مر النقش بالحناء في منطقة جازان، بمراحل عدة منذ القدم، حتى أصبح فنا ومهنة تدرس، تقبل عليه الفتيات، وتدر عليهن أرباحا جيدة، خصوصا في مناسبات الأفراح والأعياد، ما حفز عددا من «النقاشات» للمطالبة بالاهتمام بهذه المهنة، وتنظيم مهرجان دوري يتنافسن فيه، للارتقاء بهذا الفن، ونقله إلى خارج الحدود. وأوضحت هدى سالم أن التزين بالحناء من العادات الموروثة من الأمهات والجدات، وهو ليس غريبا على فتيات الجيل الحالي، لافتا إلى أن الإقبال على نقش الحناء يزداد بكثافة خصوصا داخل القرى في محافظة صبيا، ملمحة إلى أن أجرة «النقاشة» تتفاوت من 200 إلى 1200 ريال حسب تشكيلة النقش والرسم وساعات العمل. إلى ذلك، طالبت سلمى التي امتهنت نقش الحناء وهي طالبة في المرحلة الثانوية بإنشاء مجلس أو ناد تتبع له ويحافظ على حقوقهن، ملمحة إلى أن عمل الحناء فيه براعة وفن. بدورها، ذكرت النقاشة شهد محمد أن النقش بالحناء يشهد إقبالا كثيفا من النساء عامة والفتيات خاصة، متمنية من الجهات المختصة تبني مهرجان ليوم الحناء خاصة مع قرب المناسبات والأعياد، تدعى فيها كل الممارسات للمهنة، وتنظم بينهن مسابقة لتشعل التنافس الشريف بينهن، وحتى يعرّف بهذا الفن على نطاق واسع داخل البلاد وخارجها. وكشفت زهرة أن خلطة الحناء مكونة من ورق شجر يتم طحنه وعجنه بالماء مع إضافة بعض الخلطات السرية حتى يتسنى إبراز اللون الأسود، باعتباره اللون الأساسي، وهناك من يستخدم الشاي أو الليمون أو المهلبية. من جهتها، أفادت رسيل قاسم أن موروث الحناء تطور كثيرا في عصرنا الحاضر، وأصبحت تقام للعروس ليلة خاصة تسمى ب«الحناء» تقام في إحدى القاعات الخاصة تصاحبها الأهازيج الشعبية الأمر الذي يدل على المكانة التي يحتلها الاحتفاء بالحناء. وأوضحت فوزية أحمد أن للحناء أشكالا كثيرة، إلا أن المرأة تفضل النقشات التي هي عبارة عن أشكال هندسية مثل الدوائر والمثلثات إضافة إلى أشكال أخرى من النقوش التي تطلبها المرأة بنفسها، ومنها ما نقدمه كخبرة، والنقوش الهندية والخليجية هي الأكثر طلبا، مؤكدة أن نقش الحناء سيظل فنا وموروثا شعبيا تتناقله الأجيال وتعمل على تطوير إمكاناته وتجديده.