يعاني وادي الجفر في شرق المدينةالمنورة من عمليات الاحتطاب الجائر، التي قضت على مظاهر الخضرة فيه، حيث ازدادت وتيرة التصحر وتقليص الرقعة الخضراء وأضحت خطراً يهدد البلاد وأصبح المتنزهون لا يجدون مكانا للاستظلال فيه، وذلك بحسب الأهالي في تلك المنطقة. ويشير المواطن عبيد الجهني إلى أن الاحتطاب الجائر يمارس من عدد كبير من الحطابين وخاصة وقت دخول فصل الشتاء واعتدال الأجواء. حيث يحرص الكثيرون على الذهاب إلى الصحاري واستخدام الحطب في الطبخ والتدفئة، فيما يقوم المحتطبون بقطع الأشجار والإضرار بالبيئة من أجل المتاجرة في جذوع وفروع الأشجار بعد تجفيفها وتحويلها إلى حطب، ومن ثم بيعها لجني الأرباح دون النظر لما يتسببه الاحتطاب من ضرر بيئي. ويرى المواطن خالد الحربي أن الحطابين يلجأون إلى استخدام عدد من الأساليب والطرق المشروعة وغير المشروعة أثناء عملية الاحتطاب دون وعي وإدراك منهم بخطورة ما يقومون به، وبصرف النظر عن الأضرار البيئية التي يتسببون فيها. لافتا إلى أن معظم الحطابين يقطعون الأشجار اليابسة والخضراء بعدة طرق منها اقتلاع واجتثاث الأشجار عن طريق سحبها بالسيارات المنزوعة لوحاتها هربا من المساءلة، حتى تسقط ومن ثم تقطيعها بواسطة الفؤوس أو باستخدام المناشير الكهربائية إلى أجزاء صغيرة تمهيدا لبيعها بعد تجفيف الأخضر منها، بينما يستخدم البعض الآخر الوسائل الحديثة في عملية قص وتقطيع الأشجار، وذلك بواسطة المنشار الكهربائي الذي سهل المهمة على الحطاب أثناء تقطيع جذوع الأشجار المختلفة اليابسة منها أو التي ما زالت خضراء. فيما يقوم البعض الآخر بحرق جذوع الأشجار الكبيرة من الأسفل حتى تسقط من تلقاء نفسها، ومن ثم تقطيعها إلى مقاسات وأحجام على حسب طلب التجار في سوق الحطب، بينما تقوم فئة أخرى من أعداء البيئة بحفر حفرة تحت الشجرة حتى يقتربوا من جذورها ثم يقومون بسكب كمية من مشتقات النفط على الجذور بعد إحداث شرخ في اللحاء مما يجعل الشجرة تموت بالتدريج ومن ثم تقطيعها تمهيدا لبيعها على التجار. وبرغم المنع الصريح والواضح من وزارة الزراعة بقرار حظر الاحتطاب بعد رصدها ارتفاع في معدلات الاحتطاب والاكتفاء بالحطب والفحم المستورد وبرغم القرار القاضي بإعفاء الحطب والفحم المستورد من الرسوم الجمركية. إلا أن ذلك لم يمنعهم من ممارسة الاحتطاب الجائر. من جانبه، يشير الدكتور إياد عبود المتخصص في مجال البيئة بجامعة طيبة أن خطورة عملية الاحتطاب تؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي بمعدلات سريعة مما نتجت عنه مشكلات جمة تتعلق بالتصحر وتدهور بيئة الإنسان والتنوع الحيوي، وتسبب في حدوث تعرية هوائية ومائية للتربة وانخفاض في كمية المياه التي تغذي الطبقات الحاملة للمياه الجوفية وما ينتج من ذلك من زيادة معدل حدوث الفيضانات والسيول الجارفة التي قد تسبب خسائر بشرية واقتصادية. وأبدى عبود قلقه من ارتفاع معدل الاحتطاب الذي يزيد من زحف الرمال مسببة خسائر كبيرة للمنشآت والمزارع، وارتفاع مساحات الأراضي المتصحرة مما يؤدي لرفع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وارتفاع في معدل درجات الحرارة ليسهم ذلك في التأثير على التغير المناخي بشكل عام. من جانبه، أهاب المتحدث باسم مرور المدينة العقيد عمر النزاوي بالمواطنين للإبلاغ عن السيارات المخالفة ليتم تحويل أصحابها إلى جهات الاختصاص لاتخاذ اللازم بحقهم، مشددا على التقيد بأنظمة المرور وعدم استخدام سيارات بدون لوحات حتى لا يتعرض فاعليها للمساءلة. إلى ذلك قال مدير فرع وزارة الزراعة بالمدينة إبراهيم الحجيلي إن هناك لجنة مشكلة من الزراعة والإمارة والتجارة والأمن الوقائي تقوم بمتابعة من يقوم بقطع الاشجار ويتم ضبط الحطب ومصادرته وإحالة القضية إلى الإمارة.