يتحسر عدد من أهالي طيبة الطيبة على افتقاد العيد الحالي كثيرا من المظاهر والعادات الجميلة التي كانت حاضرة في الماضي، مشيرين إلى أن المجتمع بات يفتقد للتواصل والترابط بين أفراده، مرجعين ذلك إلى انشغال كل فرد بنفسه، واللهث نحو المادة في مجتمع تخلى عن الكثير من قيمه الفاضلة. وأعربت وضحى الحربي عن أسفها لغياب العديد من العادات النبيلة عن العيد الحالي، مشيرة إلى أن المناسبة السعيدة لم تعد كما كانت في السابق تحمل في حناياها كثيرا من الحميمية والتواصل والترابط الإنساني بين أفراد المجتمع كافة. وقالت: «كان أبناء الحي فيما مضى يتزاورون ويقفون مع بعضهم عند الشدائد، لكن الوضع تغير حاليا، وأصبحنا نعيش كالغرباء، فالجيران لا يعرفون بعضهم، على الرغم من أنهم يقطنون في بناية سكنية واحدة» ، مشيرة إلى أن في العيد الحالي لم تطرق بابها أي امرأة تريد المعايدة، أو تدعوها امرأة أخرى إلى زيارتها. وتمنت الحربي أن تعود الأيام الجميلة ويتعزز التعاضد بين أبناء المجتمع الواحد، ملمحة إلى أنها تحن كثيرا للعيد أيام زمان. وأرجعت غياب التواصل بين المجتمع في المناسبات المختلفة، إلى انشغالهم بأمور الحياة والبحث عن الأمور المادية في ظل المغريات الكثيرة، بينما في السابق كانت البساطة تطغى عليهم وساعدتهم في تدبير أمور حياتهم دون تعقيد. وأيدت سمية الجهني سابقتها الحربي، موضحة أن الأوضاع تغيرت كثيرا في المجتمع ولم يعد هناك تواصل أسري كما في السابق، بل أصبح هناك غربة اجتماعية فلا جيران ولا أهل واقتصر العيد على الصلاة ولبس الجديد. وقالت: «وإن حصلت فرصة فإننا نعايد من نلتقيه في الطريق دون ترتيب مسبق، وأصبحنا نقضي غالبية أوقات العيد في النوم، أو متابعة الفضائيات» ، متمنية أن يتغير الوضع وتتعزز الروابط بين أبناء المجتمع الواحد. إلى ذلك، أعربت اعتدال محمد عن أسفها الشديد لما آل إليه وضع العيد في السنوات الأخيرة، ملمحة إلى أن المجتمع افتقد الكثير من الصفات الجميلة والعادات الأصيلة التي كانت تظهر بجلاء في العيد.. وبينت أن الناس لم يعودوا يتزاورون فيما بينهم لتبادل التهاني بالعيد كما كان يحدث سابقا، بل أصبحوا يقضون المناسبة السعيدة في النوم ومتابعة الفضائيات، وربما تقتصر المعايدة على الأهل المقربين فقط، متمنية تكثيف توعية المجتمع بأهمية توطيد العلاقة بين أفراده خصوصا في المناسبات المختلفة، وترى أنه يشترك في هذه المهمة وسائل الإعلام المختلفة والمدارس والمشايخ والعلماء.