تشهد محال صرافة العملات بالعاصمة المقدسة إقبالا شديدا مع دخول موسم الحج، وتوافد قوافل الحجيج من شتى بقاع الأرض إلى مكةالمكرمة. وأدى تقلص أعداد محال الصرافة بالمنطقة المركزية على وجه الخصوص، بسبب مشاريع الإزالة لصالح توسعة الحرم المكي والمشاريع التنموية المجاورة له، وكذلك بالمناطق السكنية المخصصة للحجاج بمكةالمكرمة عموماً، إلى اكتظاظ تلك المحال بالحجاج الذين يرغبون في تحويل عملاتهم إلى الريال السعودي. «عكاظ» رصدت حركة تحويل العملات في تلك المحال، حيث اتفق كثير من العاملين بها على تراجع نسبة الإقبال على صرافة العملات هذا العام 35 في المئة مقارنة بالسنوات الماضية؛ لانخفاض عدد الحجاج بنسبة 20 في المئة بسبب مشروع مطاف الحرم المكي. وعزوا ازدحام محالهم بالعملاء؛ بقلة محال الصرافة وتقليص عددها بمختلف أحياء مكة السكنية والمنطقة المركزية، ما دفعهم إلى اتخاذ بعض من التدابير التي تخفف من تأثر قطاع الصرافة وتحد من خسائره المحتملة هذا العام والتي عملت بها محال الصرافة في موسم العمرة المنصرم وهي عدم الاحتفاظ بالعملات غير المستقرة المتأثرة بتداولات سوق المال، بالإضافة إلى بيع جميع العملات يومياً. فيما خالف الصراف صلاح الدين صالح كعكي، الذي يعمل بهذا المجال منذ أكثر من 18 عاماً، آراء نظرائه والتقت به «عكاظ» في محله بالمنطقة المركزية الثانية، حيث أكد استقرار عمل هذا القطاع وتحقيق أرباح مجدية مقارنة بالمواسم الماضية، متحدثا عن أبرز المشاكل التي يعاني منها الجميع، مثل عدم تعاون قطاع المرور معهم؛ بمنع السيارات الخاصة بنقل العملات النقدية من الوقوف بجوار المحال لتفريغ الشحنة المالية، فيما تم سحب العديد من المركبات بأوناش المرور من أمام محال الصرافة، وإعطاؤنا قسائم مخالفة؛ بداعي تعطيل حركة المرور ومخالفة النظام. وطالب الجهات المسؤولة بضرورة منح تصاريح من قبل إدارة المرور للمركبات الخاصة بالعملات النقدية للسماح لها بدخول إلى المناطق المركزية وتفريغ حمولاتها؛ مراعاة للأبعاد الأمنية المتبعة في نقل الأموال، وحتى لا يتعطل حجاج بيت الله الحرام ويتأخر حصولهم على الأموال، ما يؤدي إلى تكبد بعض محال الصرافة العديد من الخسائر. وعن المعايير التي يجب أن تتوفر في موظف الصرافة، قال كعكي إن قوة الملاحظة والذكاء والتركيز أثناء ضغط العمل، وسرعة البديهة، بالإضافة إلى الخبرة الكافية في نفس المجال يجب أن تتوفر في الصراف حتى لا يقع فريسة في شراك مزيفي العملات. وأرجع كعكي خسائر بعض محال الصرافة والتحويلات المالية في موسمي العمرة والحج تحديداً؛ إلى العملات المزيفة التي قد يحملها بعض الحجاج من دولهم ويأتون لتغييرها في المملكة بموسم الحج، مستغلين ازدحام المحال وانشغال بعض الموظفين قليلي الخبرة واهتمامهم بخدمة جميع العملاء، فيتحمل قيمتها الموظف الذي قام بصرفها، إذا لم يتمكن من كشف تزيفها، موضحاً أنه منذ بداية موسم الحج لهذا العام مرت عليه بعض تلك العملات كان أكثرها «الدولار الأمريكي، واليورو الأوروبي»، منوهاً بأنه تم اكتشاف الكثير منها، مبيناً بأنه يتم تسليم أصحاب تلك العملات المزيفة إلى الجهات الأمنية في حال تم اكتشافه من قبل الجهاز أو الموظفين. وأبدى عدد من حجاج بيت الله الحرام من جنسيات مختلفة رغبتهم في زيادة أعداد محال الصرافة في المناطق الآهلة بالحجاج كالمنطقة المركزية وبجوار الفنادق والمنشآت السكنية المخصصة لهم والمشاعر المقدسة؛ ليسهل عليهم الاستفادة من خدماتها، بالإضافة إلى توحيد أسعار صرافة العملات في جميع المحال، وبث حملات توعوية وتحذيرية من العملات المزيفة وخطورة التعامل بها وتداولها وإيضاح العقوبات المخصصة بها؛ لرفع ثقافة ووعي الحاج.