دانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، «تصعيد» النظام السوري لهجماته ودعت إلى مفاوضات تشمل ائتلاف المعارضة الذي قدم على أنه محاور يتمتع بصفة تمثيلية. وجاء في قرار تبناه 107 أصوات مقابل معارضة 12 وامتناع 59، أن الجمعية العامة التي تعد 193 عضوا «ترحب بإنشاء الائتلاف الوطني» للمعارضة السورية وتصفه بأنه «محاور فعلي يتمتع بصفة تمثيلية ضروري لعملية انتقال سياسي». وهذا القرار غير الملزم يكتسب أهمية رمزية وحصل على أصوات أقل بكثير من قرار سابق للجمعية العامة بخصوص سوريا تم تبنيه في الثالث من أغسطس (أب) الماضي بغالبية 133 صوتا مقابل 12 ضد وامتناع 31 عن التصويت. وقد صوتت روسيا ضد القرار وكذلك الصين وإيران وكوبا وكوريا الشمالية ونيكاراغوا. وامتنعت عن التصويت الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي والهند وإندونيسيا وعدد من الدول الأفريقية (جنوب أفريقيا وتوغو وغينيا). ويدين هذا القرار المؤلف من سبع صفحات «التصعيد المتواصل» لهجمات الجيش السوري و«انتهاكاته الفاضحة والمنهجية» لحقوق الإنسان. ويدعو «جميع الأطراف إلى الوقف الفوري لكل أشكال العنف بما في ذلك الأعمال الإرهابية» وإلى المشاركة في «انتقال سياسي» على أساس إعلان جنيف في 30 يونيو (حزيران) 2012 الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية. ويطالب القرار ب«دعم مالي عاجل» لدول مثل الأردن ولبنان وتركيا التي تستضيف مئات آلاف اللاجئين السوريين. وتعرب الجمعية العامة للأمم المتحدة في القرار «عن قلقها الشديد» حيال احتمال استخدام أسلحة كيميائية في النزاع. وتطلب من النظام السوري السماح لخبراء الأممالمتحدة التحقيق بحرية ميدانيا وهو ما ترفضه دمشق في الوقت الراهن. واعتبر الائتلاف السوري المعارض أن القرار رسالة لوقف القمع الوحشي للنظام، داعيا المجتمع الدولي إلى القيام بالمزيد من أجل وقف العنف المستمر منذ 26 شهرا. من جهة ثانية، اتخذ الجدل بأروقة صناعة القرار بواشنطن حول تسليح مقاتلي المعارضة السورية، منعطفا جديدا، أمس، بمطالبة اثنين من كبار المشرعين في الكونغرس، تقديم أسلحة للثوار الساعين للإطاحة بنظام الرئيس، بشار الأسد، ورفع مقترح في هذا الشأن الأسبوع المقبل. وقال السيناتور الديمقراطي، روبرت ميننديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ونظيره الجمهوري بوب كوركر، في بيان، إنهما تقدما بتشريع للمجلس يدعو إلى تقديم أسلحة فتاكة ل«فصائل سورية مختارة» وتدريبها. وأشار ميننديز في بيان: «لتغيير نقطة القمة ضد نظام الأسد، علينا دعم المعارضة بتقديم أسلحة فتاكة، والمساعدة ببناء سوريا حرة».