شرعت قوة أمن الحرم في تطبيق خطتها المتضمنة تدابير آمنة ووقائية لمنع تدافع الحجاج في المسجد الحرام، وتحديدا في صحن الطواف، فيما استحدثت القوة مزلقانات لتسهيل وصول الحجاج مباشرة إلى المطاف دون إحداث إرباك أو إزعاج للمصلين. وفي حديثه ل «عكاظ» أشار قائد قوة أمن الحرم العقيد يحيى الزهراني أن خطة أمن المسجد الحرام في الحج يبدأ إعدادها منذ نهاية الموسم السابق على شكل دروس مستفادة، إذ ترفع تقارير لدعم الإيجابيات وخفض السلبيات ومعالجتها عبر ورش عمل، في حين بدأ العمل بالخطة منذ 20 من ذي القعدة، حيث تباشر قوة أمن المسجد الحرام مهماتها بكامل قوتها البالغة 1600 فرد و27 ضابطا، فضلا عن العناصر النسائية والمتعاونين. ولفت إلى أن قوة من شرطة منطقة مكةالمكرمة قوامها ستة آلاف فرد تشارك خلال المرحلة الأولى التي تنتهي غرة ذي الحجة وتلحقها بعد ذلك قوات أمن الحج والعمرة للعمل في الساحات وكذلك قوات الطوارئ الخاصة وقوات إدارة الحشود حتى العاشر من ذي الحجة بالإضافة إلى قوات من الجيش والحرس الوطني، إذ تعمل تحت قيادة موحدة لمساعدة قوة أمن المسجد الحرام في تحويل مسارات الحجاج إلى الساحات الخارجية والأدوار العليا والأروقة الداخلية في حالة امتلاء صحن المطاف.. فإلى نص الحوار: • هل وضعت قيادة قوة أمن المسجد الحرام خطة خاصة ليوم التعجل؟. معلوم أن بعض الحجاج ينفرون من منى متعجلين لأداء طواف الوداع وهذا يستوجب وضع خطة لهم داخل المسجد الحرام كما أن لليوم 13 خطة خاصة أيضا وتم في هذا العام عمل مزلقانات للنازلين إلى صحن الطواف خصوصا عند امتلاء باب العمرة والملك فهد والملك عبدالعزيز ومن درج باب الصفا بحيث إنها تسهل النزول للطواف ببطء وتمنع التكتلات البشرية عند الكردونات أثناء النزول للطواف وأتمنى من الحجاج أن يستفيدوا منها. • هل هناك خطط أخرى تتعلق بتحويل القادمين إلى الحرم؟. هناك تحويل من الساحات الشرقية والجنوبية تجريها القوات المشاركة في الخارج إلى الأماكن المتسعة سواء في الدور الأول أو السطح، وقد تمت تجربة هذه الخطة في يوم النحر وأثبتت نجاحا، إذ كانت الحركة جيدة وانسيابية وسارت بشكل لم نكن نتوقعه، وما زالت النجاحات حيال تطبيق الخطة ناجحة إلى هذه اللحظة. هناك مكان للعربات في الدور الأول ستتم تهيئته مع مشروع توسعة خادم الحرمين للطواف في الدور الأول وهذا يسهم بشكل كبير في التخفيف على صحن المطاف. يستجد هذا العام مشاركة قوة أمن الحرم بكامل عددها إضافة إلى شرطة المنطقة وأمن المنشآت والأمن الدبلوماسي داخل الحرم أما في الساحات فتشارك قوات الطوارئ الخاصة وقوات الحج والعمرة والجيش والحرس الوطني. حجم الكثافة • هل كانت الكثافة حسب المتوقع داخل الحرم؟. وضعنا في الخطة توقعات كبيرة وعلى إثرها وضعت لكن الأمور تسير على ما يرام، أحب أن أوضح لك أنه ستكون هناك متابعة داخل الحرم من قبل العمليات لصحن المطاف والأروقة والدور الأول والسطح منه ونوليه جل الاهتمام خصوصا هذا اليوم وغدا ونأخذ بالحسبان منع التدفق بكثافة إلى الصحن حال الامتلاء والتحويل إلى