يظل حي (الخالدية) بمدينة بريدة هاجساً يقلق الأهالي وسكان الأحياء القريبة منه، خاصة بعد سيطرة العمالة الوافدة من مختلف الجنسيات على أجزائه بشكل تام، وأرجع البعض أسباب التواجد الكثيف لهذه العمالة إلى أن أغلب منازل الحي شعبية وقديمة وإيجاراتها زهيدة، مما حفز هذه العمالة على السكن فيه، كما أوجدت سوقاً شهيراً يعرف بسوق «كيلا» ويعد نقطة تجمع للوافدة في عطلة نهاية الأسبوع. كما يعاني الحي من العشوائية التي تتمثل في ضعف الرقابة على هذه العمالة، وعلى المحلات والمطاعم الموجودة فيه، بالإضافة إلى سوء النظافة والإهمال من قبل الجهات المعنية في المتابعة والتطوير. مشهد متكرر وأبدى عدد من سكان الأحياء القريبة، تذمرهم من التواجد الكثيف للعمالة السائبة على جانبي الطريق المؤدي للحي الباحثين عن فرصة عمل في مشهد يتكرر بصفة يومية، وطالبوا بعودة الحملات الأمنية المفاجئة والتي أسهمت في ضبط الكثير من العمالة السائبة والمخالفات، مؤكدين على أهمية إيقاع العقوبات بحق المخالفين. وأكد سليمان العلي من سكان الحي، سيطرة العمالة الوافدة الكاملة وخاصة «العزاب»، متسائلاً عن دور الجهات المعنية في السماح للعمالة الوافدة بالسكن وسط حي مليء بالعوائل، مما أصبحت تشكل قلقاً مستمراً لسكان الحي وزيادة عددهم الذي تجاوز نسبة المواطنين، ويضيف «الحملات الامنية السابقة بينت أن هذه الفئة بتواجدها الكبير تشكل خطورة على السكان»، مشيراً إلى أن الحي يعد من أقدم أحياء مدينة بريدة ويعاني من ضعف في الخدمات، إضافة إلى تدني مستوى النظافة وتراكم النفايات التي تجذب القطط والكلاب الضالة، وانتشار البيوت المهجورة من مبان طينية آيلة للسقوط، وما تشكله من خطورة على الأطفال والمارة، خاصة اثناء هطول الأمطار، إلى جانب تحولها إلى ملاذ آمن وأوكار لمخالفي نظام الإقامة والعمل. حماية العوائل من جهته، طالب المواطن أحمد المنصور بتدخل المسؤولين والجهات ذات العلاقة السريع ووضع حد للتواجد المكثف للعمالة الوافدة داخل الحي وحماية العوائل من شرورها، وقال «انتشار العمالة الوافدة وسط ما يسمى بشارع (كيرلا) يسبب تهديداً للمواطنين، كما أن سكن (العزاب) بأعداد كبيرة وسط العوائل يشكل خطورة على الأطفال والنساء، ويشكل مشاكل اجتماعية لهذه الأسر»، لافتاً إلى انه يواجه صعوبة في ترك زوجته وابنائه في المنزل لفترات طويلة لخشيته عليهم من هذه العمالة. ويتطلع سكان حي الخالدية إلى أن تلتفت الجهات المعنية وخصوصاً إمارة المنطقة إلى وضع الحي وأن تشرع في معالجة وضعه الحالي وإيجاد الحلول لتوسع العمالة الوافدة التي أصبحت تشكل هاجساً لسكان الحي من خلال ارتكابها للمخالفات، خاصة وأن تواجدهم داخل الحي حرم أطفالهم من مغادرة منازلهم حتى لا يتعرضوا للأذى على حد قولهم. إعادة تخطيط وتتجدد المطالب بإزالة الحي وإعادة تخطيطه ومنع سكن العمالة الوافدة العزاب، من خلال إيجاد سكن خاص بهذه العمالة موزعة على أماكن متفرقة بالمدينة، وإلزام الكفلاء بإسكانهم وسط هذه المجمعات بما يساعد على السيطرة عليهم. وكانت شرطة القصيم قد سجلت في حملات سابقة عدة مخالفات وقضايا مختلفة على العمالة الوافدة داخل حي الخالدية،، وتمكنت من ضبط كميات من الممنوعات والأسطوانات الإباحية والمخالفات الشرعية والصحية، فضلاً عن ضبط مخالفين لنظام الإقامة والعمل. في حين كشفت الجولات الرقابية التي نفذتها أمانة المنطقة، عن مخالفات صحية داخل المحال التجارية ومطاعم الحي، وأتلفت وصادرت كميات كبيرة من المواد الغذائية لعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي، كما أغلقت العديد من محال بيع المواد الغذائية لمخالفتها الاشتراطات الصحية.