أكد الدكتور محمد الصبان،كبير المستشارين الاقتصاديين في وزارة البترول والثروة المعدنية،أن السعودية جاهزة لقبول نصيبها العادل في حماية المناخ على أن لا تكون الإجراءات الدولية المتخذة متحيزة ضد البترول كما هو عليه الحال الآن. ولفت الصبان في تصريح ل»الرياض» عقب مشاركته في «حوار الطاقة 2011» أنه لا يمكن تبرير توجيه جميع السياسات المتخذة نحو فرض المزيد من الضرائب الكربونية على مشتقات البترول في الوقت الذي تعاني فيه من ضرائب مرتفعة، بينما تتمتع جميع مصادر الطاقة الاخرى باعانات مباشرة وغير مباشرة، ويتم التركيز على قطاع النقل بدرجة رئيسية وهو الذي يمثل الجبهة الرئيسية المتبقية للاستهلاك العالمي من البترول، الامر الذي يحمل الدول البترولية وعلى رأسها المملكة نصيبا اكبر من العبء كونها لا زالت تعتمد بشكل كبير على ايرادات ما تصدره من البترول. وقال المستشار الصبان،والذي يرأس أيضاً الوفد السعودي لمحادثات الاممالمتحدة للمناخ»دور المملكة في سوق الطاقة العالمي مشهود به كونها تسعى دائما الى تحقيق الاستقرار لسوق البترول العالمي، وانها دائما وأبدا تعتبر مصدرا موثوقا وآمنا ويعتمد عليه وأثبتت في مختلف الازمات صلاحية هذا الدور،وهي في سبيل تحقيق هذه السياسة دائما ما تحتفظ بطاقة انتاجية فائضة في حدود المليوني برميل يوميا». وشدد على أن انطلاقة المملكة نحو توفير البترول النظيف والآمن يعد احد الخطوات الاساسية التي تبنتها في هذا الاتجاه حتى تحافظ على حصتها من البترول في الاسواق العالمية ،ودحض حجج عدم صلاحية استخدام البترول كونه ملوثا. وذكر بأن المملكة تعي تماما ان الطلب على البترول لا يمكن ان يستمر عند مستوياته الحالية لفترات طويلة، ونتيجة للاجراءات والسياسات المتبعة من قبل العديد من الدول نحو التحول الى مصادر الطاقة المتجدة واجراءات زيادة كفاءة استخدام الطاقة وترشيد الاستهلاك وكل السبل التي تهدف الى التحول تدريجيا عن مصادر الطاقة التقليدية وعلى الاخص البترول،فإن اجراءات تنويع مصادر الدخل وتحقيق التنويع الاقتصادي للملكة بعيدا عن الاعتماد المطلق على الدخل من تصدير البترول تمثل محور الرؤية التي تبناها خادم الحرمين الشريفين للفترة القادمة. وأشار الصبان إلى أن العديد من المشروعات التعليمية وتلك التي تعمل على تطوير مختلف القطاعات الاقتصادية ، كلها تدعم توجه المملكة الى الاقتصاد القائم على المعرفة والذي يمثل الانطلاقة الحقيقة نحو التنافس العالمي.وعزز الصبان رأيه بقوله»نمتلك عناصر عديدة منها القيادة الواعية والقدرة المالية الكبيرة التي نعيشها هذه الايام ومجتمع شاب يمثل شبابه الذين تقل اعمارهم عن 25 عاما نسبة تفوق ال 60% من مجمل عدد السكان،كما ان دخول مجال تطوير ابحاث واستخدامات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، والتركيز على الاستفادة من الخبرات التي تكونت لدى المملكة في مجال الطاقة والمياه والبتروكيماويات وغيرها لتحقيق التميز الاقتصادي الذي نرجوه». وقال»في تصوري فان تسريع هذه الخطى اصبح ضرورة ملحة ولابد وان يتحقق لنا التنويع الاقتصادي المذكور بمعدلات اسرع من خطوات استغناء العالم التدريجي عن البترول، حتى نضمن استمرار تحقيق رفاهية الاجيال القادمة».