الأروقة والدور الأول والسطح حسب الحاجة وما تراه غرفة العمليات. • يسبب بعض الحجاج إرباكا لخطط الأمن داخل المسجد وساحاته، كيف تتفادون ذلك؟. بعض الحجاج يحملون معهم أمتعتهم وهذا الأمر يؤدي إلى الحوادث الناتجة عن سقوط الأمتعة، ونقول لهؤلاء إن حمل الأمتعة ممنوع وقد خصصنا أماكن لجمعها في جانب أبراج الصفوة في الساحات من الجهة الجنوبية ومن الجهة الشمالية، الشبيكة جوار الدفاع المدني والمنطقة الشرقية، القشاشية وهناك رجال أمن متواجدون فيها على مدار الساعة، فأطالب الحجاج الالتزام بذلك. مؤسسات الطوافة • هل جرى تنسيق مع مؤسسات الطوافة بشأن حجاج الخارج؟. طالبنا مؤسسات الطوافة بالجدية في عمليات التفويج لأن كثافة الحجاج تسهم في إرباك الخطط، وكانت الأمور ميسرة في جسر الجمرات خصوصا بعد مشروع خادم الحرمين الشريفين لمنشأة جسر الجمرات، وطالبناهم بالالتزام بالتفويج المتفق عليه من قبل قيادة الأمن العام ومؤسسات الطوافة. • كانت هناك مطالبات بتأجيل حجاج الداخل طواف الوداع، أليست هذه الطريقة مجدية لطواف آمن بعيد عن الزحام والاختناقات؟. أيدنا هذه الفكرة وهناك فتاوى صدرت بهذا الخصوص، وهذا الكلام موجه لأهل المحافظات المجاورة من المواطنين والمقيمين بأن يعطوا الفرصة لحجاج الخارج لأن أولئك ملتزمون بحجوزات طيران وسفر. • ما كان توقعكم لحجم الكثافة العددية في صحن المطاف يوم التعجل؟. الكثافة التي توقعناها في صحن المطاف تربو على 50 ألفا، وطلبنا من الحجاج الابتعاد عن زوايا صحن المطاف لإعطاء الفرصة للمصلين وإبقاء تلك المناطق لإخلاء المصابين أو من يتعرضون للإرهاق، وسيبدأ العمل في مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المطاف بعد الحج مباشرة بإذن الله. • كيف تتم صياغة خطة أمن الحرم الخاصة بالحج؟. القيادة تعمل ضمن القيادات المرتبطة بشرطة أمن مكةالمكرمة ومن ثم الأمن العام وتعمل وفق خطط مدروسة يبدأ إعدادها منذ نهاية الموسم السابق على شكل دروس مستفادة حيث ترفع تقارير وما كان منها إيجابيا تتم المحافظة عليه وتطويره للأفضل، وإذا كانت هناك سلبيات تعقد عدة ورش لمعالجتها. ويبدأ العمل عادة منذ 20 ذي القعدة من كل عام حيث تباشر قوة أمن المسجد الحرام مهامها وتتغير ساعات العمل حيث تعمل بكامل قوتها وهي ما يقارب 1600 فرد و27 ضابطا بالإضافة إلى عناصر نسائية ومتعاونين، وتشارك معنا قوة من شرطة مكةالمكرمة قوامها ستة آلاف فرد خلال المرحلة الأولى التي تنتهي غرة ذي الحجة وتنضم إلينا بعد ذلك قوات أمن الحج والعمرة للعمل في الساحات وكذلك قوات الطوارئ الخاصة وقوات إدارة الحشود، ويستمرون معنا حتى العاشر من ذي الحجة حيث تضاف لنا أيضا قوات من الجيش وقوات من الحرس الوطني وكل هذه القوات تعمل تحت قيادة موحدة لمساعدة قوة أمن المسجد الحرام في تحويل مسارات الحجاج إلى الساحات الخارجية والأدوار العليا والأروقة الداخلية في حالة امتلاء صحن المطاف وفق خطة مدروسة توضع بواسطة القيادة والسيطرة في الأمن العام التي ترتبط بها قوة عمليات أمن المسجد الحرام لأخذ التوجيهات