وضع أهالي بترومين همومهم على طاولة الشركة الوطنية للمياه، داعين إلى ضرورة البت في إيجاد آلية لاستئصال مخاطر بحيرة تجمعت منذ شهرين بجوار جسر الميناء، وأجمع الأهالي أن البحيرة مازالت تكتم أنفاسهم بالروائح الكريهة، متخوفين أن تصبح تهديدا لأساسات الجسر. ودعا الأهالي الجهات المسؤولة بسرعة التوجه للموقع والوقوف ميدانيا ومعاينته ومعالجته، وتذمروا من رد شركة المياه بأن المياه جوفية معالجة وليست مياه صرف صحي. وأجمع أهالي الحي أن المستنقعات المزمنة تؤرقهم وتسرق النوم من أعينهم، خاصة أنها أصبحت محاضن للبعوض وتصدر الروائح الكريهة يوميا للحي وللأحياء المجاورة، مؤكدين أن أصواتهم بحت وهم يناشدون الجهات المختصة، بتجفيف البحيرة وتخليص من الروائح الكريهة والتي تصادف الإنسان لدى دخوله الحي. وفي هذا السياق، قال صالح الصعيدي إن الأهالي أخذوا عينة من المياه المتجمعة لإيصالها لأحد المختبرات بهدف تحليلها وإثبات أنها مياه صرف صحي، وأثبتت التقارير أنها مياه صرف صحي. وتجولت «عكاظ» في المكان حيث تقبع الكثير من المخالفات بسبب هذه المياه الراكدة حيث تتجمع المياه والأوساخ والمخلفات في المكان، والروائح الكريهة تكتم الأنفاس، وطالب الأهالي تسليط الضوء عليها ونقلها للمسؤولين حتى يتم تدارك الأمر قبل وقوع كارثة لا سمح الله. وأضاف الصعيدي أن البعوض انتشر في المياه الراكدة، وأصبح خطرا جديدا للسكان في المنطقة، وبالرغم من الشكاوى المتكررة على مسؤولي المياه بضرورة سحبها خوفا من الأخطار الناجمة عنها دون نتيجة، ورغم تحذيرات وزارة الصحة بضرورة سحبها لكن لا حياة لمن تنادي. من جهته، أوضح صالح مديني أن مستنقعات بترومين أصبحت من المشاهد المألوفة في الحي وأن على الجهات المختصة تجفيفها لأنها تصدر البعوض إلى المساكن كما أن رائحتها أصبحت لا تطاق وأنهم يتخوفون من أن تؤثر في قواعد الجسر وبالتالي تصبح المصيبة وفقا لقولهم مصيبتين. من ناحيته، تخوف محمد الزهراني من وصول المياه الراكدة إلى الشوارع الداخلية في الحي، واقتحام المباني. وأضاف «الأهالي يتخوفون من زيادة حجم البحيرة وزيادة المخلفات والأوساخ داخلها وزيادة أعداد البعوض التي قد تهدد بكارثة إنسانية لاحقا، ويجب سرعة التخلص من هذه المياه في أسرع وقت ممكن». متوعدا بإيصال الشكوى إلى المجلس البلدي، ومتابعتها للحصول على حلول بعد أن تخلت شركة المياه عن مسؤوليتها. في المقابل، جدد مدير صحة جدة الدكتور سامي باداوود التحذيرات وطلب ضرورة أخذ الحيطة والحذر من المستنقعات المائية المتشكلة في الأحياء، وطلب سرعة تفريغها لأنها تشكل خطرا على الصحة وبؤرا مثالية لتوالد البعوض المسبب لكثير من الأمراض، مشيرا إلى وجود تنسيق مباشر بين الصحة والأمانة لإزالة تجمعات المياه خاصة في برنامج حمى الضنك، وحث الآباء على منع صغارهم من اللهو في المستنقعات والبقاء في المنازل في ساعات الغروب والتزود بالمراهم الواقية. وأضاف مدير الشؤون الصحية بجدة أن ارتفاع الإصابات أو انخفاضها يعود لعدة عوامل أهمها تزايد بعوض الضنك في تلك الأماكن، مشيرا إلى أنه لا بد من مواصلة مكافحة الضنك باستمرار، وأوضح أن هناك تنسيقا مستمرا بين الصحة والأمانة والزراعة في هذا الشأن. وبين أن مشروع المكافحة عبارة عن برنامج مشترك بين الأمانة والصحة، ينفذه فريق مشترك من الجهتين يعمل ميدانيا في مواقع الإصابات ويحرص على عمليتي الرش والتوعية، معتبرا هذه الطريقة الأكثر قضاء ومكافحة للبعوض، ويعتبر برنامج مكافحة حمى الضنك أحد البرامج الوقائية التي تقوم وزارة الصحة فيها بمهام علاج المصابين والتوعية الصحية والاستقصاء الوبائي للحالات، وأثمر البرنامج عن خفض معدلات الإصابة مقارنة بالعام السابق. طرق الوقاية مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداوود حث على دعم برامج التوعية الصحية وزيادة مستوى الوعي لدى المواطنين وتعريفهم بأهمية وكيفية مكافحة حمى الضنك وسبل العلاج وطرق الوقاية، مؤكدا أن بعوضة الضنك تتوالد في المياه العذبة الراكدة، فضلا عن تواجدها في الإطارات القديمة، وموضحا في نفس الوقت أن إدراته تعمل مع الأمانة والجهات ذات العلاقة لتفعيل برامج مكافحة حمى الضنك.