ناشد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤوليته وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين في سوريا في هذا الظرف الدقيق الذي يعاني فيه الملايين من البشر حياة بالغة الصعوبة، وقد أبدت المملكة أسفها لفشل مجلس الأمن في اعتماد بيان يطالب بدخول المساعدات الإنسانية إلى مدينة حمص المحاصرة منذ أسابيع ويتعرض أهلها للإبادة على يد النظام ومسانديه من مليشيات حزب الله، وهذا هو موقف المملكة الثابت المتجدد تجاه نصرة الحق ودفع الظلم عن المظلومين وإغاثة أصحاب الحاجات في كل مكان. والحقيقة أن الشعب السوري يتعرض إلى الحصار والقتل على يد نظام فاقد الشرعية وقد أعمته شهوة الحكم والسيطرة عن رؤية المآسي التي يرتكبها في حق بعض أبناء وطنه، فهو يدمر المدن ويزهق الأرواح ويشرد الأطفال والنساء والشيوخ إلى المجهول. وأمام هذا المشهد المأساوي يقف المجتمع الدولي عاجزا عن فعل شيء ينقذ هذا الشعب، فحتى المساعدات الإنسانية عجز عن توفير أسباب وصولها إلى المحتاجين، ومجتمع هذا سلوكه ومواقفه لا يتوقع منه تمكين الثوار من إعادة التوازن في الإمكانيات العسكرية، فقد تبين أن الدول الكبرى منشغلة في حسابات المصالح في أروقة المقايضات على حساب حرية وسلامة السوريين، وهذا معناه أن على أحرار سوريا ومن يقف معهم في محنتهم أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية والعمل على تقوية مواقفهم وتحسين إمكانياتهم لمواجهة آلة الدمار، وقد يكون من السياسة العمل على ترتيبات تحقن الدم السوري في شهر رمضان وتساعد على ترتيب الأوراق ولا تغيب الهدف الأساسي.