يخيم الضباب الكثيف هذه الأيام على مدينة أبها والمرتفعات الجبلية المحيطة بها، حيث تجذب هذه الأجواء الخلابة التي تغلف سماء عسير في موسم الشتاء من كل عام، أهالي المنطقة والزوار من مختلف مناطق المملكة الذين يتوافدون في إجازة نهاية الأسبوع للاستمتاع بمناظر السحب البيضاء التي تعانق الجبال والأودية وحتى المباني، وباتت مصدر جذب للسياحة المحلية. مصدر جذب وأوضح ل «عكاظ الأسبوعية» كل من محمد مفرح عسيري وطالع عبدالله الشهراني من سكان أبها، أنهما تعودا على مشهد الضباب اليومي الذي يخيم على أحياء وشوارع عروس الجنوب أبها ومرتفعاتها الجبلية، وأن منظر الضباب الذي يخيم على المنطقة تحول إلى مصدر جذب ومتعة لزوار عسير الذين يأتون لمشاهدة السحب البيضاء التي تعانق الجبال والمباني والسدود والغابات في منظر خلاب يعكس جمال الطبيعة _ على حد وصفهما. وأضاف علي الشهراني، على الرغم من الخطورة التي يشكلها الضباب على حركة السير نتيجة انعدام حركة الرؤية على الطرق، إلا أن الأهالي لديهم إلمام كاف بكيفية السير في الطرقات وتفادي الخطر خاصة مع هطول الأمطار الغزيرة والمستمرة على المنطقة في فصل الشتاء، وممارسة حياتهم اليومية وأعمالهم بشكل طبيعي، ومع اتباع تعليمات المرور والسلامة يصبح الأمر طبيعيا. ضباب كثيف من جهته، يرى جابر سعيد القحطاني، أن الأجواء الضبابية المعتمة تشل الحركة المرورية مما يجبر أحيانا قائدي المركبات على التوقف وعدم السير في الأجواء المناخية السيئة لدواعي السلامة، وقال: «يتغيب الطلاب أحيانا عن مدارسهم والموظفين عن مباشرة أعمالهم خاصة أن الضباب الكثيف يزيد الأمر خطورة على زوار المنطقة الذين يفدون إلى المنطقة في عطلة نهاية الأسبوع للاستمتاع بالمناظر الخلابة لجهل معظمهم بالطرقات والعقبات وينتج عنه حوادث مرورية نتيجة ذلك». وأضاف: «يعكس الضباب منظر الطبيعة الجمالي، ولكنه قد يشكل أحيانا مصدر خطورة لمرتادي الطرقات لانعدام الرؤية الأفقية التي قد تصل إلى أقل من مترين وتنتج عنها حوادث مرورية خاصة يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع حيث تعج طرقات عسير بمئات المركبات المتجهة للمشاتي». وزاد القحطاني: «تحذر مصلحة الأرصاد بشكل مستمر من انخفاض مستوى الرؤية جراء الضباب، وخاصة في مناطق المرتفعات الجبلية في عسير، ومع هذا فإن عوامل الطبيعة وتضاريس المنطقة الجبلية تشهد كثافة ضبابية بشكل مستمر وفي أوقات مختلفة من اليوم، علما أن الضباب ينجلى أحيانا وينتقل من منطقة إلى أخرى ويتجزأ ويختلف في نسبة الكثافة من منطقة لأخرى». يذكر هنا، أن الضباب يكاد يعانق حي وسط أبها بشكل مستمر ودائم طوال العام، ولكن أهالي المنطقة قد تعودوا على هذه الظاهرة الطبيعية وأصبح الضباب أمرا مألوفا بالنسبة لهم.