دخلت البطاقات الائتمانية في منافسة مكاتب الصرافة، بعد أن فضل عدد كبير من المعتمرين التعامل مع الصرفات الآلية عبر «الفيزا كارد» التى تغنيهم عن الذهاب لمحال الصرافة التقليدية، في حين قدّرت مصادر بمكاتب الصرافة أرباحها خلال شهر رمضان بنحو نصف بليون ريال. وقال مدير أحد مكاتب الصرافة فى مكة عبدالله عليان، إن «مسلمي أوروبا وأميركا واستراليا يفضلون التعامل بتلك الآليات التى وفرتها البنوك المختلفة حول الحرم المكي أو داخل بهو الفنادق التى يقيمون فيها»، مشيراً إلى أن سحب المبالغ المالية يكون بالريال، ما يعفي هؤلاء المعتمرين من عناء البحث عن محال الصرافة وتبديل العملات». وأضاف العليان أنه «على رغم وجود هذه الفئة من المعتمرين إلا أن الغالبية تعتمد على الدفع النقدي، بينما معدل التعامل مع أنظمة الدفع عن طريق بطاقات الائتمان يبقى أقل بين أوساط المعتمرين والحجاج»، موضحاً أن «هذا لا ينفي أن ثقافة البطاقات الائتمانية سريعة النمو وقد تصل إلى منافسة حقيقية فى يوم من الأيام مع محال الصرافة، وبخاصة أن الناس أصبحوا أكثر تقبلاً للتقنيات الجديدة، كما أن البطاقات الائتمانية أصبحت أكثر انتشاراً مما كانت عليه منذ عشر سنوات مضت. وأكد العليان أن العملات مثل الروبية أو الليرة أو الشلن أو الجنيه أو الدينار أو الدرهم سجلت أعلى نسبة تبديل عملات مع الريال السعودي دخل محال الصراف مقارنة بعملات مثل اليورو أو الدولار، مشيراً إلى حجاج الدول المسلمة مثل الإندونيسيين والماليزيين والأتراك يفضلون الطرق التقليدية فى الصرف، إذ يلجأ أكثرهم إلى التبديل المباشر من محال الصرافة المنتشرة فى أحياء مكةالمكرمة، وهذه الفئة من الحجاج تشكل السواد الأعظم من زبائنهم، يليهم حجاج دول أفريقيا والدول العربية ثم حجاج دول الخليج العربي. وأشار إلى أن طلبات استبدال الريال السعودي كانت قد ارتفعت في السوق المحلية مع بداية شهر رمضان استعداداً لموسم العمرة، إذ إن جميع محال الصرافة استعدت لتلبية الطلب المتزايدة على الريال، مشيراً إلى انتعاش الحركة التجارية خلال شهر رمضان عقب ضخ 30 شركة صرافة نحو ثلاثة بلايين ريال تم تدويرها في أسواق صرف العملة المحيطة بالحرم المكي الشريف. وأوضح أن أسعار البيع كانت مستقرة على رغم زيادة الطلب على الريال، وقدر أرباح مكاتب السرافة خلال شهر رمضان بنحو نصف بليون ريال. وبين أن استخدام التقنيات الحديثة وميكنة العمل في أسواق الصرف في السنوات الأخيرة أسهم في القضاء على أعمال تزوير العملات، معرباً عن أمله في أن قيام الجهات المعنية بالقضاء على السوق السوداء التي تظهر في مواسم العمرة والحج. ولفت إلى أن توافد حشود المعتمرين القادمين من أكثر من 160 دولة دفع معظم المحال التجارية ومحال البيع بالتجزئة في مكةالمكرمة إلى قبول التعامل بعملات الحجاج في المشتريات التى يقومون بها، وأرجع ذلك إلى ارتفاع سعر صرف الريال السعودي أمام هذه العملات، إضافة الى زيادة تواجد هؤلاء الحجاج بأعداد كبيرة خلال هذه الفترة، ما شجّع هذه المحال على قبول عملات الحجاج مباشرة للاستفادة من هامش الربح بين صرف العملتين. وذكر العليان أن «سوق الصرافة في مكةالمكرمة تعد من أكثر مناطق العالم كثافة في حجم تبادل العملات وتنوعها، ويعد الجنيه المصري أبرز العملات العربية التي تقوم مكاتب الصرافة بتبديلها يومياً، ثم العملات الخليجية». من جانبه، أوضح الخبير المصرفي عادل المعطاني أن أثر البطاقات الائتمانية في محال الصرافة ما زال ضيقاً، ومن السابق لآوانه معرفة تأثيرها، إذ يقتصر استعمالها على فئة محدد معظمهم من مسلمي أوروبا وأميركا، مشيراً إلى أن السواد الأعظم من مسلمي العالم والدول الإسلامية يتعاملون بالطرق التقليدية في تبديل العملات. واعتبر أن ما يهدد تجار الصرافة فى الوقت الراهن هي السوق السوداء التى شهدت توسعاً في السنوات الأخيرة، إذ تقوم بعض المتاجر والمباسط الموسمية بأعمال استبدال العملة، ويمتد نشاطها إلي منتصف شهر شوال، وهو الموعد المحدد لمغادرة المعتمرين فضلاً عن استغلال بعض العمالة الوافدة موسم رمضان للمتاجرة في أعمال صرف العملات الأجنبية في مقابل الريال السعودي، ما أدى إلى تفاوت في أسعار الصرف وانحسار تدفق السيولة النقدية للمبالغ الضخمة لدى شركات الصرافة.