استعدادات مكثفة تجري هنا وهناك.. هيئات أهلية وحكومية تعمل كخلية نحل لا تهدأ، والكل يعمل بشكل متناسق لخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل إجراءات دخولهم أراضي المملكة لأداء فريضة الحج.. ويعكس مشهد الحركة الدؤوبة في مدينة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة هذه الأيام، جهود الهيئة العامة للطيران المدني مع باقي الجهات ذات العلاقة التي تعمل كمنظومة متكاملة للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للحجاج انطلاقا من دورها الرئيسي في توفير سبل الراحة والرفاهية والأمن والسلامة للحجاج منذ وصولهم وحتى مغادرة آخر فوج منهم لأراضي المملكة.. «عكاظ الأسبوعية» تجولت داخل المدينة وبين أروقتها ورصدت جانب من هذه الاستعدادات كما حاورت عددا من المسؤولين ذات العلاقة الذين تحدثوا عن البرامج والخطط التشغيلية لإداراتهم خلال موسم الحج. وكانت البداية مع رئيس مجلس إدارة مكتب الوكلاء الموحد فاروق أبو زيد، الذي أكد زيادة ساعات العمل في المكتب مع بدء موسم الحج وعلى مدى 24 ساعة، وتعيين رؤساء للمنافذ البرية المنتشرة في المملكة، منوها بأن عمل المكتب متسم بالانسيابية منذ دخول الحجاج مرورا بإنهاء إجراءاتهم وحتى تفويجهم إلى الحافلات ليتم نقلهم لمكةالمكرمة أو المدينةالمنورة أو المشاعر المقدسة بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختلفة في المنافذ. من جهته، كشف عضو مجلس الإدارة والمشرف على العلاقات العامة والإعلام بمكتب الدكتور عبدالإله بن محمد جدع، عن توظيف التقنية في خدمات مكتب الوكلاء في ما يتعلق بالتعامل مع أمتعة الحجاج والحفاظ عليها عند نقلها، حيث وفر 60 قاطرة كهربائية وأكثر من 400 عربة لنقل الأمتعة في مجمع الحج في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة إلى جانب إدراج 130 رافعة آلية لرفع الأمتعة إلى الحافلات المقلة لهم إلى مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة، مشيرا إلى أن المكتب مجهز بكافة الطاقات البشرية والفنية والآلية لخدمة ضيوف الرحمن وإنهاء إجراءاتهم ونقل أمتعتهم من الصالات إلى المواقع المخصصة بوسط الساحات. 142 «كاونتر» استقبال بدورها دعمت إدارة جوازات المطار صالات الحجاج ب142 «كاونتر» استقبال للحجيج وجميعها مجهزة على أكمل وجه ويحتوي كل منها على جهاز حاسب آلي لتسجيل معلومات الحاج وتصويره، وكذلك جهاز البصمة وأحدث أجهزة كشف التزوير، وذلك لمنع دخول أي مزور وكشف هوية أي متهم في قضايا سابقة، إضافة إلى استحداث جهاز اتصال حديث بين أفراد الجوازات في المطار «الهوكو توكو» لسرعة الاتصال بأي من منسوبي الجوازات وفقا لحاجة العمل. وأوضح مدير جوازات مطار الملك عبدالعزيز الدولي وقائد قوات الجوازات العقيد خلف الله عبيدالله الطويرقي، أن الاستعداد لموسم حج هذا العام بدأ بعد انتهاء الموسم الماضي مباشرة، ويضيف «بما أن العمل لا يخلو من السلبيات والايجابيات، عملنا على تفادي السلبيات من خلال دعم مدينة الحجاج بكادر مدرب من الضباط والأفراد المؤهلين لخدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه، علما بأن جميع الأفراد العاملين في صالة الحجاج جامعيون في عدة تخصصات، وذلك حرصا من المديرية على أن يكون رجل الجوازات وهو أول من يقوم باستقبال الحجاج، على درجة عالية من الثقافة والعلم». وبين العقيد الطويرقي تحديث جهاز كشف التزوير تلقائيا في حال قامت أي دولة بتغيير جواز السفر الخاص بها، حيث تعمل هذه «الكاونترات» جميعها على إنهاء إجراءات نحو 500 حاج خلال 15 دقيقة، إضافة إلى وجود شعبة متكاملة ومدربة تعنى بالتزوير وهي مجهزة بأحدث الأجهزة. وعن الإجراء المترتب على المزور قال «يتم التحقيق معه من قبل ضباط التحقيق في جوازات المطار عن كيفية التزوير للأخذ بها ثم يعاد إلى بلاده على الفور». أجهزة فحص متطورة وبما أن مطار الملك عبدالعزيز أحد أهم المنافذ الجوية الذي يفد عبره الحجاج ويتحمل عبئا كبيرا في موسم الحج، أكد المتحدث باسم الجمارك السعودية عيسى القضيبي أن الجمارك وضعت الخطط والبرامج لهذا الموسم بإيجاد الكوادر المدربة لدعم العمل في المنافذ الجمركية من أجل الوصول إلى أعلى معدلات النجاح، حيث تأتي أهمية الجمارك كونها من الأجهزة الحكومية الرئيسية الفعالة في موسم الحج، إذ تسهم في تسهيل دخول ملايين الحجاج من مختلف أنحاء العالم إلى المملكة بيسر وسهولة خلال فترة قصيرة. وأضاف «جمرك مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة في مقدمة المنافذ الجوية الذي يفد عبره الحجاج إذ يصل عدد رحلات الحج بحسب إحصائية العام الماضي أكثر من (4800) رحلة خلال الموسم وعلى متنها أكثر من مليون ومائة وخمسين ألف راكب»، مشيرا