تمكنت شرطة جدة من فك لغز جريمة قتل غامضة راحت ضحية لها وافدة «جنسيتها إندونيسية» في حي النهضة. وقبضت على الجاني الذي قتل المجني عليها داخل شقة أسرتها. كانت الجهات الأمنية تلقت بلاغا من زوج الضحية «مقيم من جنسية تركية» يفيد فيه بعثوره عليها جثة هامدة في مسكن الزوجية، مشيرا إلى أنه يعمل حلاقا في محل بنفس العمارة التي يوجد بها المسكن ويقضي ساعات طويلة في العمل. وحينما عاد في نهاية الدوام ذلك اليوم لاحظ بعثرة في الشقة وهو ما يشير إلى أن وفاة زوجته غير طبيعية. وبوصول رجال الأمن إلى الموقع اتضح من المعاينة الأولى وجود آثار مقاومة وتحرك في الشقة التي لم يكن بابها مكسورا. وهو ما دفعهم إلى تحديد احتمالين، أولهما أن تكون الجريمة ارتكبت من قبل شخص معروف للقتيلة وتثق به ولذلك فتحت له الباب. والاحتمال الثاني أن يكون الجاني يملك مفتاحا للشقة. وفي ظل عدم وجود أية شبهات أو أشخاص مشتبه بهم تم التحقيق مع الزوج الذي أكد حسن العلاقة بينه وبين زوجته وعدم وجود أي دافع قد يكون سببا لإقدامه على قتلها، مشددا على أنه حينما خرج من المسكن إلى عمله في الصباح كانت في حالة صحية جيدة ولم تكن تشكو من أي أمر. وتحفظت الأجهزة الأمنية على الزوج الذي لم يقدم أي معلومات قد تؤدي إلى كشف غموض الجريمة. وفيما تم توثيق أقواله، سعى فريق أمني على كشف مسببات الحادثة ومعرفة كافة الأشخاص الذين يرتبطون بعلاقة مع القتيلة التي أكد الطب الشرعي تعرضها للضرب على الوجه وإصابات متفاوتة في جسدها. واتضح أن مقدمة رأسها تعرضت لضربات بجسم صلب، لكن السبب الرئيسي للوفاة كان الخنق. ولكون الجاني لم يترك أية مؤشرات أو بصمات قد تشير إلى هويته كان العمل الامني صعبا، واستمر على مدار تسعة أيام اعتمد رجال الأمن خلالها على حصر الشبهات ومعرفة كافة المحيطين بالأسرة. ونجحوا في الوصول إلى كافة الاشخاص الذين يرتبطون بعلاقة مباشرة مع الضحية بعد أن تأكد لديهم عدم تورط الزوج أو أي شخص من طرفه في الجريمة. ومن ثم عكف فريق التحقيق على البحث عن من يرتبطون بالقتيلة. وتم رصد علاقة قديمة بينها وشخص «من جنسية باكستانية» يبلغ من العمر 26 عاما. وكانت لديه أعمال تجارية معها في فترات ماضية. واختلفا على أمور مالية قبل أن يتزوجها المقيم التركي. وبناء عليه سعى فريق التحقيق للبحث خلف الباكستاني المشتبه به ومعرفة مدى تورطه في الجريمة. ورصد رجال المراقبة اختفاءه وعدم ظهوره في المواقع التي كان يتردد عليها سابقا غير أن ذلك لا يثنيهم عن العمل بعد أن تم رصده وهو يدور حول منزل الضحية ليتم على الفور إيقافه بهدف التحقيق معه. وبمجرد أن واجهه رجال الأمن بوفاة المجني عليها حتى أسقط في يده معترفا أن الخلاف المالي معها جعله يقدم على الجريمة. وزعم أنه لم يكن ينوي قتلها.. الناطق الإعلامي لشرطة جدة الملازم أول نواف البوق أشار إلى أن التحقيق مايزال في بدايته. وقال إنه تم التثبت من ضلوع المقيم الاسيوي في الجريمة بعد أن خادع الضحية بحجة التفاهم معها ليدخل الشقة ويباشر ضربها ومن ثم خنقها وقتلها. وتم توقيفه من قبل الجهات المختصة وسيتم خلال الساعات القادمة استيفاء كامل ملفه قبل إحالته إلى جهات الاختصاص.