دعا استشاريان متخصصان في طب النساء، السيدات اللاتي تجاوزن سن ال40 بعدم إهمال مسحة عنق الرحم لرصد أي تغيرات قد تطرأ نتيجة الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري المؤدي إلى سرطان عنق الرحم ويشكل تهديدا صحيا ونفسيا واجتماعيا حقيقيا يواجه السيدات ما بين عمر 40 و 49 عاما، وتقل نسبة الإصابة به تدريجيا بعد سن الخمسين. الفيروس الحليمي وكشف ل «عكاظ» المشرف على كرسي باسلامة للأورام النسائية في كلية طب ومستشفى جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور خالد بن حسين ولي سيت، أن الحملة الصحية لمكافحة سرطان عنق الرحم تشتمل على تطبيق اختبارا للسيدات في مدينة جدة للكشف المبكر من إصابات أورام عنق الرحم والقضاء عليها في مهدها، مبينا تسجيل نحو 2000 سيدة في مدينة جدة للخضوع للفحص من إجمالي 100 ألف سيدة تمت دعوتهن للإندراج في البرنامج خلال السنوات المقبلة. وأضاف سرطان عنق الرحم هو نوع من الأورام السرطانية يصيب منطقة عنق الرحم، نتيجة تكرار أو استمرار العدوى بأحد الفيروسات المسرطنة، وهو فيروس الورم الحليمي البشري، ويؤدي إلى وجود خلايا سرطانية، وهو ما يشكل تهديدا صحيا ونفسيا واجتماعيا حقيقيا يواجه السيدات في كل مكان. أخطر السرطانات وذكر البروفيسور خالد، إن سرطان عنق الرحم يعد من أخطر أنواع السرطانات، حيث إن أغلب السيدات المصابات يتوفين في مقتبل عمرهن، وهي الفترة التي يقمن فيها بتحمل مسؤوليات عائلية كبيرة على حد قوله، ملمحا بأن سرطان عنق الرحم يعد سادس أكثر السرطانات شيوعاً في المملكة، وأكثر ما يصيب النساء ما بين عمر 40 و49 عاماً وتقل نسبة الإصابة به تدريجياً بعد عمر الخمسين، مضيفاً أنه من المفترض (وهو الذي نطمح إلى تحقيقه) عدم وجود أي حالة إصابة بسرطان عنق الرحم في المملكة، مرجعاً ذلك لاحتياج الفيروس المسبب لهذا المرض إلى فترة حضانة طويلة قد تصل إلى 20 عاما، ولبروز علامات مبكرة قبل إحداثه للأورام، ما يسمح باكتشاف الحالات في المراحل ما قبل السرطانية، مشددا على جميع النساء بإجراء المسحة الطبية سنوياً لعنق الرحم للتأكد من عدم وجود خلايا غير طبيعية وسرعة القضاء عليها إن وجدت قبل تحولها إلى خلايا سرطانية. وخلص البروفيسور سيت بالقول التسجيل متاح عبر الاتصال المباشر أو إرسال رسالة على الأرقام التالية هاتف 6408222 تحويلة 11521 – 11523- 11851، أو التسجيل عبر موقع البرنامج www.jcsp.com . الوعي الصحي وفي سياق ذي صلة، أوضح استشاري النساء والتوليد في مستشفى الثغر الدكتور محمد قطان، أن من أهم العوامل المؤدية إلى كثرة نمو الخلايا في عنق الرحم هي الإصابة ببعض الفيروسات مثل الفيروس الحليمي البشري والتدخين، مشيراً إلى أنه من أعراض التغيرات الورمية في عنق الرحم وجود إفرازات مهبلية دموية أو نزيف دموي، خاصة بعد العلاقة الزوجية، مع التنويه إلى أن هذه الأعراض قد لا تعني بالضرورة وجود سرطان، إلا أنه يجب عند حدوثه لأي سيدة الاستشارة والكشف الطبي. وبين أن علاج سرطان عنق الرحم يعتمد على المرحلة الورمية من حيث نوع السرطان ومكانه وحجمه ودرجة انتشاره في الجسم، كما أن خيارات العلاج تتراوح بين العلاج الجراحي والإشعاعي الكيماوي أو بكليهما معاً، مفيداً بأن نسبة الشفاء خلالهما تكون عالية حتى في المراحل المتقدمة. وشدد الدكتور قطان على ضرورة إجراء مسحة عنق الرحم سنويا للتأكد من عدم وجود خلايا غير طبيعية، وسرعة القضاء عليها إن وجدت قبل تحولها إلى خلايا سرطانية. وأكد الدكتور قطان أن سرطان عنق الرحم لا ينتقل بالوراثة كما يعتقد البعض، بل يسببه الفيروس HPV كما أشرت وهي مجموعة متنوعة من الفيروسات التي تلحق بال DNA، والتي تغزوا الجلد والأغشية المخاطية للإنسان، كما يصيب فيروس الورم الحليمي البشري الجنسين، ولا تظهر له أي علامات أو أعراض، الأمر الذي يجعل العديد من الناس غير مدركين لإصابتهم بالفيروس، ويمكن أن يحدث هذا الانتقال بكل سهولة عن طريق أي احتكاك جنسي، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية المسحة المهبلية الدورية بانتظام، مع تكثيف الوعي الصحي لدى نساء المجتمع.