باتت صفة القدم التي يتوشح بها حي الخالدية وسط مدينة نجران تلاحقه في جانب الخدمات، على الرغم من أنه لا يفصله عن الشارع الحيوي وهو شارع الملك عبدالعزيز سوى أمتار معدودات. وفيما يظهر بوضوح مدلول ما يطلق على الحي بأنه «المنسي» يتضح للعابر الشوارع المتهالكة والعمالة السائبة والخدمات الغائبة عن الحي، حيث كشفت جولة «عكاظ» غياب الخدمات وضيق شوارع الحي وانتشار سكن العمالة بشكل ملفت، وما يزيد المعاناة العشوائية التي تضرب بأطنابها أرجاء من الحي في ظل غياب الخدمات البلدية وافتقاره للتخطيط من قبل أمانة المنطقة. ورصدت «عكاظ» معاناة فرق الدفاع المدني التي تحاول الدخول مع أحد شوارع الحي للوصول إلى حريق نشب في أحد المزارع، بسبب ضيق الشارع والوقوف العشوائي من بعض السيارات القريبة من المحلات التجارية للسيطرة على الحريق قبل وصولها الى المنازل المجاورة ونجت فرق الإطفاء في إخماد الحريق بعد معاناة في ضيق شوارع الحي. يقول مساعد المصعبي «أحد السكان»: إن الحي رغم موقعه الاستراتيجي لم يحظ بنصيبه من الخدمات البلدية والصحية، حيث إن الطبقة الأسفلتية للشوارع قديمة جداً وأصبحت متهالكة وأغلب الشوارع المؤدية إلى المنازل مليئة بالحفر، مؤكداً أن الحي مصنف بأنه سكني، ولكنه للأسف تحول إلى سكن للعمالة الوافدة لبعض الشركات وأصبح يضم العمالة السائبة، مشيراً إلى أن الحي يفتقر إلى مطبات اصطناعية تحد من السرعة داخل الحي خاصة في الشوارع المؤدية إلى جامع الشيخ محمد بن ابراهيم الذي يشهد إقبالا من المصلين من الرجال والنساء ويحتاج الى إنشاء مطبات لحماية المصلين خلال عبور الشوارع المحيطة بالمسجد الذي يقع وسط حي الخالدية. وأوضح سعد عبدالله «أحد سكان الحي» بأنه يوجد مستوصف حكومي في مبنى متهالك ويفتقد الى مواقف للسيارات وينقصه الكثير من الخدمات الصحية، مشيراً إلى أن الحي تسكنه شريحة كبيرة من السكان ويحتاج إلى مركز رعاية أولية صحية متكاملة يضم جميع العيادات الطبية بدلاً من وضع المركز الحالي الذي يئن من العشوائية وقلة الإمكانات. ويتطلع سكان حي الخالدية إلى أن تلتفت أمانة نجران لمطالبهم، أسوة ببقية الأحياء في المنطقة، وأن تشرع في إعادة سفلتة الشوارع وتوفير حديقة أو مسطحات خضراء، ويأملون من جوازات نجران أن تكثف من رقابتها لتنظيف الحي من العمالة السائبة التي أصبحت تشكل هاجسا لسكان الحي من خلال ارتكاب السرقات أو الجرائم، حيث إن تواجدهم داخل الحي حرم أطفالهم من الخروج خوفاً عليهم من تلك العمالة التي تجوب شوارع الحي دون رقيب أو حسيب. وتساءل سكان حي الخالدية عن دور الجهات المعنية في السماح للعمالة الوافدة أن تسكن وسط حي مليء بالعوائل. وانتقد عدد من أهالي الحي مقاول مشروع مياه نجران الذي أنشأ شبكة توصيل عدادات المياه للمنازل ولم يصلح ما أفسده، حيث ترك خلفه الشوارع مشوهة دون إعادتها إلى وضعها الطبيعي.