كشفت قيادات أمن المسجد الحرام عن الاحترازات الأمنية لقوة الحرم خلال شهر رمضان، مؤكدة أن الباحثين عن مكبرات الصوت، يعانون من اختلالات نفسية، وستتم مواجهتهم باحترازات أمنية محكمة ينفذها رجال أمن مؤهلون وحاصلون على دورات في الحراسات الشخصية، وعلى دراية كاملة بكيفية التعامل مع مثل هذه الحوادث. وأشارت إلى أن هناك عناصر نسائية أمنية تباشر حفظ الأمن ومواجهة الحوادث الجنائية في مصليات النساء، بجانب وجود خطط أمنية محكمة لحفظ أمن المطاف ومنع التدافع. واعتبرت القيادات المشاركة في ندوة «عكاظ»، بعنوان (ومن دخله كان آمنا)، ظاهرة النشل في تقلص، مطالبين الجميع بالإبلاغ عن المقتنيات المفقودة حتى يتمكن قسم المفقودات من تسليمها لهم في حال العثور عليها. فإلى تفاصيل الحلقة الأولى من الندوة: • ما أبرز ملامح خطة شهر رمضان المبارك؟ العقيد يحيى الزهراني: من المعلوم أن موسم العمرة أصبح على مدار العام، وهذا يتطلب منا وضع خطط أمنية ذات استمرارية، مع إعداد خطط أمنية محكمة لكل يوم جمعة ومناسبة في الحرم المكي الشريف كصلوات الاستسقاء والعيدين، وما يتعلق بموسم العمرة هناك خطة وضعت منذ بداية الموسم وفي شهر رمضان المبارك، تشمل عدة محاور ومرتكزات رئيسة، تبدأ من بداية وصول القوات المشاركة معنا في ال20 من شهر شعبان، ثم هناك خطة لكل جمعة وليلة ال27 وليلة ال28 وكذلك العشر الأواخر، لما يتطلبه الموقف وحسب ما يراه المختصون والعاملون في الميدان للتعامل المتميز في خدمة ضيوف الرحمن، إذ يشاركنا في إنفاذ خطط شهر رمضان الإدارة العامة للتدريب، قوات الطوارئ الخاصة والقوات الخاصة لأمن الحج والعمرة، ويتابع تطبيق الخطط ميدانيا اللواء سعد الخليوي واللواء على الغامدي والعميد خالد قرار. • ما المرتكزات الأساسية التي تتم مراعاتها من قبل قوات أمن الحرم أثناء وضع الخطط الموسمية؟ العقيد يحيى الزهراني: قوة أمن المسجد الحرام تهتم بأن يصل الطائف المعتمر إلى صحن المطاف وإلى المسعى والعودة إلى المكان الذي أتى منه بعد إكمال نسكه بكل يسر وسهولة، وتعتمد في خطتها على فتح المشايات وعدم السماح بالصلاة فيها لتسهيل الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، إذ لدينا مشايات عرضية ومشايات طولية داخل أروقة الحرم، وتضع في أولوياتها توسعة صحن المطاف وإفساح المجال ومنح الفرصة للطائفين، وهناك مصلون في صحن المطاف ولكن في مواقع محددة بحيث أنه لا يضيق ذلك على الطائفين، وتكمن الكثافة خلف المقام لإصرار البعض على أداء الركعتين في هذا الموقع رغم أن هناك فتاوى من كثير من العلماء تنص على أنه في حالة وجود زحام، فعلى المعتمر تأدية الركعتين في أي موقع من مواقع الحرم، وأيضا تكون هناك كثافة في خط البداية والنهاية للطواف، وإصرار بعض المعتمرين والطائفين في نهاية الطواف إلى الذهاب إلى الحجر الأسود لتقبيله ومن ثم العودة، وهذه التصرفات تسبب تضادا للحركة في هذا الموقع، الأمر الذي دفعنا إلى ربط الطريق بين صحن المطاف والمسعى عن طريق تأمين مشاية، وهذا الإجراء قلل من هذه المشكلة، وحرصنا على منح الفرصة بأن يكون هناك دخول للطائفين من المعتمرين إلى صحن المطاف خلال صلوات التراويح والتهجد للمحرمين فقط الراغبين في أداء العمرة، ويتم تحويل المصلين إلى طوابق وسطح وساحات المسجد الحرام