مقاتل من الثوار في اشتباكات مع متشددين في حلب الدمام – أسامة المصري العالم لم يستطع إدخال رغيف خبز واحد للأطفال الجائعين فكيف سيفرض حلاً على الأسد؟! خشينا أن يعطى بشار الأسد جائزة نوبل ل«الكيماوي» للسلام. المجتمع الدولي في مأزق.. ولابد من تقديم مشروع سياسي حقيقي لسوريا. جورج صبرا أوضح رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا أن موقف المجلس يرفض المشاركة بمؤتمر جنيف 2 نابع من عدم وجود أية مؤشرات إيجابية على أن هذا المؤتمر يمكن أن يستولد مشروعا سياسيا يعالج القضية السورية، وأضاف صبرا في حديثه ل «الشرق» أن الذهاب إلى جنيف دون مشروع سياسي حقيقي وإيجاد حل للقضية يرضي السوريين لن يكون سوى تلميع لصورة النظام، ولن تتمكن قوى المعارضة من أن تستجلب شيئا للشعب السوري الذي ضحى بكل شيء من أجل التخلص من هذا النظام. وقال صبرا: إن المجتمع الدولي عجز عن إدخال رغيف الخبز إلى الأطفال والنساء المحاصرين جنوبدمشق، فكيف سيتمكن من إيقاف القتل أو إجبار النظام على تنفيذ ما ورد في جنيف 1 وتأمين انتقال سياسي يضمن رحيل الأسد؟! وأضاف صبرا «هذا العالم الذي يدعو إلى جنيف لماذا يصمت عن الذبح الطائفي الممنهج الذي يجري في قرى الذيابية والحسينية والبويضة جنوبدمشق الذي تنفذه ميليشيات حزب الله وأبو الفضل العباس، وهي ميليشيات طائفية مصنفة إرهابية وموضوعة على قوائم إرهاب أوروبا وأمريكا، ولم يصدر أي رد فعل من هذه الأطراف عن هذه المجازر وكأن شيئا لم يحدث». وحول ما إذا باتت الثورة في سوريا في مأزق قال صبرا إن الجميع في مأزق، فالمجتمع الدولي الذي لم يستطع تقديم شيء للسوريين طيلة سنوات القتل في مأزق، والدول الكبرى أيضا في مأزق ولم تستطع تقديم أي حل أو مخرج، والدول الإقليمية أيضا في مأزق فهي عاجزة عن اتخاذ أي قرار تجاه ما يجري، وجميع المواقف تراوح في مكانها دون إبداء أي قدرة على تقديم شيء لهذه الثورة ولهذه القضية، ونحن ماضون بثورتنا. وحول إصرار المجتمع الدولي المتمثل في روسيا وأمريكا وأوروبا على عقد مؤتمر جنيف أكد صبرا أن هناك إشارات سلبية من المجتمع الدولي والدول الكبرى في هذا الموضوع؛ حيث ترك القضية الأساسية وهي استمرار القتل من قبل قوات الأسد وحلفائه واستخدامه جميع أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، وكل ذلك قبل الكيماوي، متسائلا «ماذا فعل الغرب قبل الكيماوي؟» واعتبر أن المجتمع الدولي ترك المجرم يفلت بجرمه بينما يقوم آخرون بتلميع صورته، وقال صبرا ساخراً: «خشينا أن يعطى بشار الأسد جائزة نوبل (للكيماوي) للسلام». واعتبر أن طريقة المجتمع الدولي في التعاطي مع القضية السورية وجنيف إنما ستكون لتلميع صورة النظام على حساب السوريين، وتساءل لماذا نذهب إلى جنيف؟ هل هناك أجندة محددة أو جدول زمني أو وقف للقتل مثلا؟ هل يريدون أن ندخل الغرفة ونتفاوض؟ ونحن نعرف كم تستغرق مثل هذه المفاوضات، وتجارب لبنان وفلسطين مريرة في المفاوضات، فلماذا نذهب في الوقت الذي لا توجد فيه ملامح لحل سياسي حقيقي؟ معتبرا أن أي قضية مهما كانت لا بد أن تمر بالحل السياسي، وقال «نريد حلاً سياسياً حقيقياً يمشي على الأرض بقدمين، حلاً يوقف القتل»، وأن لا يتم الاحتيال على الضحايا، «هم يريدون تغطية فشلهم وتلميع السياسات الروسية اللاأخلاقية واللاإنسانية»، وأضاف «لسنا على استعداد لتلميع صورة هذه السياسات، إذا أردتم مبادرة سياسية حقيقية يجب أن تتهيأ الظروف والشروط في أي عملية سياسية». وحول الخيار الآخر قال رئيس المجلس الوطني: خيارنا أن نعود إلى الشعب، وإلى الداخل، وأشار إلى اجتماع عقد مع حوالي خمسين فصيلا عسكريا يوم أمس الأول، وأكد أنه بات من الواجب العمل على توحيد ألوية الجيش الحر وفصائل الثوار الأخرى، ومعالجة القضايا الملحة في المناطق المحررة، والبديل هو الاعتماد على النفس، مشيرا إلى أن الثورة عندما انطلقت لم تطلب الإذن من أحد، فالسوريون ثاروا ضد خمسة عقود من الظلم، وثاروا تحت ضغط الشهوة للحرية، وقال «من يراهن على عودة السوريين إلى النظام الاستبدادي فهو واهم». وحول ما إذا كان موقف المجلس الوطني سيؤثر على تشكيل الحكومة المؤقتة، أوضح صبرا أن الائتلاف سيبحث في اجتماعه القادم خلال يومي 24 – 25 من هذا الشهر موضوع الحكومة والمشاركة في جينف، وتوقع أن يتخذ الائتلاف موقفا متوافقا مع ما ذهب إليه المجلس الوطني في رفض الذهاب إلى جنيف، موضحا أن ما رآه المجلس في المحيط الداخلي والعربي الإقليمي يدركه الإخوة في الائتلاف أيضا، وقال «لا أعتقد أن أي سوري يستطيع التفريط بأهداف الثورة».