دعا المشرف على برنامج جدة للكشف المبكر لعنق الرحم والمشرف على كرسي باسلامة للأورام النسائية في جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور خالد بن حسين سيت، نساء المجتمع للاهتمام بإجراء مسحة عنق الرحم سنويا لرصد أية تغيرات قد تحدث نتيجة الإصابة بفيروس الورم الحليمي الذي يمهد للإصابة في حالة إهمال علاجه لحدوث سرطان عنق الرحم. وبين أن غياب الوعي الصحي لدى معظم النساء وضعف إدراكهن بأهمية الفحص المبكر أدى لاكتشاف العديد من حالات الإصابات في مراحل متأخرة، داعيا كل نساء المملكة للاستفادة من البرنامج الوقائي الذي تبناه كرسي باسلامة في جامعة المؤسس عبر التسجيل ودون الحاجة إلى وجود ملف طبي في المستشفى الجامعي. وأوضح أن البرنامج الوقائي يهدف للكشف المبكر للسيدات من 30 65 عاما، وحثهن على الفحص السنوي لعنق الرحم من أجل الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، وأيضا اللواتي مر على زواجهن ثلاث سنوات من السعوديين وغير السعوديين، وهو برنامج مجاني ولا يتطلب وجود ملف في المستشفى، مع التأكيد على أن الكشف المبكر يعزز من الشفاء، كما أن إهمال إجراء مسحة عنق الرحم بشكل دوري يمهد لاكتشاف حالات في مراحل متأخرة. وحول العلاقة بين فيروس الورم الحليمي والإصابة بسرطان عنق الرحم قال «نعم توجد علاقة كبيرة، وأثبتت الأبحاث الوبائية بأن البابيلوما فيروس من صنف 16 و18 مسؤولة عما يقدر ب70 في المائة من الحالات، فسرطان عنق الرحم يعد ثاني سرطان عند النساء، وتكتشف سنويا 500 ألف إصابة جديدة، و231 ألف حالة وفاة حول العالم، وفي منتصف التسعينيات كشفت الدراسات أن الفيروس الحليمي البشري (اتش بي في) يسبب سرطان عنق الرحم، وأدت هذه الأدلة لإجراء عدة أبحاث وتجارب سريرية لتطوير لقاح يقي من سرطان عنق الرحم، كما أن معرفة العلاقة بين فيروس (اتش بي في) وسرطان عنق الرحم شجعت على إجراء أبحاث حول الوقاية من سرطان عنق الرحم عن طريق الوقاية من الفيروس سواء عبر الوقاية الأولية أو التلقيح بالإضافة إلى الفحص الدوري للفيروس وعمل مسحة عنق الرحم». البروفيسور سيت أكد أن الفحص المبكر هو عملية إجراء فحص لعنق الرحم عند النساء بعد مضي ثلاث سنوات بعد زواجهن، ويستمر بصفة دورية وحسبما يوصي به الطبيب، ومن حسن الحظ فإن الخلايا غير الطبيعية التي تحدث في عنق الرحم تمر بمراحل قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية، وهذا قد يستغرق عدة سنوات، ومن هنا تتضح أهمية الحرص على عمل فحص الكشف المبكر لنكتشف هذه الخلايا في المرحلة ما قبل السرطانية ويمكن علاجها، وعادة لا يسبب سرطان عنق الرحم في المراحل الأولى أي أعراض، ثم تبدأ الأعراض مع تقدم مرحلة المرض، ومن الأعراض التي تشكو منها المريضة نزيف مهبلي غير طبيعي، أو نزيف بعد سن انقطاع الطمث، وزيادة الإفرازات المهبلية، ويتم التشخيص بأخذ عينة خزعة من عنق الرحم وأيضا بإجراء منظار لعنق الرحم.