حسب ما يراه المختصون في غرفة العمليات الذين يتابعون ويوجهون العاملين في الميدان إلى المواقع التي فيها فراغات للمصلين، والذين أيضا يوجهون العاملين في الميدان إلى منع الوصول إلى المواقع التي تشهد كثافة في أعداد المصلين، والعام الماضي نفذت عملية منح الفرصة للطائفين فقط خلال صلاتي التراويح والتهجد الأمر الذي حقق إيجابية، وسنستمر هذا العام في تطبيقه وتحويل المصلين من الساحات إلى الطابق الثاني للمسجد الحرام، والذي يعد من أبرز ملامح الخطة في حال امتلاء الطابق الأول، والهدف أن يكون الوصول من وإلى الطواف بكل يسر وسهولة، وهذا مطلب المعتمر والزائر للحرم المكي الشريف. • تحدثتم عن عدم وعى بعض المعتمرين، الأمر الذي يدفعهم إلى الإصرار على تقبيل الحجر في ظل الكثافات البشرية والصلاة خلف المقام، فكيف يمكن تعزيز الوعي الثقافي لدى هؤلاء؟ العقيد يحيى الزهراني: هناك تعزيز لتحقيق أمن المطاف، ولكن مهما يكن من احتياطات أمنية وإجراءات، فإذا لم يكن المتلقي ينفذ ويساعد في تنفيذ الخطط فلن نصل إلى ما نصبو إليه، وغياب الثقافة وعدم إجادة اللغات قد تكون عائقا في الوصول إلى النجاح بنسبة 100 في المائة في إنفاذ الخطط، ولكن هناك دورات أعطيت لبعض الأفراد والضباط لتعلم اللغات، واستفاد البعض من المحاكاة مع استمرار العمل لسنوات طويلة وأصبحوا يتقنون اللغات الفارسية والأوردية والإنجليزية من خلال التعامل مع مرتادي المسجد الحرام، وإذا لم يكن المعتمر والزائر يستجيب للأنظمة والتعليمات فهذا يعود إلى غياب الوعي بخطورة مثل هذه التصرفات، وهناك إشكاليات تحدث من البعض، لكن إجراءات إفساح صحن المطاف للطائفين أثمرت نتائج إيجابية، ودعم القوة البشرية في صحن المطاف من ذوي الخبرة الذين يتم تخصيصهم للعمل في الفترات المسائية التي تشهد كثافة كبيرة لحسن تعاملهم وما يتمتعون به من قدرات متميزة لمعالجة ما قد يحدث من إشكاليات، وقوة أمن الحرم يشاركها في العمل التنظيمي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، ولديهم أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يباشرون مهمات توعية وتوجيه المعتمرين والزائرين، وهناك تواصل مع قوة أمن الحرم ووزارة الحج المعنية بمتابعة شركات العمرة، وهناك تنسيق بأهمية توعية المعتمرين قبل أداء النسك، ولكن معاناتنا تنتج في بعض الأحيان من المواطنين وليس من المعتمرين القادمين من خارج المملكة، ومع ذلك هناك تجاوب وتفهم من قبل الزوار والمعتمرين حال توجيههم بخطورة الصلاة خلف المقام في حال وجود الكثافات البشرية، ومن خلال «عكاظ» نتمنى أن يكون هناك تفهم لخطورة مثل هذه التصرفات التي تعيق حركة الطائفين، وقد تتسبب في تدافعهم لا سمح الله. • ماذا عما تضمنته الخطة الأمنية لشهر رمضان من مواجهة الحوادث الأمنية والجنائية التي قد تحدث في الحرم المكي؟ العقيد يحيى الزهراني: هناك محاور ضمن الخطة الأمنية لمواجهة أي حدث أمني، ورجال أمن سري، وعنصر نسائي يشارك في تنفيذ الخطط في مصليات النساء لمتابعة أي أمر قد يحدث، وأخذ بعين الاعتبار في الخطة الأمنية الإيجابيات التي تحققت خلال موسم رمضان الماضي في مضامين الخطة الأمنية، وحرصت قيادة أمن الحرم إلى تعديل ما نتج من سلبيات تم رصدها خلال الموسم الماضي. • كيف يتم التعامل مع حوادث النشل، ولماذا لا تكون هناك آلية منظمة لاستلام وتسليم ما يتم العثور عليه من مفقودات؟ العقيد يحيى الزهراني: من فقد شيئا داخل المسجد الحرام ليس معناه أنه تعرض للنشل، وعلى المعتمر أو الزائر أن يستوعب ذلك، فإدارة قوة أمن الحرم لديها قسم للمفقودات فيه الكثير من المبالغ المالية والوثائق والمقتنيات وغيرها، وهذه الوثائق التي يتم العثور عليها ترسل للجهات ذات الاختصاص كالأحوال المدنية للبطاقات الشخصية والمرور لرخص القيادة واستمارات السيارات، وجوازات السفر تسلم للجوازات، وفي هذا العام تم تعيين فرد اتصال في قسم المفقودات ليباشر محاولات الوصول إلى أصحاب المفقودات بالاتصال على أي رقم يتم العثور عليه ضمن ما عثر عليه من مفقودات، أو التجاوب مع الاتصالات التي ترد للهواتف المفقودة، وتم إعادة الكثير من المفقودات لأصحابها، وفي الوقت ذاته لا ننكر وجود حالات نشل ولكنها ليست بالصورة التي يظنها الناس، حوادث النشل قليلة جدا، وهناك فرق للبحث والتحري، ولدينا تسجيل بعدد البلاغات وعدد القضايا التي يتم ضبطها وعدد المفقودات وأماكن العثور عليها، وقضايا النشل أصبحت قضايا بسيطة، وقيادة أمن المسجد الحرام تتولى إلقاء القبض على المتورطين في حوادث النشل ويتم تسليمهم فورا لشرطة العاصمة المقدسة وبدورها تتولى التحقيق معهم وإحالتهم إلى الجهات ذات الاختصاص، وهى التي تحدد ما إذا كانت حادثة النشل فردية أم جاءت وفق عصابة منظمة. • كيف لقوة الحرم تعزيز أمن المطاف، وماذا عن الحالات التي تم ضبطها خلال محاولات التحدث عبر مايكرفون الإمام؟ العقيد عبد الرحمن الجودي: هناك فرقة للطواف تتولى أثناء الأذان منع الوصول للحجر الأسود لتتم بطريقة منظمة بعيدا عن العشوائية، إذ يتم عمل سلسلة من رجال الأمن من الركن اليماني وصولا إلى الحجر الأسود، وتأتي الخطوة الثانية بمنع الطواف لأداء الصلاة، وتتولى فرقة وسط الحشود البشرية محاذية للحجر الأسود التخفيف من التدافع وتحديد مسار للراغبين في تقبيل الحجر لتحقيق وصول كافة الراغبين للحجر بشكل منظم وسلس يحقق الراحة للجميع، ويتولى أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تنظيم دخول النساء للحجر الأسود، وتتولى فرقة مدربة على أمن الشخصيات حماية أمن وسلامة أئمة المسجد الحرام، ويتواجد أربعة رجال أمن يرافقون الإمام والمشهد أثناء أداء الصلاة لمنع الوصول للمايكرفون، وأغلب الحالات التي حاولت الوصول للإمام أو المايكرفون هي حالات تعاني من اختلالات نفسية، ولذلك لدينا تواجد دائم لحفظ الأمن وفرقة سرية من البحث الجنائي ترافق الإمام وترصد التحركات خلال أداء الصلاة. المشاركون في الندوة: العقيد يحيى الزهراني قائد قوات أمن الحرم. العقيد عبد الرحمن الجودي المشرف على الأعمال الميدانية مدير شعبة الدوريات الأمنية في قوة أمن الحرم. العقيد عبد الله العصيمي مدير شعبة الضبط الإداري. العقيد سلمان النمري مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي. العقيد خالد العصيمي مدير قسم الدوريات الداخلية. المقدم نايف العبدلي مدير قسم الدوريات الخارجية في ساحات الحرم. المقدم فواز الصحفي مدير قسم الحراسات. المشاركون من «عكاظ»: ماجد المفضلي مدير مكتب مكةالمكرمة، علي غرسان سكرتير تحرير، والمحررون: سلمان السلمي، هاني اللحياني، وعبد الرحمن بخيت.