يستعيد العديد من كبار السن والشباب روح الأصالة والتراث والحنين إلى الماضي بالاقبال على محلات بيع الشاي والقهوة العربية، قاضين اكثر اوقاتهم في هذه المحلات التي تقدم الشاي والقهوة، ومستمتعين بالجلسات والاجواء الجميلة التي تحظى بها محافظة الطائف، حيث تم افتتاح عدد كبير من مقاهي او محلات تقديم الشاي والقهوة العربية في المحافظة لما وجدت من اقبال كبير من الشباب وكبار السن الذين حرموا من هذه الجلسات بعد إزالتها من داخل الأحياء، وإدخال البعض عليها الشيشة والدخان والمعسل. «المدينة» قامت بجولة على هذه المحلات، والتقت بالشباب وكبار السن من روادها، فيقول العم سفر الزايدي: جئت إلى هذا الموقع مع أحد أبنائي وولده من أجل التنزه، فكانت المقاهي تملأ الطائف وكنا نستمتع بالجلوس فيها ونلتقي بالاصحاب والاقران، ولكن تمت إزالتها، والآن تم فتح هذه المواقع الجديدة، ونأتي اليها من باب تغيير الجو والالتقاء بالاخوان والاصحاب، ونعيد الذكريات ومنها ننفس عن انفسنا بعيدًا عن صخب المدينة وكتمة الشقق. وعن تواجده قال: من بعد العصر الى قبل صلاة العشاء وبعدها نعود الى المنازل. أما العامل الذي يقوم بإعداد وتقديم الشاي بأنواعه شاي التلقيمة بالحبق والنعناع والمرمية والشاي الأخضر والحليب والقهوة العربية في دلال القهوة مع التمر والطحينة، فعن كيفية تعلم إعداد القهوة العربية قال: عن طريق كفيلي حيث شرح لي كيفية عملها والحمد لله الآن اتقنتها وأصبحت متمرسًا عليها، وأعرف كمية القهوة والهيل والزعفران وبهارات القهوة. وعن الأسعار قال: صحن القهوة يتكون من التمر السكري والطحينة ودلة القهوة والماء بمبلغ عشرين ريالا، والشاي حسب سعة البراد، ويتراوح من ريالين الى عشرة ريالات، وعن الإقبال قال كثير: من بعد العصر الى قبل منتصف الليل ويتم الآن إعداد موقع آخر لاستيعاب عدد كبير من الزوار وخاصة فئة الشباب الذين يحبون أن يقضوا أوقاتهم هنا خاصة ان المحل لا يتقبل المدخنين مما جعل كثيرًا من الشباب يتوافد علينا ناهيك عن وجود التلفزيون وخاصة اوقات المباريات في الدوري السعودي والاوروبي والاسباني واغلبهم من فئة الشباب الذين فضلوا العودة للأصالة بتناول المشروبات الساخنة على بقية المشروبات الساخنة الاخرى كالكابتشينو والموكا، وأشعر بالسعادة عندما المس الابتسامة وعبارات الشكر من الزبائن. ويقول سعد الزايدي: إن محلات الكوفي شوب أو محلات تقديم الشاي والقهوة المتطورة قضت على المقاهي العربية، مع أن هذه المقاهي تُذكر الناس بالماضي الجميل ونكهة شرب الشاي والقهوة، بالإضافة إلى أنها تمتاز بالبساطة ورخص الأسعار. ويضيف الزايدي أن محلات الكوفي شوب لها مرتادوها من الشباب وكبار السن، حيث تعتبر متنفس الجميع، وتعتبر محطة يتم الالتقاء فيها وتبادل الاحاديث بعيدًا عن صخب المدينة وزحمة الشوارع وضيق الشقق، فالوقت الذي نقضيه لا يتعدى أكثر من ساعتين، حيث نستمتع بالأجواء الجميلة التي حبا الله الطائف بها. ويرى طلال الطويرقي ان الجلسة في المقهى لها طابعها الخاص من حيث الهدوء، وتجد لديهم القهوة العربية والشاي بأنواعه، والغاية من الجلوس هنا هو الالتقاء بزملاء العمل أو الدراسة والأصدقاء، ونتجاذب أطراف الحديث والأحداث، ومناقشة عدد من الأمور بعيد من الازعاج، ورغم ان اللجوء ممتع خارج الموقع إلا أننا فضلنا الجلسة هنا ونشاهد عددًا من الشباب يأتون بترامس للقهوة والشاي ويقومون بتعبئتها، هذا يدل على ان القهوة والشاي مرغوبة لديهم. واقترح الطويرقي على صاحب المحل ان يقوم بوضع كونكت داخلي للانترنت، حتى نستطيع استخدام اجهزتنا خاصة، فالبعض يحب ان يتصفح من خلال الجوال وهذا يزيد من الاقبال على الموقع ناهيك عن عدم وجود الشيشة والمعسل والدخان زاد عليه الاقبال اكثر. ويقول سلمان الطلحي وسويلم الطلحي ان تواجدهم في المقهى هو تغيير للجو ومتنفس والالتقاء بالزملاء والأصحاب، وتناول القهوة رغم أن قهوة البيت أفضل بكثير من هنا ولكن التغيير طيب، ومنها نستمتع بالأجواء الجميلة خارج البيوت، والجلسة هنا لها طابعها الخاص ومنها نكون صداقات جديدة مع مرتادي المقهى خاصة ممن يجلسون بجوارنا.