كشف قائد قوة أمن الحرم المكي الشريف اللواء يحيي بن مساعد الزهراني عن أن الخطة الأمنية التي اعتمدت لتطبيقها خلال شهر رمضان المبارك، تواكب المتغيرات التي يشهدها المسجد الحرام من المشاريع التطويرية التي تجري حاليا، وتتماشى مع الميدان ومع الكثافة البشرية والمعدات الكبيرة والرافعات التي تعمل لإنجاز الأعمال التطويرية. وأوضح في حوار أجرته معه «عكاظ» أن الخطط ركزت على إبعاد المصلين عن مواقع العمل وإعطاء مساحة للمصلين والطائفين ووضع تنظيم للدخول الى صحن المطاف قبل الصلوات وفتح الأسطح والأدوار العلوية والاستفادة من التوسعة ووقف الملك عبدالعزيز لتخفيف حدة الزحام داخل الحرم في أوقات صلاة التهجد والتراويح. وأشار إلى أن هناك خطة يتم تنفيذها كل يوم جمعة وخطط في العشر الأواخر، إضافة الى خطة مستقلة في ليلة ختم القرآن الكريم وليلة 72 ويوم عيد الفطر المبارك. وفي ما يلي وقائع الحوار: ما ملامح الخطة الأمنية لقوة أمن الحرم المكي الشريف خلال شهر رمضان المبارك؟ بداية سنبدأ تنفيذ الخطة الأمنية على أرض الواقع اعتبارا من 25 الشهر الجاري بالتعاون مع مختلف الجهات الامنية الاخرى المشاركة. وهنا أشير إلى أن خطة قوة أمن الحرم المكي الشريف لهذا العام خضعت لعدة متغيرات بسبب استقطاع أجزاء من الحرم، حيث تمت مراعاة واقع الميدان والوضع القائم حاليا وكل ما يتعلق بالتوسعات والمشروعات التي يشهدها المسجد الحرام. وركزت الخطة الأمنية على سلامة المعتمرين والطائفين وسهولة ادائهم لشعائرهم بكل يسر وسهولة، وهي تركز في المقام الأول على حفظ الأمن وسلامة الطائفين ومرتادي المسجد الحرام، إضافة إلى النواحي التنظيمية والانسانية والارشادية. هناك 8 مشايات خصصت للدخول إلى صحن الطواف تسهل للطائفين التوجه الى المطاف ومن ثم العودة بكل انسيابية وراحة، إضافة إلى وجود عدة لوحات إرشادية والكترونية تعطي اشارات ضوئية في حالة امتلاء الحرم بالمصلين والطائفين ليتم توجيههم إلى مواقع أخرى. إذن هدف الخطة الشاملة تقديم أفضل الخدمات للمصلين والزوار وتمكينهم من أداء شعائرهم في يسر وسهولة من خلال دعم قوة أمن الحرم بقوات أمنية مساندة من أفراد مدينة التدريب في منطقة مكةالمكرمة، وقوة الطوارئ الخاصة وقوة الحج والعمرة، حيث أنها تركز على حفظ النواحي الأمنية داخل المسجد الحرام والساحات، والإشراف على سلامة وأمن المصلين وإدارة الحشود البشرية التي يشهدها الحرم خلال شهر رمضان المبارك. الخطط السابقة ما مدى الاستفادة من الخطط الأمنية السابقة؟ لا شك أن كل خطط هذا العام أعدت وفق أسس علمية مبنية على دراسات ميدانية أجريت من واقع الميدان، وهي تستفيد من تحليل خطط الأعوام الماضية لدعم الإيجابيات وتلافي السلبيات والعمل على إرشاد التائهين من خلال مركز تم تجهيزه لمتابعة التائهين ومركز آخر للمفقودات. وبالمناسبة أدعو جميع مرتادي الحرم المكي الشريف إلى عدم حمل مبالغ مالية كبيرة حتى لاتتعرض للضياع وسط الزحام. وماذا عن مهام العنصر النسائي في هذه الخطط سواء داخل الحرم أو في الساحات؟ لدينا عناصر نسائية مدربة ولديهن الخبرة الكافية للتعامل مع الحالات الأمنية وخلافها في الأماكن المخصصة للنساء، وهناك تنسيق مباشر مع رئاسة شؤون الحرمين الشريفين والاستعانة بعناصر نسائية من المتعاونات، إضافة إلى العاملات طوال العام للتواجد في الأماكن المخصصة للنساء داخل الحرم والساحات لمتابعة مختلف النواحي الأمنية وأمور السلامة ومنع الازدحام أو التدافع. خفض عدد الحجاج ماذا عن قرار خفض نسبة اعداد الحجاج والمعتمرين بسبب ما يشهده المسجد الحرام من توسعات ومشروعات تطويرية؟ قرار تخفيض أعداد الحجاج والمعتمرين قرار حكيم يهدف إلى سلامة الحجاج والمعتمرين وتوفير سبل الراحة والطمانينة، في ظل ما يشهده المسجد الحرام من مشروعات وتوسعات تاريخية ضخمة. وانطلاقا من هنا اقتضت الضرورة تخفيض النسبة بشكل مؤقت واستثنائي. 700 كاميرا هناك كاميرات أمنية تتابع تحركات المصلين والمعتمرين والطائفين في المسجد الحرام والساحات الخارجية، كم عدد هذه الكاميرات؟ نعم هناك عدد من الكاميرات الامنية التي تعمل على مدار الساعة وفق نظام تقني حديث لمتابعة المصلين الذين يدخلون المسجد الحرام عبر أبوابه المختلفة والمسارات المؤدية إلى صحن الطواف، ولدينا أكثر من 700 كاميرا تعمل على مراقبة الوضع داخل المسجد الحرام وخارجه وفي المسعى، وتوجد غرفة عمليات مجهزة تجهيزا متكاملا لمتابعة الوضع وإبلاغ العاملين في الميدان في حالة وجود أي اشتباه لنشل وخلافه لمعالجة الوضع بصورة فورية. كما تعمل على ادارة الحشود وتحديد مواقع الكثافة البشرية وتوحيد جهود العاملين ميدانيا، وتضم غرفة العمليات بالقيادة مندوبين من الجهات ذات العلاقة كالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمديرية العامة للدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر السعودي وجهات أمنية أخرى، كل يعمل في مجال المهام المناط بجهته في حالة حدوث ما يستوجب ذلك. ولكن مع الأعمال الانشائية التي يشهدها المسجد الحرام أزيلت بعض الكاميرات في المناطق التي تشهد العمل وتم تركيب كاميرات في عدد من المواقع الأخرى. عادة تكثر حالات النشل في المواقع المزدحمة واستغلال الكثافة البشرية لاسيما في صحن المطاف، ماذا عن جهود قوة أمن الحرم حول هذه الظاهرة؟ في الآونة الأخيرة بدأت تختفي حالات النشل إلى حد كبير بفضل من الله تعالى ثم بمتابعة رجال الامن وتواجدهم المكثف في جميع المواقع وعدم إعطاء من يحاول ممارسة هذه العادة الفرصة. نعم بدأت هذه الظاهرة تختفي بعد محاصرة هؤلاء ورصدهم من خلال كاميرات المراقبة وتكثيف وجود رجال الأمن في كل المواقع سواء داخل صحن الطواف او الاروقة والساحات. حجز الأماكن ظاهرة حجز الأماكن داخل الحرم ما زالت موجودة رغم متابعتها خلال الفترة الماضية، هل ستغيب هذه الظاهرة هذا العام؟ نحن نتابع مثل هذه الحالات بالتعاون مع لجنة مشكلة لهذا الغرض من قبل إمارة المنطقة، ودعم هذه القوة بعدد من الضباط والأفراد المدربين والمؤهلين في كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات ونتمنى أن تختفى هذه الظاهرة وسنكون حازمين في هذا الأمر. كيف تعملون على رفع كفاءة أفراد قوة أمن الحرم المكي الشريف في مجال التعامل مع مرتادي الحرم؟ تولي قوة أمن الحرم تدريب وتثقيف أفرادها اهتماما كبيرا لزيادة وعيهم في كيفية التعامل الأمثل مع زوار المسجد الحرام ومقابلتهم بالابتسامة والصدر الرحب ومد يد العون للمحتاجين منهم، مستشعرين روحانية الزمان وقداسة المكان. وقد نفذنا أكثر من خمس دورات تدريبية في اللغات والحاسب الآلي وحماية الشخصيات وادارة الحشود البشرية، وهناك تنسيق قائم حاليا مع الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين لتنفيذ دورات، إضافة الى قيام عدد من الضباط والمشايخ بإلقاء محاضرات تثقيفية وتوعوية على الافراد في بداية انطلاق كل وردية بشكل يومي.