ومتابعة الحجاج منذ النفرة من مشعر منى وحتى وصولهم إلى الحرم المكي الشريف. وهناك تنسيق مع وزارة الحج والمطوفين في ما يتعلق بعمليات التفويج إلى الحرم الشريف على دفعات حتى لا يكون هناك ازدحام في الساحات أو ضغط على صحن المطاف. • تحدثتم عن سلبيات وإيجابيات تتم دراستها لتحسين خطة كل موسم، ما السلبيات التي تم استبعادها خلال هذا العام؟. ليس استبعادا وإنما يكون هناك تعديل على الخطة، فالأمر في المسجد الحرام كما تعلم يتعلق بطواف وسعي ومصلين. ولكن في أيام التشريق بالذات يكون اهتمامنا مركزا على صحن المطاف حتى لا يكون هناك ضغط. كذلك في ما يتعلق بالسعي في الأدوار العليا، وإن كان المسعى في هذه الأيام ولله الحمد يتسع لأعداد كبيرة سواء في البدروم أو الدور الأرضي وكذلك بالنسبة للدورين الأول والثاني وسطح المسعى، والجهد الكبير ينصب في المحافظة على الكتل البشرية عند نزولها إلى صحن المطاف ويتم تحويلهم إلى الطواف في الدور الأول أو في سطح الحرم. هناك أيضا خطة بالنسبة للعربات في الحرم يتم التنسيق حولها مع رئاسة شؤون الحرمين التي تعمل معنا جنبا إلى جنب في عملية التنظيم. بلاغات العمليات • كم عدد البلاغات التي تتلقاها غرفة العمليات؟. معظم البلاغات التي تقدم لغرفة العمليات إما لحالات مرضية أو إصابات عن طريق سقوط أو ما شابه ذلك. وهناك بلاغات عديدة تتلقاها غرفة العمليات مباشرة أو عن طريق العاملين في الميدان الذين يسهل على الحجاج الوصول إليهم ومن ثم تقدم البلاغات عن طريق جهاز اللاسلكي ومن ثم يعمم البلاغ على جميع العاملين لمتابعة الحالة إن كانت تتعلق بإصابات لا سمح الله أو ما شابه ذلك. • هل تداخل هذه البلاغات يسبب لكم إرباكا، وهل هناك خطة لتقسيم التخصصات للضباط والعاملين داخل الغرفة حسب نوعية البلاغات؟. في ما يتعلق بالحالات المرضية أو الإسعافية فهو لا يسبب القلق لأن هذا مفروغ منه وقد يحدث في أي مكان، وما يسبب في إشغال أفراد الأمن عن مهامهم هي تلك البلاغات المتعلقة بفقدان الأطفال. هذا الأمر يتسبب في إشغال غرفة العمليات أو العاملين في الميدان بمتابعة البلاغات أو بالانتقال مع التائهين للأماكن المخصصة لهم. وفي رمضان الماضي عالجنا حوالى 600 حالة بالنسبة للتائهين سواء صغار أو كبار السن. فمن هنا ننادي بعدم اصطحاب الأطفال للحرم لأنهم أولا يشغلون ذويهم عن العبادة ومن ثم يشغلون رجال الأمن عن مهامهم. • ألا توجد لديكم خطة لمعالجة مثل هذه الحالات أو تقليص عددها على الأقل؟. نحن كرجال أمن نتعامل مع الحالة في كل الظروف، أما ما أشرت إليه فهذا من اختصاص الأهالي وليس رجال الأمن. • ماذا عن حالات السرقة والنشل وهل هناك ظروف مرتبطة بوجود هذه الجرائم؟. حالات السرقة والنشل موجودة بطبيعة الحال ولكنها ليست بالصورة التي تشاع، وهناك مفقودات يتم العثور عليها، وكثيرون من الناس يعتقدون أنه تمت سرقتهم أو نشلت أموالهم ولكن تكون الحقيقة غير ذلك، فنحن لدينا قسم للمفقودات، كما أني أطلب من كل حاج أو معتمر في حالة فقدانه لمبالغ مالية أو وثائق رسمية أن يراجع