يحل الليلة الدكتور محمد سالم سرور الصبان المستشار الاقتصادي والبترولي المعروف، ضيفا على اثنينية عبد المقصود خوجة، حيث سيقدم عصارة فكره، وما حققه من منجزات، وإبداعات بحضور نخبة من الأكاديميين والاقتصاديين، وكتاب الرأى، والإعلاميين . ضيف الاثنينية الدكتور محمد سالم الصبان أكد ل «عكاظ» في حديث خاص أن هذا التكريم يأتي في الوقت الذي تؤكد المملكة على دورها القيادي في سوق البترول العالمي؛ كونها مصدرا للطاقة موثوقا وآمنا ويمكن الاعتماد عليه. وأضاف، لقد أثبتت المملكة في مختلف الأزمات أنها قادرة على تحقيق التوازن المطلوب فيما لو كان هناك نقص في المعروض العالمي من البترول، وهي سياسة اتبعتها المملكة منذ عقود طويلة، وتبرهن يوما بعد آخر بتحملها هذه المسؤولية التي تخدم مصالحها في المقام الأول، وأردف بالقول «إن القطاع الخاص السعودي أصبح قادرا على تحمل مسؤولياته تجاه قيادة دفة الاقتصاد الوطني، مع الاحتفاظ بدور الدولة في تهيئة المناخ الاستثماري المطلوب، وتحرير الاقتصاد من مختلف القيود التي كانت تعيق تقدمه، فنحن أشد حاجة من أي وقت مضى إلى إيجاد فرص وظيفية متزايدة لشبابنا والذي يمثل النسبة الأكبر من سكان المملكة، وهي فرصة يجب الاستفادة منها من خلال التعليم والتدريب المناسبين». وأوضح الدكتور محمد الصبان أن المملكة تعيش حاليا عصرها الذهبي، حيث تزيد أسعار البترول على المئة دولار في الوقت الذي يزيد فيه إنتاجها البترولي على تسعة ملايين برميل يوميا. مؤكدا أن القدرة والفوائض المالية الكبيرة التي تمتلكها المملكة في هذه الفترة لابد وأن يتم استثمارها بأفضل الطرق المتاحة والناجحة عالميا؛ بما في ذلك تأسيس صندوق سيادي يدر علينا عوائد أفضل بكثير مما تحققه عوائد السندات المستثمر فيها والتي تقترب من الصفر، حتى تتمكن الأجيال القادمة من العيش بمستويات اقتصادية مقبولة. وأشاد الصبان بالنهج الذي تتبناه المملكة هذه الأيام من خلال تنفيذ وزارة الاقتصاد والتخطيط الاستراتيجية التي أعدتها مجموعة الأغر للفكر الاستراتيجي والخاصة بتحويل المملكة إلى مجتمع اقتصاد معرفي، يكون الإنسان السعودي فيه هو محور التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما تتبعه الدول التي سبقتنا اقتصاديا، خاصة وأن أساسيات العولمة والانفتاح الاقتصادي تحقق الاعتماد المتبادل بين دول العالم، وفقا للمزايا النسبية والتنافسية لكل منها، الأمر الذي يحقق تخصيصا أفضل لاستخدام الموارد الاقتصادية المتاحة. وأشار الصبان إلى أن معدلات النمو المرتفعة في استهلاك الطاقة محليا لا تعود إلى عدم المبالاة والإسراف في الاستهلاك، نتيجة للأسعار المتدنية، فقط، بل هناك أيضا معدلات النمو السكاني المتزايد سنويا، والتوجه الحكومي لتنمية مختلف المناطق النائية في إطار تحقيق هدف التنمية المتوزانة لمختلف المناطق، والمساحة الشاسعة للمملكة، وما يتطلبه الربط الكهربائي من إنشاء مزيد من محطات توليد كهرباء، إما لتوسعة الطاقة الإنتاجية المتاحة، أو تعميم الكهرباء لمناطق تخلو منها. وأبان أن الاستهلاك المحلي من النفط هو جزء من إجمالي حصة أي دولة عضو في الأوبك، وأن أنماط استهلاكنا للطاقة لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه الآن، وأعتقد أن هناك اقتناعا عاما على كل المستويات، ولكي نحقق ذلك علينا ترتيب أولوياتنا في هذا المجال، ووضع البرنامج الزمني اللازم لتحقيق هذه الأولويات، وطبيعة التشريعات والسياسات الحكومية اللازم صدورها لتنفيذ وتسريع برامج ترشيد استهلاك واستخدام الطاقة، وقد لاحظنا مؤخرا أن الجميع أصبح يتحدث عن خطط لترشيد استخدام الطاقة. وعبر المستشار والخبير الاقتصادي عن استضافة اثنينية الخوجة، إذ قال «أتقدم بالشكر للشيخ عبد المقصود خوجة على هذا التكريم، فإن هذا التكريم هو لكل الاقتصاديين السعوديين تقديرا لما يقدمونه من دراسات واستشارات تخدم هذا الوطن الغالي علينا جميعا، ويدلل على عدم وجود نقص في الكفاءات السعودية القادرة على تحمل مسؤولياتها والتفاني في خدمة الوطن بإخلاص وأمانة». وللدكتور محمد سالم الصبان العديد من المشاركات ضمن وفد المملكة الرسمي في العديد من الاجتماعات الوزارية، واجتماعات اللجان المختلفة في منظمتي الأوبك والأوابك، وكان المفاوض الرئيسي للمملكة في إبرام اتفاقية الأممالمتحدة للمناخ، وفاوض باسم المملكة في إبرام برتوكول كيوتو عام 1997 في اليابان، وأصبح رئيس وفد المملكة في مؤتمرات الأممالمتحدة للمناخ منذ عام 1997، ورأس وفد المملكة في اجتماع القمة الذي عقد بمشاركة خمس وعشرين دولة حول المناخ والطاقة في مدينة كوبنهاجن في الدنمارك عام 2009م، وشغل منصب نائب رئيس مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ منذ عام 2008 م، وهو عضو في العديد من اللجان المحلية والدولية.