إلى إعداد إدارة الجمرك خطة تشغيلية لموسم العمرة والحج لكل عام ويراعى في إعدادها اكتمال جميع العناصر المطلوبة سواء من الكوادر البشرية أو الآليات التقنية التي تسهم جميعها بإذن الله في نجاح موسم الحج، وتتم الاستعانة بالتقنيات الحديثة مثل أجهزة فحص الحقائب والطرود بالأشعة. وقال «تم تأمين 71 جهازا بصالات الحج واستخدام فرق الوسائل الحية والكلاب البوليسية ودعم جمرك المطار بالكوادر البشرية من مفتشين ومفتشات وتشكيل لجنة خاصة بمتابعة أعمال الحج لتقديم أفضل الخدمات لهم». وزاد» تتشرف الجمارك السعودية بأداء مهمة خدمة ضيوف الرحمن انطلاقا من دور المملكة التي شرفها الله به، ومن الإمكانيات الكبيرة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين (حفظهما الله) لخدمة ضيوف الرحمن». جهود وزارة الصحة وتبذل وزارة الصحة كغيرها من الجهات الحكومية ذات العلاقة جهودا جبارة في خدمة الحجاج والسهر على سلامتهم من النواحي الصحية، وهنا أوضح مدير مراكز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة عبدالغني المالكي، أنه تم دعم المراكز وصالات مدينة الحجاج بكوادر طبية وفنية من مختلف التخصصات بلغ عددهم نحو 625 موظفا وموظفة، مهمتهم تقديم الخدمات الصحية لضيوف الرحمن خلال موسم الحج لهذا العام. وأضاف المالكي «استعداداتنا متكاملة لموسم الحج لهذا العام بناء على الخطة التشغيلية المعتمدة، وبدأنا تكثيف العمل منذ بداية شهر ذي القعدة في مركز المراقبة الصحية بمدينة الحجاج، وكذلك في صالات المطار، وبدأنا تهيئة وتجهيز المركز بعد انتهاء موسم العمرة مباشرة». وأردف «يعتبر المركز من أهم مراكز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ويستقبل الحجاج والمعتمرين، ووزارة الصحة تبذل جهودا حثيثة في توفير جميع الأجهزة الطبية الحديثة والإمكانيات التي تسهم في خدمة وراحة الحاج والمعتمر كل موسم، كما أن المركز الصحي مزود بأجهزة حديثة ومتطورة، ومتوفر به الأدوية المطلوبة، والتحصينات اللازمة». ضعف التوعية الصحية وقال المالكي ان المركز الطبي بالمدينة يقدم الخدمات الصحية والطبية بنوعيها الوقائي والعلاجي بدءا من التحصينات والتطعيمات مرورا بالتوعية والتثقيف الصحي للحجاج والعاملين بالمنافذ ووصولا إلى تقديم الرعاية الطبية للمرضى وكبار السن من ضيوف الرحمن، أما بالنسبة للأعداد التي يتم تكليفها للعمل بالمطار خلال موسم الحج في كل عام فما هي إلا جزء بسيط من الكوادر الصحية التي تعمل على مدار الساعة لخدمة الحجيج في كافة المرافق الصحية في جدة، إذ ان جميع العاملين بصحة جدة مستنفرون للخدمة منذ قدوم أول حاج إلى المملكة وحتى مغادرة آخر حاج بسلامة الله إلى بلاده. وتابع «في حال اكتشاف أي حالات مرضية معدية أو وبائية، يتم الإبلاغ فورا عنها للوزارة ممثلة في وكالة الطب الوقائي، ومن ثم منع دخولها واختلاطها، علما بأننا لم نكتشف أية حالة وبائية تذكر حتى الآن ولله الحمد». وبين المالكي أن الحالات المرضية التي تصل المركز وتستدعي بعد الكشف التنويم، تحال إلى مستشفيات الوزارة وهي بدورها تتولى علاجها وتذليل جميع الصعوبات للحاج والمعتمر، حسب توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد بعلاجهم على نفقة الدولة، مشيرا إلى أن أهم الصعوبات التي تواجه العاملين في المركز، تكمن في ضعف التوعية لدى الحجاج والمعتمرين من حيث إجراء الاشتراطات الصحية المطبقة والمعتمدة من منظمة الصحة العالمية. تطبيق الاشتراطات الصحية وذكر المالكي أن الاشتراطات الصحية التي وضعتها وزارة الصحة لهذا العام، في مجملها تمنع دخول الفيروسات والأمراض المعدية من الدول الراغبة في الحج، ووكالة الطب الوقائي في وزارة الصحة تعمم بشكل دوري عن أي مستجدات تحدث لأية دولة موبوءة، ومن لا يحمل شهادة تطعيم ضد الحمى الشوكية سارية المفعول أو كان تطعيمه أقل من عشرة أيام أو أكثر من ثلاث سنوات فهو مستهدف بالعلاج الوقائي. وأكد مدير مراكز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، تطبيق كافة الاشتراطات الصحية على الحجاج القادمين للمملكة من الدول ذات الوبائية العالية لبعض الأمراض، من خلال العديد من الإجراءات من ضمنها التأكد من التطعيم المسبق للحجاج في بلدانهم قبل القدوم وحصولهم على شهادات التطعيم الدولية للحمى الصفراء والحمى المخية الشوكية، مع إعادة تطعيم غير المطعمين أو صرف العلاج الوقائي لهم وتقديم الخدمات الاسعافية والعلاجية الطارئة للحجاج، كذلك معاينة المواد الغذائية بصحبة الحجاج والتأكد من صلاحيتها، وفسح الأدوية التي بصحبة الحجاج، والتنسيق مع المحاجر البيطرية التابعة لوزارة الزراعة لمنع دخول الحالات المرضية من الحيوانات والطيور المستوردة بجميع أنواعها.