قرر «المجلس الوطني السوري» المعارض امس عدم المشاركة في مؤتمر «جنيف-2» الهادف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مهدداً بالانسحاب من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في حال قرر الأخير المشاركة. وقال رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» ان «المجلس وهو اكبر كتلة سياسية في الائتلاف اعلن قراره الصارم من قبل اعلى هيئة قيادية فيه بأنه لن يذهب الى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية». وتابع: «اذا قرر الائتلاف ان يذهب نحن لن نذهب». وكانت الأمانة العامة ل «المجلس الوطني» عقدت اجتماعاً لها في إسطنبول قبل يومين بحضور 26 من اصل 40 عضواً، علماً ان «الائتلاف» يضم 114 عضواً، وسيعقد اجتماعاً لهيئتيه السياسية والعامة في إسطنبول في 25 الشهر الجاري. وقال صبرا» «لن نبقى في الائتلاف اذا قرر ان يذهب الى جنيف»، لافتاً الى المعاناة التي يتكبدها الشعب السوري. وكان رئيس «الائتلاف» احمد الجربا اكد استعداد «الائتلاف» لإرسال ممثلين عنه الى المؤتمر المذكور خلال لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك نهاية الشهر الماضي. لكن صبرا قال: «أهل المعضمية (احد معاقل المعارضة المسلحة غرب العاصمة) يموتون جوعاً، غوطة دمشق (منطقة في ريف دمشق) تحاصر ومحرومة حتى من إدخال رغيف الخبز». وتساءل: «هل هذه الظروف يمكن ان تؤدي الى مشروع سياسي يفتح أفقاً لتغيير وانتقال ديموقراطي في سورية؟»، وأجاب انه «لا احد يمكنه ان يتخيل ذلك». وتسعى روسيا والولايات المتحدة الى عقد مؤتمر «جنيف-2» الشهر المقبل، من اجل التوصل الى حل للأزمة السورية بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة. واكد صبرا ان «رحيل (الرئيس بشار) الأسد هو الشرط للبدء بأي مفاوضات لأن بقاءه يوماً آخر في سدة الحكم في سورية يشجع على الإرهاب والتطرف في البلاد والمنطقة أيضاً». وكان اعلن عن تشكيل «المجلس الوطني» الذي يضم بشكل خاص جماعة «الإخوان المسلمين» النافذة والمحظورة في سورية قبل أن يتوسع في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012 ليضم مجموعات جديدة ويشارك في «الائتلاف الوطني». ويضم المجلس «صقور» المعارضة التي اعلنت على الدوام رفضها التفاوض قبل رحيل الأسد عن السلطة. واتهم صبرا المجتمع الدولي بالتمسك «بأداة الجريمة التي هي السلاح الكيماوي وترك المجرم يفلت من العقاب». وأوضح ان الأمانة العامة ل «المجلس» قررت عدم المشاركة لكون «المناخات الموجودة على الأرض في سورية وفي الوضع الإقليمي والدولي لا تعطي اي انطباعات بأن مؤتمر جنيف يمكن ان يقدم للسوريين شيئاً». وأضاف «لن نذهب الى مؤتمر لا يكون السوريون في قلب اهدافه، نحن لن نشارك في مؤتمر يهدف الى تغطية عجز السياسات الدولية او ستر العورات السياسات الروسية وغيرها». وقالت مصادر في المعارضة ل «الحياة» ان مسؤولين في «المجلس الوطني» تقلوا اتصالات من عدد من المسؤولين الغربيين والإقليميين للاستفسار عن موقفه من «جنيف-2». وأوضحت ان ديبلوماسياً روسياً التقى اعضاء في قيادة «المجلس الوطني» الذين اكدوا له ضرورة «تغيير موقف موسكو العلني من الثورة السورية كي تكون شريكاً في اي مشروع حول مستقبل سورية»، مقترحين تشكيل لجنة من المعارضة والأميركيين والروس لبحث صيغة لحل سياسي. وزادت ان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اكد لصبرا في اتصال هاتفي ضرورة «تحسين شروط» المشاركة في المؤتمر الدولي، مع التعاطي ب «ايجابية» مع الأمر. وأشارت إلى أن وزيراً من دولة اقليمية حض «المجلس الوطني» على اتخاذ «الموقف الذي يناسب الشعب السوري بعيداً من حسابات أي دولة».