على رغم النشاط الذي دبّ أخيراً في سوق الصرافة في المدينةالمنورة مع بدء توافد الحجاج، تسود مخاوف بين الصرافين في شأن تراجع أرباحهم، جراء تقليص عدد القادمين هذا العام إلى أداء مناسك الحج. وكما الحال في مكةالمكرمة، توقع عاملون في مجال الصرافة في المدينةالمنورة تراجع قيمة تداول العملات مقارنة بموسم الحج الماضي، في الوقت الذي تحتل الروبية الإندونيسية المرتبة الأولى في تبادل العملات، يليها اليورو ثم الدولار. ويخشى الصرافون من عمليات تزوير العملات التي تكثر في موسم الحج، وبخاصة الدولار واليورو، مؤكدين أن أخطر عمليات التزوير التي يصعب اكتشافها تكون في الليرة التركية والروبية الهندية، مشيرين إلى أن تعاوناً مستمراً يتم مع الجهات الأمنية في المدينة لكشف محاولات التزوير، كما أبدوا انزعاجهم من بعض الأشخاص الذين يمتهنون البيع أمام محال الصرافة. وقامت «الحياة» بجولة في المنطقة المركزية حول الحرم النبوي التي تحوي أكثر من 15 محل صرافة والتقت ببعض الصرافين لاستطلاع آرائهم مع بداية الموسم، إذ أوضح أحمد الصاعدي الذي يعمل في محل صرافة أن موسم الحج أكثر المواسم إقبالاً على تبديل العملات، وتشهد المحال زحاماً منقطع النظير وبخاصة الحجاج الإندونسيين. وحول أكثر العملات تداولاً قال الصاعدي: «أكثر العملات تداولاً هي الروبية الإندونيسية تليها اليورو والدولار». وفي شأن قيمة تداول العملات قال: «قيمة التداول تختلف من محل إلى آخر بحسب القدرة المالية، فبعض المحال يقوم بعملية تبديل تفوق 200 مليون ريال خلال موسم الحج كاملاً، بينما بعض المحال لا تتجاوز عملياتها أكثر من 30 مليون ريال». ويبدي عبدالمجيد الحربي أحد العاملين في مجال الصرافة تخوّفه من انخفاض قيمة تداول العملات في المدينة، جراء قلة عدد الحجيج بسبب التوسعة والمشاريع التي تنفذها الحكومة في مكةالمكرمة لخدمة ضيوف الرحمن. وعن عمليات التزوير أكد أن العملتين التركية والهندية هما الأكثر تزويراً ويصعب اكتشاف تزويرهما، بينما كان اليورو والدولار الأكثر تزويراً خلال الأعوام السابقة، ومن السهل اكتشاف التزوير من دون الرجوع إلى أجهزة الكشف، مشيراً إلى أن 90 في المئة من محال الصرافة لا تستخدم أجهزة كشف تزوير العملات. ولفت إلى أن محال الصرافة تتعاون في شكل مستمر مع أجهزة البحث الجنائي ومراكز الشرطة للكشف عن المتلاعبين والمزورين والإبلاغ عنهم على الفور. أما مروان العوفي أحد الشباب العاملين في أحد محال الصرافة في المدينةالمنورة، فأشار إلى أن الإقبال على محال الصرافة لتبديل العملات أكثر من المصارف بسبب قرب محال الصرافة من سكن الحجاج. وعبّر العوفي عن استيائه من بعض الأشخاص الذين يقومون بعمليات تبديل العملات أمام محال الصرافة، وقال إنهم لا يعملون في شكل رسمي، مشيراً إلى أن قيمة اليورو خلال هذه الأيام تراوح بين 4.90 و 5.4 ريال، بينما ظل الدولار عند سعر يراوح بين 3.74 و3.75 ريال.