كشف ل«عكاظ» المشرف على كرسي د. باسلامة للأورام النسائية في كلية الطب ومستشفى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور خالد بن حسين ولي سيت، أن الحملة الصحية لمكافحة سرطان عنق الرحم تنطلق في يناير 2012، مبينا أن نشاط البرنامج يشتمل على تطبيق اختبار للنساء في مدينة جدة للكشف المبكر عن إصابات أورام عنق الرحم والقضاء عليها في مهدها. وأضاف «سرطان عنق الرحم هو نوع من الأورام السرطانية يصيب منطقة عنق الرحم، نتيجة تكرار أو استمرار العدوى بأحد الفيروسات المسرطنة، ويدعى فيروس الورم الحليمي البشري، ويؤدي إلى وجود خلايا سرطانية، وهو ما يشكل تهديدا صحيا ونفسيا واجتماعيا حقيقيا يواجه النساء في كل مكان». وأشار إلى إن سرطان عنق الرحم من أخطر أنواع السرطانات، حيث إن أغلب السيدات المصابات به يتوفين في مقتبل عمرهن، وهي الفترة التي يقمن فيها بتحمل مسؤوليات عائلية كبيرة». والمح إلى أن سرطان عنق الرحم يعد سادس أكثر السرطانات شيوعا في المملكة، وأكثر ما يصيب النساء ما بين عمر 40 و49 عاما، وتقل نسبة الإصابة به تدريجيا بعد عمر الخمسين، مضيفا أنه من المفترض (وهو الذي نطمح إلى تحقيقه) عدم وجود أي حالة إصابة بسرطان عنق الرحم في المملكة، مرجعا ذلك لاحتياج الفيروس المسبب لهذا المرض إلى فترة حضانة طويلة قد تصل إلى 20 عاما، ولإعطائه علامات مبكرة قبل إحداثه للأورام، ما يسمح لنا باكتشاف الحالات في المراحل ما قبل السرطانية، مشددا على جميع النساء بإجراء المسحة الطبية سنويا لعنق الرحم للتأكد من عدم وجود خلايا غير طبيعية وسرعة القضاء عليها إن وجدت قبل تحولها إلى خلايا سرطانية. وذكر الدكتور سيت، أن من أهم العوامل التي تؤدي إلى كثرة نمو الخلايا في عنق الرحم هي الإصابة ببعض الفيروسات كالفيروس الحليمي البشري (HPV)، والتدخين، مشيرا إلى أنه من أعراض التغيرات الورمية في عنق الرحم وجود إفرازات مهبلية دموية، أو نزيف دموي، خصوصا بعد العلاقة الزوجية، مع التنويه إلى أن هذه الأعراض قد لا تعني بالضرورة وجود سرطان عنق الرحم، لكنه يجب عند حدوثها لأي سيدة أن تقوم بالاستشارة والكشف الطبي. وبين أن علاج سرطان عنق الرحم يعتمد على المرحلة الورمية من حيث نوع السرطان ومكانه وحجمه ودرجة انتشاره في الجسم، كما أن خيارات العلاج تراوح بين العلاج الجراحي والإشعاعي الكيماوي أو بكليهما معا، مفيدا بأن نسبة الشفاء خلالهما تكون عالية حتى في المراحل المتقدمة. الدكتور سيت، أفاد أن الفيروس الحليمي البشري يسبب وفاة ما يقارب إلى 350.000 سيدة من العالم سنويا من إجمالي إصابة 520.000 سيدة، وفقا لإحصائيات المنظمة العالمية للصحة (Who)، كما أن نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم تمثل 1.3 لكل 100.000 سيدة وقرابة 152 حالة جديدة تكتشف كل سنة و55 حالة وفاة، ومتوقع الزيادة إلى 309 حالة جديدة و117 حالة وفاة عام 2025م، إذا لم يكن هناك المزيد من الجهود لمحاربة هذا المرض وتوفير سبل الوقاية وضرورة زيادة الوعي عند السيدات وحثهم على الفحص السنوي لعنق الرحم من أجل الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم». الدكتور سيت، خلص إلى القول: أن العامين الأخيرين شهدا ثورة حقيقية في مواجهة مثل هذا النوع من السرطان، حيث إن الأبحاث العلمية الحديثة قد توصلت إلى اكتشاف تطعيم وقائي ضد سرطان عنق الرحم، يوفر وقاية كاملة لمعظم الحالات؛ مما يمثل خطوة هائلة لحماية الملايين من النساء، وبذلك تظل الوقاية خير من ألف علاج.