتحار في مرحلة من مراحل المرض، إلا أن نسبة كبيرة منهم لا تقدم أو أنها لا تنجح في إتمام الانتحار نتيجة عدة عوامل مرتبطة بالاكتئاب كمرض أهمها ضعف الدافعية، التردد وعدم القدرة على اتخاذ قرار، عدم القدرة على التركيز وانخفاض معدلات النشاط والطاقة، مشيرة إلى تفاوت نسبة القدرة على التغلب على هذه العوامل من مريض لآخر، مبينة أن آخر الإحصائيات العلمية المنشورة تشير إلى أن ما يتراوح بين 9 و 15 في المائة من مرضى الاكتئاب يموتون منتحرين. وبينت أنه من المهم الإلمام بماهية العلاقة بين الاكتئاب والانتحار، فمريض الاكتئاب إنسان محبط يرى العالم من خلال نظارة شديدة القتامة، فهو لا يرى فائدة أو جدوى من أي شيء في هذه الحياة وبالتالي لا فائدة من الاستمرار فيها فهو فاقد للأمل ولا يرى أمامه سبيلا للخلاص سوى الانتحار، خصوصا أن أحد أعراض الاكتئاب والتي يعتمد عليها دليل التشخيص الإحصائي في الطب النفسي في تشخيص الحالة، هو تفكير المريض الدائم في الموت ومحاولة الانتحار. وأوضحت أن هناك اتهاما بوجود علاقة بين مضادات الاكتئاب الموجهة لمنع إعادة التقاط هرمون السيروتونين في الدماغ والانتحار، ومرجع هذا الاتهام أن هذه المضادات تسهم في تثبيط مادة السيروتونين حسب ما يراه من يعتقد بهذا الاتهام. ونفت صحة هذه الاتهامات موضحة أن الإحصاءات تفيد بأن 9 15 في المائة من مرضى الاكتئاب يموتون منتحرين وأن من بين هذه النسبة 13 20 في المائة فقط هم مرضى يتعاطون مضادات الاكتئاب، بينما النسبة الأكبر والتي تتجاوز 80 في المائة هي من أولئك المرضي الذين يحجمون عن تناول أدوية الاكتئاب. وأكدت أهمية هذه المضادات لمرضى الاكتئاب وعدم صحة وجود علاقة بينها وبين الانتحار، وذلك بحسب العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي تناولت العلاقة بين السيروتونين من جهة وكل من الاكتئاب والانتحار من جهة أخرى. وأشارت إلى أن الأسابيع الثلاثة الأولى من تناول هذه المضادات تعتبر الأكثر خطورة في مراحل العلاج، خاصة لأولئك الذين لديهم ميول أو محاولات انتحارية سابقة، مؤكدة أن نشر التحذيرات من تناول هذه المضادات ساهم في ازدياد معدلات الانتحار نتيجة تردد الأطباء في وصف الأدوية المعالجة للمرض.