على مقاعد وثيرة ووسط سيناريو موسيقي ناعم تجدهم يجلسون وهم يرتشفون العصير والشاي والنسكافية، إنهم شباب المقاهي «الكوفي شوب» في المدينةالمنورة والذين يقضون أوقاتهم في هذه المواقع يتبادلون الأحاديث والذكريات ويتبادلون الخبرات فيما بينهم. وأجمع عدد من شباب المدينةالمنورة أن الكوفي شوب أصبح بمثابة واحة لهم، مؤكدين أنهم يجدون الشباب في (الكوفي شوب) وهو الاسم العصري والجديد للمقاهي الجديدة منطلقا للترفيه ويوثقون فيه علاقاتهم. من ناحية فإن جلسات المقاهي عبارة عن جلسات يقدم فيها أنواع المشروبات الحارة والباردة من شاي وغيرها ويتلاقى الشباب فيها بهدف تبادل الأحاديث ولا شك أن جلوسهم يعتبر سمة من سمات العلاقة الاجتماعية الجيدة التي توثق الإخوة والصداقة وتباعا لذلك تتعدد أماكن الالتقاء اليومي بتعدد الأغراض والمهام، ولعل النقاشات اليومية التي تأتي بدافع الترويح عن النفس والتفاهم حول القضايا والمشاكل التي تواجههم تعد الأغلب ومعها تبدو الحاجة إلى الترفيه والتسلية وتجاذب الأحاديث عن المباريات وقضايا المجتمع كافة .. وعلى امتداد التاريخ ظلت المقاهي الشعبية نقاط التقاء يومي لتبادل مثل هذه النقاشات اليومية المسلية بل إنها تعدت ذلك إلى النحو الذي جعل منها مراكز اجتماعيا ومدارس لتنمية الهوايات الأدبية كالسرد والخطابة والإلقاء، وكذلك تعلم الأدب الفلكلوري وهنا ندرك أن المقاهي كانت نقاط توعية وتثقيف لعامة الناس وخاصتهم وكان لها أدوار في تنظيم العلاقات والحفاظ على الثقافة والتراث بين فئات المجتمع وقد اشتهرت في العصر الحديث العديد من المقاهي. يقول معاذ الرحيلي أحد رواد الكوفيهات إن المفهوم اختلف حاليا حيث إن الكوفيهات نفسها تعتبر أحد أنواع المقاهي لكنها تميزت بأماكن مميزة للجلوس والهدوء صحيح أن أسعارهم غالية لكنهم يقدمون خصوصية تامة تضمن لك الراحة إلى درجة أنني اصطحب معي كتبي لاستذكر دروسي بها. فيما أشار إلى أن المقاهي توفر كافة الصحف اليومية وبعض الكتب الثقافية والقصص والروايات. ولكن محمد الحربي يختلف معه إذ يقول: إن بعض الكوفيهات تقوم بنقل المباريات غير المنقولة في القنوات الرياضية وهي وسيلة لجذب الزبائن بشكل كبير وهي جيدة حيث إنها أغنتنا عن الذهاب إلى «القهاوي» التي تقع خارج حدود الحرم وفي منطقة بعيدة. كما تقوم بعض الكوفيهات بتوفير خدمة الإنترنت عبر الشبكة اللاسلكية حيث يقوم عدد من الشباب باستخدام هواتفهم الذكية أو باصطحاب كمبيوتراتهم المحمولة لكل زبائنها. إلا أن محمد سليهم يقول إن هناك أصنافا كثيرة ظهرت مؤخرا من أنواع القهوة والشاي وشهدت ارتفاعا رهيبا في الأسعار وصلت إلى أن كأس الشاي ب 5 ريالات، فيما شهدت بعض أصناف القهوة ارتفاعا وصل إلى 10ريالات للكاسة الواحدة، الأمر الذي يصعب على الشباب كونهم أغلبهم طلاب ولا يستطيعون توفير ذلك. وطالب عدد من الشباب من أمانة المدينة توفير الدعم للكوفيهات بحيث تكون مخصصة للشباب بأسعار مدعومة، مشيرين إلى أن مطالبتهم تلك تأتي ضمن حقوقهم المشروعة التي من المفترض على الأمانة توفيرها. تكلفة الديكور عدد من أصحاب المقاهي أكدوا أن أسعار الإيجارات وخاصة في الأحياء الراقية وتكلفة الديكور والتجهيزات الإضافية وتكلفة المواد الأساسية للشاي والقهوة شهدت ارتفاعا بالإضافة إلا غلاء أجهزة تحضير القهوة وغيرها كل ذلك أدى إلى ارتفاع الأسعار وأن أرباحهم فيها معقولة وليس فيها مبالغة كما يدعي البعض.