أصر عدد من الحجاج الآسيويين على شراء الأكفان من مكةالمكرمة، وغسلها بماء زمزم من المسجد الحرام، وتجفيفها قبل حفظها واصطحابها كأفضل ذكرى يأخذونها معهم إلى بلادهم. وفيما بات المشهد بما يشبه ظاهرة عند الكثير من الآسيويين، اعتبروا أن الكفن المغسول بماء زمزم أفضل شيء ليواريهم عند موتهم في أي وقت، خاصة بعد إكمالهم الركن الخامس في الإسلام. وأوضح الحاج نور الدين عمر آسيوي الجنسية أنه حضر للحج بعد ما قام بجمع تكاليفه على مدى عشرات السنين، وقال إن أبناء بلده ومنذ ولادتهم يحملون بداخلهم همين اثنين الأول الزواج والثاني جمع المال لأداء فريضة الحج. وأضاف، تمكنت من أداء مناسك الحج ولله الحمد، ولم يتبق إلا غسل الأكفان التي اشتريتها بماء زمزم للاحتفاظ بها أو توزيعها على الأقارب والجيران في بلدي حين أعود، مشيراً إلى أنهم أوصوه بإحضار الأكفان المغسلة بماء زمزم، وهي لهم أغلى هدية من المشاعر المقدسة. وأبان عند عودتي يحتفلون بي احتفالا مميزا، وأزف على عربة خاصة وحول ما قام به من غسيل للقماش الأبيض مبيناً «هو كفن اشتريته من أحد المحلات هنا وقمت بغسله بماء زمزم تفاؤلا بأن يختم الله لي على خير وأقابل ربي بماء مكةالمكرمة» على حد وصفه. وأشار إلى أن من يأتي منا للحج ولم يقم بشراء الكفن وغسله بماء زمزم يعتبر وكأنه لم يزر المشاعر المقدسة، فلا يمكن أن نفوت مثل هذه الفرصة. من جانبه أوضح عضو الافتاء في المسجد الحرام الشيخ صالح الحساوي أن ما يقوم به بعض الحجاج من غسل ثياب الإحرام بماء زمزم ليكون علامة على القبول، أو ظناً منه أن ذلك ينفعه بعد موته لو كفن في تلك الثياب أقول كل ذلك غير مشروع لأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ولم يفعل ذلك، ولا أصحابه رضي الله عنهم مع تكرار الحج من بعض الصحابة الكرام، ولو كان خيرا لسبقونا إليه ولم يكفن أحد في إحرامه إلا من مات محرماً.