شكلّت محلاّت الكوفي شوب المخصصة للفتيات والنساء والمنتشرة في مختلف مناطق مدينة جدة، متنفسًا يكسر حاجز الملل والروتين الذي يشعرن به أحيانًا داخل المنزل. وتُقدم أكثر من 1000 كوفي شوب في جدة خدماتها لتقديم المشروبات الساخنة والباردة، وبعض المعجنات، في أجواء تتميز بالخصوصية لاسيما الكوفيهات الخاصة بالمرأة، فيما تقدم بعض من تلك المواقع الخاصة بالشباب المشروبات، والشيشة او الارجيلة. وبات من المألوف أن نشاهد العديد من الفتيات والسيدات يرتدن المقاهي خلال موسم الصيف، وذلك من أجل الالتقاء بالصديقات، ولضياع وقت الفراغ، وكسر حاجز الروتين، والترويح عن النفس بعيدًا عن ملل جدران البيوت. وتقول نورة الحارثي: اعتدت في وقت الفراغ وخاصة في الإجازات على الالتقاء مع الصديقات في هذه المقاهي، كونها الأنسب لعدم وجود بديل مناسب، فمن خلال هذه الأماكن نتبادل أطراف الحديث، واستعراض بعض المواقف الفكاهية التي نمر بها أحيانًا، بالإضافة إلى تبادل الآراء في المواضيع التي تهم المجتمع. مع أخذ بعض المشروبات دون الشعور بالوقت. وترى آمال جعفر: إن المقاهي رغم تعددها وانتشارها هي الأنسب لمقابلة الصديقات بعيدًا عن المنزل وذلك من اجل كسر الروتين والزيارات المنزلية، إضافة إلى أننا هنا نتمتع بقدر من الحرية بعيدًا عن أعين أسرنا.وتقول سارة هاشم: هنا يحلو الحديث بين الصديقات وتناول الوجبات السريعة. وتضيف: كل واحدة من المجموعة تخصص مبلغًا من المال شهريًا، تستقطعه من راتبها او مصروفها للإنفاق على مصاريف الجلسة التي تجمعنا. وتفضّل لمار الطيب: الكوفي شوب للاحتفال بالمناسبات السعيدة كأعياد الميلاد، والخروج مع صديقاتها لكسر الملل والروتين. وعن زيادة الإقبال على الكافي شوب يقول زياد حمدي “مسؤول عن إدارة احد الكافيهات”: إن نسبة الإقبال عليها عالية من قبل الفتيات، خاصة في فترة الصيف ممّا يتطلب منا اخذ الحجوزات مسبقًا تفاديًا للتكدّس وعدم توفير الخدمة حال وجود زحام، مشيرًا إلى أن الإقبال يزداد عادة من بعد المغرب وحتى الليل. ويشير محمد منذر “مسؤول بأحد الكافيهات على كورنيش جدة”: إن نسبة إشغال الكوفي شوب لديهم 100% حتى أن بعض الزبائن يضطّر إلى الانتظار لفترة طويلة نتيجة الازدحام مساءً وقال: معظم المقاهي يرتادها كافة الشرائح، وفي الغالب يكون الزبائن فتيات.ومن جهته علّق نائب رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية بجدة “سعيد عسيري”: إن ظاهرة انتشار الكوفي شوب، او المقاهي ظاهرة سلبية إلى حد ما نظرًا لأن معظم روادها من الشباب، فلا نستطيع أن نتغافل عن بعض السلبيات التي أنتجتها تلك المقاهي، مشيرًا إلى أن بعض تلك المقاهي مُقامة بشكل عشوائي. واضاف: لا علاقة باللجنة السياحية بأنشطة هذه المقاهي، بل جهة مساعدة تعمل على تنمية القطاع، واحتواء مشاكله وهمومه وعرضها على الجهات المختصة. لكن الجهة المعنية بالمراقبة والتقنين من انتشارها “أمانة منطقة جدة” فلابد من وضع الحد الأدنى للتراخيص للحد من انتشارها، فلدينا بمدينة جدة ما يزيد عن ألف مقهى بمختلف المستويات. وترى الإخصائية الاجتماعية “غادة محمد”: إن ظاهرة ارتياد المقاهي أو (الكوفي شوب) أصبحت ظاهرة اجتماعية، وأماكن جاذبة للشباب من الجنسين، ومحرقة للأموال. وتوضح غادة: أن كثرة التردد على هذه الأماكن يستوجب ميزانية مخصصة فنجد أن العديد من الفتيات والشباب ينفقون ما يعادل حوالى: 600 ريال في الزيارة الواحدة اي أن نصيب كل فرد قد يصل إلى 100ريال. وتضيف إذا نظرنا إلى الأسباب التي تدفع الشباب والشابات لارتياد مقاهي الكوفي شوب فهي متعددة، وتتفاوت فقد تكون نتيجة الفراغ، أو عدم وجود بدائل، لذلك على الأهل الحرص جيدًا على مراقبة أبنائهم ومن هُم جُلسائهم، مع تشجيعهم على استغلال وقتهم بكل ما هو مفيد، وتوجيههم إلى ممارسة الرياضة، أو إلحاقهم بمعاهد اللغات أو الحاسب الآلي، كما يتوجب على الجهات المعنية توفير أماكن ترفيهية ملائمة تتوفر بها جميع احتياجات الشباب من الجنسين كالمكتبات العامة، وإلحاقهم بنادي صحي يُدار بأيدي خبراء، وتفعيل الندوات والمحاضرات على أيدي أُناس يعرفون كيف يستقطبون الشباب بلغة مبسطة.