أكد القيادي في المعارضة السورية وليد البني في حوار مع «عكاظ» أن هناك ثلاثة تيارات تتجاذب الرأي داخل الائتلاف المعارض لجهة المشاركة في مؤتمر جنيف2، الأول المجلس الوطني الذي يرفض المشاركة والثاني هو تيار يدعو إلى تحسين الشروط للمشاركة وأولها وقف القتل وإطلاق الأسرى ووضع رؤية للحل والثالث يريد المشاركة تحت أي ظرف لاعتقاده أنه يجب أن لايغيب عن الحدث المذكور. البني أشار في حواره مع «عكاظ» إلى أنه لايرى أن جنيف2 سيعقد هذا العام. وفي ما يلي وقائع الحوار: هناك دفع كبير باتجاه انعقاد مؤتمر جنيف2 الشهر المقبل هل ترى انعقادا لهذا المؤتمر بمن حضر من المعارضة السورية كما قال نائب رئيس الحكومة السورية قدري عبدالعظيم؟ لا أعتقد أن مؤتمر جنيف2 سيعقد هذا العام وإن أصر الداعون للمؤتمر على عقده بمن حضر فإنه لن يكون طريقا إلى حل سياسي بل وسيلة للمماطلة بالأزمة السورية حتى الانتهاء من تدمير السلاح الكيماوي. مؤتمر جنيف2 من دون معارضة سورية حقيقية قادرة على تنفيذ قراراته لا نفع له، فالمجتمع الدولي وعبر قراراته المخزية أفرغ الطبقة السياسية السورية المعارضة من فعاليتها على الأرض فمن سيحضر مؤتمر جنيف2 هل يمكنه أن يقنع المعارضة المسلحة بوقف النار؟ هل سيقنع داعش والنصرة بإلقاء السلاح؟ هل يملك القدرة على مواجهتهم؟ هل المجتمع الدولي مستعد لدعمه مباشرة لمواجهتهم؟ كلها أسئلة أجوبتها واضحة لايمكن لجنيف2 أن ينجح من دون تجهيز أرضية صالحة لذلك وقلنا ذلك للعواصم البكرى ولايكون ذلك إلا عبر تعزيز الائتلاف كممثل سياسي وحيد وهيئة الأركان كممثل عسكري وحيد ليكونا قوة فاعلة لفرض أي حل سياسي، نحن نؤمن أن لا حل عسكريا للأزمة السورية والحل سيكون سياسيا ولكن ما يجري التداول به لايمثل حلا سياسيا بل يمثل تسعيرا للقتال والمواجهة والقتل. الائتلاف سيعقد اجتماعا في 1و2و3 نوفمبر لاتخاذ موقف من المشاركة في جنيف2، ماذا تتوقع من هذا الاجتماع؟ النتيجة معروفة هناك ثلاثة تيارات تتجاذب الموقف داخل الائتلاف أولا هناك المجلس الوطني ويضم الإخوان المسلمين وإعلان دمشق وهم يرفضون المشاركة حاليا بجنيف2 وقد أعلنوا مسبقا أنه في حال قرر الائتلاف المشاركة فإنهم سينسحبون من الائتلاف وهناك تيار يطالب بتحسين شروط المشاركة بداية عبر وقف القتل والحصار وإطلاق الأسرى ووضع سقف سياسي للمؤتمر يتمثل برحيل النظام وقيام حكومة انتقالية كاملة الصلاحية، وهناك تيار ثالث يريد المشاركة دون بحث بالشروط لأنه يرى أنه يجب عدم الغياب عن هذا الحدث، أعتقد أن الائتلاف سيتخذ موقفا موحدا فالكل يجمع أن وثيقة جنيف1 يجب أن تشكل مستندا سياسيا لأي عملية حل يجري البحث فيها، ما أراه أن جنيف2 لن يكون بوابة للحل السياسي لأن الأرضية المطلوبة غير متوفرة حاليا. هناك هاجس السلاح الكيماوي عند الغرب فيما مسألة الحرية والإصلاح وحقوق الشعب السوري ليست من أولوياته مطلقا. النظام التقط أنفاسه سياسيا وعسكريا مؤخرا هل يعني ذلك أن الثورة السورية دخلت بمرحلة بداية النهاية؟ الثورة السورية لن تنتهي، دائما الثورات تمر بمرحلة مد وجزر ولكن المطلوب الآن هو البحث داخل المعارضة لجعل ثمن سقوط النظام الظالم أقل كلفة، الدور الروسي بما يخص صفقة السلاح الكيماوي أعطى نفسا للنظام وأطال أيامه بعض الشيء لكن لن يمنع السقوط عنه هو ساقط لا محالة، روسيا جعلت العالم متمسكا ببشار الأسد حتى الانتهاء من السلاح الكيماوي بعد سنة أو سنتين لكن الجميع غير قادر على وقف الثورة السورية خلال هذه الفترة ستشهد مناورات ومناقلات من قبل النظام وهو اعتاد على ذلك لكن كلها مناقلات ومناورات غير مجدية فسقوطه لا مفر منه. كيف تقرأ الموقف السعودي في مجلس الأمن عبر رفض العضوية؟ وما هي فائدته للثورة السورية؟ هناك موقفان للمملكة العربية السعودية يشكلان حركة مفصلية بتاريخ الأمة ويفصل بين الموقفين أربعون سنة، الأول عندما اتخذ الملك فيصل قرار استعمال سلاح النفط، والثاني قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رفض عضوية مجلس الأمن، فهذا القرار يشكل رسالة واضحة للغرب أن العرب والمسلمين يقولون لكم «كفى» وهذا الموقف يشكل فرصة كبيرة للعرب والمسلمين وللدول الخليجية تحديدا أن تلعب دورا أكثر تأثيرا في القرار الدولي وفي مجلس الأمن الدولي لمصلحة قضايا العرب والمسلمين وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والسورية.