يحملون بين حناياهم قلوبا كبيرة، ومشاعر جياشة مليئة بالطموح والتفاؤل، بيد أنهم يشكون تجاهل المجتمع لهم.. منهم من يمتلك قدرات عالية تفوق الأصحاء، إنهم ذوو الاحتياجات الخاصة، الذين يوصفون ب «الفئة الغالية»، في حين لا تكترث لهمومهم وتطلعاتهم كثير من الجهات المختصة. عدد من المنتمين لتلك الفئة قدموا حزمة من المطالب تذلل الصعاب التي تعترضهم، ويتمنون أن يروها على أرض الواقع وليس للاستهلاك الإعلامي فقط. رأى يحيى محمد السميري أمين عام لجنة الفرسان لذوي الاحتياجات الخاصة في عسير أن المعوقين منسيون في المجتمع، لافتا إلى أن كثيرا من المؤسسات الاجتماعية الحكومية والخاصة تتجاهل مطالبنا في توفير مواقع مناسبة لنا، على الرغم من أننا نحتاج إلى عناية ومساعدة في أداء مهامنا. وقال: ونحتاج إلى تجهيزات خاصة لنا في مواقف السيارات وفي المرافق المختلفة، التي حرمنا من التردد عليها بسبب عدم توافر مواقع مخصصة لذوي الاحتاجات الخاصة، وإن وجدت فهي غير ملائمة للمواصفات التي تناسب عربات المعاقين، ملمحا إلى أن دورات المياه في غالبية المرافق الخاصة والحكومية ليست مجهزة لاستقبال مثل هذه الحالات الخاصة. إلى ذلك، شدد هيف الشهراني على أهمية أن تتفهم مؤسسات المجتمع كافة دورها نحو ذوي الاحتياجات الخاصة، وتدرك أن المعاق في الأخير هو إنسان ولديه مشاعر وأحاسيس كأي شخص سليم، ولا يختلف عنه سوى أنه يعاني من عاهة خلقية لم تمكنه من عيش حياته بالطريقة الطبيعية. من جهته، شكا المستشار السياحي لذوي الاحتياجات الخاصة وعضو جميعة المعاقين في عسير سعد السرحاني من مواجهتهم صعوبات كبيرة في تسهيل مهامهم في عدد من الفعاليات والمناشط في المنطقة، موضحا أنهم محرومون من مواقع مخصصة لذوي الاحتايجات الخاصة وإن وجد فهي غير مهيئة بطريقة جيدة. وقال: هناك بعض المواقع المخصصة للمعوقين في المطارات وبعض الدوائر الحكومية لكنها قليلة، وتفتقد للتهيئة الكافية، ولا يوجد مصاعد كهربائية تنقلنا للطوابق العلوية، لافتا إلى أن البطاقات التي يحملونها يفترض أن تسهل عليهم الإجراءات والخدمة، إلا أن أفراد المجتمع لا يكترثون لها. وفي سياق متصل، بين محمد مستور الشهراني أن إعانة المعوقين من ذوي الاحتياجات الخاصة قليلة ولا تفي بالغرض، مشيرا إلى أن توظيفهم في مختلف القطاعات أصبح أمرا مستحيلا. وقال الشهراني: أتسلم إعانة شهرية من الشؤون الاجتماعية بمقدار 800 ريال ومن الضمان الاجتماعي 800 ريال ولكني أطمح في إكمال نصف ديني والزواج وفتح منزل وتكوين أسرة فما عساها أن تعمل 1600ريال، مبينا أنه أكبر أشقائه ويعول أسرة مكونة من 11 شخصا ويعين والده المتقاعد ذو الدخل المحدود. وذكر الشهراني أنه طالب الجهات المختصة بتوفير سيارة معاق له منذ أربع سنوات، إلا أنها لم تصل حتى اللحظة، داعيا الدوائر الحكومية والقطاعات الخاصة بتهيئة المواقع المناسبة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وضرورة توعية المجتمع بتفهم دورهم نحو هذه الفئة التي تعيش بينهم، إضافة إلى تخصيص مواقع ترفيهية اجتماعية ورياضية لذوي الاحتاجات الخاصة في كل منطقة، أسوة بما تفعله حاليا أمانة مدينة الرياض. بدوره، قال أحمد علي: أتوجه إلى بعض الدوائر الحكومية للمراجعة وفي مخيلتي أنني سأجد فيها تعاملا خاصا يقدر وضعي كمعاق ولكن عند وصولي لهذه الجهة لا أجد منها أي اهتمام، ويعاملونني كأي شخص آخر سليم من الناحية الصحية والجسدية، ما يفاقم معاناتي بسبب التعب والتأخير، لأني أضطر إلى الانتقال من قسم لآخر بمفردي ودون مساعدة أحد. في حين أفاد الكفيف عبدالرحمن الشهري أنه يقضي جميع أموره بمعاونة سائقه الخاص، بيد أنه يعاني من عدم وجود مواقف قريبة من بعض الدوائر الحكومية أو تخصيص المواقف الداخلية للموظفين والخارجية للمراجعين، حتى لا يضطرون لقطع مسافات طويلة سيرا على الأقدام. بينما تمنى أحمد زايد تخصيص مكتب في جميع المطارات لإنهاء جميع إجراءات ذوي الاحتياجات الخاصة المتعلقة بالسفر سواء حجز أو إصدار بطاقات الصعود أو إجراءات الأمتعة وغيرها ولا يكفي فقط توفير عربات ذوي الاحتياجات الخاصة. وعلى خط مواز أكد رئيس المجلس البلدي في أبها الدكتور أحمد محمد الغبيري أن المجالس البلدية في المنطقة أجمعت في لقائه الثاني في عسير على دراسة عدد من التوصيات بخصوص هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة ومنها إلزام الأمانة والبلديات بتخصيص أراض لإنشاء مراكز ترفيهية اجتماعية للمعاقين أسوة بمركز المروة الترفيهي للمعاقين في الرياض. كما شدد أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل على توفير بيئة صديقة للمعاقين وذلك من خلال تحديد الخدمات الحالية والأماكن التي تحتاج إلى تحسين لتتلاءم مع تلك ظروف ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى التأكد من ملائمة المشاريع القادمة والجديدة لمتطلباتهم، لافتا إلى أن هذه المشاريع المقبلة كتطوير المنتزهات والحدائق العامة سيكون للمعاقين نصيب فيها، وأن الأمانة تعمل على ذلك لتتلاءم مع ظروفهم.