لا يكاد الحجاج يطأون أرض الحرم، حتى تقفز خطواتهم وثباً باحثةً عن «البركة»، ذلك الهاجس الذي لا يبرح عقولهم وأفئدتهم حتى مغادرة الديار المقدسة، فيهتدون إلى كل موضعٍ بطقوس مبتكرة. في شعب بني عامر المطل على المسجد الحرام حيث حاصر المشركون الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم عاماًَ كاملاً، يخلع المئات من الحجاج الباكستانيين ملابس الإحرام في مشهدٍ جماعي، متحللين التحلل الأول بغمسها وغسلها بماء زمزم ابتغاء «البركة» حيث يرتدونها طاهرةً في يوم عرفة، في مفارقةٍ عجيبة كانت بدايتها حصار التجويع في الزمن الأول، لينهيها الباكستانيون بغيث زمزم وبركاته، يطهرون به أجسادهم وثيابهم في أرضٍ درجت عليها خطوات أشرف الخلق والمرسلين.