بالرغم من النشر المتواصل وتسليط الضوء على مشكلات حي الحرمين، واستغراب الأهالي المستمر وترددهم على الأمانة وشركة المياه الوطنية لتفعيل خدمات البلدية والمياه إلا أن معاناتهم ما زالت مستمرة. وأوضح عدد من أهالي الحي أنه بالرغم من الوعود التي يتلقونها من الجهتين إلا أن شيئا لم يحدث، ولم يتغير الحي كثيراً، بل إنه أصبح أسوأ حالا من ذي قبل لأن تجمع المياه بشكل غريب يثير رعبهم وقلقهم خاصة أن هناك عمارتين سقطتا أمام أعينهم بسبب المياه المتجمعة في باطن الأرض ما يدل أن البنية التحتية للحي سيئة جدا فالمباني تعوم في المياه. يضيف الأهالي أن تراب الحي يختلط بالمياه فينتج طين لزج يصعب عبور المركبات فوقه، ويسبب حفريات عميقة وتعرجات في شوارع الحي فتتعقد حركة السير حتى على الأقدام. وتخوف الأهالي من فترة الصيف لأن الزيارات وتجمع الأهالي مع أقاربهم وإقامة الحفلات تحرجهم فلا يستطيعون استقبال الزوار من خارج الحي بسبب المياه المتجمعة وإغلاق المنافذ الموصلة من وإلى الحي. حي الحرمين صغير السن، عمره لا يتجاوز الثماني سنوات، وفيه من المشاكل ما الله به عليم، عمائر خارت قواها بسبب المياه الجوفية، وأسفلت متشقق، وحفريات تملأ الأزقة والممرات. وفي هذا السياق استغرب عمر عبدالوهاب من صمت الأمانة والجهات المختصة، وقال «بالكاد نستطيع الخروج من الحي، وكأننا نعيش في كوكب آخر، نعاني الأمرين صباحا ومساء فلا نستطيع إيصال أبنائنا لمدارسهم صباحا بسبب المياه المتكدسة والزحام الخانق، والمياه الجوفية ومياه الأمطار تغلق الشوارع، والممرات القليلة أغلقت أيضا، فأصبح الحي من غير مخرج ولا مدخل، وهناك مدخل وحيد يأتيك عبر الطريق الدائري وهو مزدحم أيضا بسبب إنشاء السكة الحديد». وأضاف: لا أعلم لماذا «كشطت» الأمانة الأسفلت من شوارع الحي حتى أصبحت الشرايين تعج بالمطبات والحفر التي أرهقت أجسادنا ودمرت مركباتنا، وحرمتنا من السير حتى للذهاب للمسجد لأداء الصلاة. من ناحية أخرى تحدث عادل الحربي أن شركة المياه بدأت بمعالجة أضرار الحي وتجفيف المياه الجوفية إلا أن التنفيذ بطيء وما زال العمل قائما فيه، لافتا إلى أن حال الحي أفضل مما كان عليه في السابق. واستطرد: آمل أن يتم تنفيذ وعد شركة المياه والانتهاء من معالجة أضرار الحي في المدة التي حددتها الشركة التي تتمثل ب8 أشهر. من جهته، أبلغ «عكاظ» مصدر في الشركة الوطنية للمياه في منطقة مكةالمكرمة أنه تم البدء في معالجة جميع المشاكل التي يعاني منها سكان حي الحرمين والمتمثلة في خفض منسوب المياه، وتركيب مضخات للشفط واستكمال تركيب أنابيب المياه والصرف الصحي لضمان عدم حدوث أي طفوحات وسننتهي منها قريبا بإذن الله. من جهته تحدث مصدر مسؤول بأمانة محافظة جدة ردا على اتهامات الأهالي بأن الأمانة حولت الحي إلى شوارع ترابية، موضحا أن مشكلة حي الحرمين تكمن في المياه الجوفية في الحي، ولا يمكننا سفلتة الشوارع إلا بعد الانتهاء من المشكلة الأساسية ومعالجتها. لأننا وبهذه الطريقة نهدر المال العام، ولا نستطيع السفلتة في شوارع مليئة بالمياه لأن السفلتة ستفشل وستعود الشوارع كما كانت في السابق تملأها المياه.