قسم المفقودات لأن لدينا مبالغ ووثائق وأجهزة جوالات أعيدت لأصحابها، وهذه مسؤولية رجال الأمن في صحن المطاف، وأتمنى من كل حاج وكل معتمر أن يراجع قسم المفقودات وألا يظن فورا أنه قد نشل أو سرق. • هناك كثيرون من الحجاج الذين لا يتحدثون العربية ويحتاجون إلى إرشاد، ألا يوجد تعاون بينكم وبين رئاسة شؤون الحرمين في هذا الإطار؟. هناك إذاعة تابعة لرئاسة الحرمين تبث في هذه الأيام على فترات متفاوتة من اليوم، وهناك بعض النصائح والتوجيهات التي تقدم للحجاج وقامت القيادة لدينا بتقديم كثير من النصائح. • أليس من المناسب لكم أن تستغلوا قناة القرآن الكريم لتوصلوا من خلالها النصائح بلغات مختلفة؟. ما أشرت إليه نتمنى ألا يكون في قناة القرآن الكريم فحسب، بل في كل القنوات، وأن يتلقى الحجاج هذه التعليمات في بلادهم وقبل وصولهم إلى المملكة، وأن تكون هناك توعية في وسائل النقل بمختلف أنواعها من خلال النصائح والتوجيهات وأن يتم إبلاغ الحاج بما يفترض أن يفعله وما ينبغي عليه أن يتجنبه سواء كانت أمورا أمنية أو تنظيمية. ظاهرة الافتراش • ألا تسبب لكم ظاهرة الافتراش في ساحات الحرم المكي إرباكا كبيرا، وما التدابير الاحترازية التي وضعتموها لمنع هذه الظاهرة؟. لا شك أن الافتراش سواء في المشاعر المقدسة أو في ساحات الحرم يسبب إرباكا، لذلك نهيب بوزارة الحج ومؤسسات الطوافة العناية بالحجاج الذين قدموا من خارج البلاد وأن تهيأ لهم كل متطلباتهم سواء السكن أو الإعاشة حتى لا يضطروا للافتراش في الحرم أو ساحاته. • كم يبلغ عدد المشاركين معكم من كافة الجهات الأمنية لهذا العام؟. لدينا 1600 فرد و27 ضابطا. داخل المسجد هناك 600 فرد وستة ضباط، في الساحات تعمل معنا جهات عديدة ولا تحضرني الأرقام من قوات الطوارئ وقوات الحج والعمرة وقوات إدارة الحشود، في أيام التشريق تضاف لنا قوات من الحرس الوطني ومن الجيش. • ما خطتكم لثالث أيام التشريق؟. لدينا خطط لهذا اليوم وما بعده، فكل يوم له وضع خاص وخطة معينة، كما أسلفت لك فإننا نحرص تمام الحرص على أن يأخذ الطائفون راحتهم، وأن تكون الطرقات المؤدية للمطاف سالكة أمام الحجاج، وأن يكون هناك وضع خاص لتفريغ صحن المطاف وقت الأذان والإقامة إلى مواقع تكون قد أفرغت للمسارات والأروقة. • هل تحرصون على أن يكون جميع العاملين ممن شاركوا في الأعوام السابقة حتى يسهل عليكم تطبيق الخطة؟. هذا الموضوع ليس على مستوى قيادة أمن المسجد الحرام ولكن على مستوى الأمن العام، حيث ترد إلينا التعاميم من مدير الأمن العام منذ وقت مبكر بالحرص على أن تكون القيادات الموجودة هي التي شاركت خلال العام الماضي وأن يشارك أعضاء الأمن العام الذين شاركوا والذين كانت لهم أعمال إيجابية لأنهم اكتسبوا الخبرة والدراسة. • كيف يتم التنسيق بينكم وبين العناصر السرية؟. عملهم يكون في الإبلاغ فقط ويكون معهم رجال أمن سريون وأية ملاحظة يلاحظها هؤلاء يبلغ بها رجال الأمن ومن ثم يتابع هؤلاء الحالة، فالعناصر السرية معنية بنقل المعلومة فقط، أما إلقاء القبض فهو من اختصاص رجال الأمن.