بينهم صفات وعوامل مشتركة، فهم يعانون إعاقات جسدية (شلل رباعي أو نصفي)، ولكنهم قهروا ظروفهم وتغلبوا على آلامهم حتى يظهروا للآخرين أن الإعاقة الجسدية لم تكن يوماً عائقاً أمام قوة وإصرار الإنسان إذا أرد للحياة أن تستمر، يستخدمون الكراسي المتحركة للتنقل من مكان إلى آخر دون طلب العون من أحد، أنهم مجموعة من المعوقين حركياً، والمفعمين بالحيوية التي قد لا يتمتع بها الكثير من أقرانهم الأسوياء، بعضهم يعمل في قطاعات حكومية والبعض الآخر موظفين في القطاع الخاص، تدهشك تقاسيم الرضا بالمكتوب على محياهم، دون أن يخفوا ما بداخلهم من آهات مكبوتة، اتفقوا على تناول وجبة العشاء في أحد المتنزهات في أبها وتبادل الهموم وكان هذا الحديث: لجنة خاصة انتقد أحمد شريف الغامدي -مصاب بالشلل في أطرافه السفلى- مماطلة الشؤون الاجتماعيّة في تنفيذ القرارات التي تخدم المعوق حركيّا، وقال: هذه الفئة تعاني من التهميش وعدم وجود مظلة تحمي مصالحها، فهي تعتمد على الجهد الذاتي في تسيير أعمالها، وأضاف: تقدم 25 معوقا من المعوقين حركيا قبل عام ونصف العام بطلب إلى الغرفة التجارية في جدة لإنشاء لجنة خاصة تعني بشؤون المعوقين حركيّا وترعى مصالحهم وتوفير متطلباتهم الحياتية ولم يتحقق شيئاً مما جاء في العريضة حتى الآن، في الوقت الذي تعاملنا في وزارة الشؤون الاجتماعية معاملة الأسوياء. أندية تجمع الشمل وناشد مسفر الغامدي، أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بالسماح لشخص من المعوقين حركيّا بحضور مجلس المنطقة الأسبوعي، للاطلاع على احتياجاتنا والتعرف على المعوقات التي تواجه هذه الفئة، منتقداً عدم تخصيص مكان للمعاقين حركيّا يقضون فيه أوقات فراغهم، وقال: نحتاج إلى متنفس نبوح من خلال همومنا ويجمع شملنا، خاصة وأن هناك أندية للصم والبكم، ولجان تعني بشؤونهم وتلبي احتياجاتهم، ونحن المعوقون حركيا ليس لدينا أندية نقضي فيها وقت فراغنا، وحتى المنتزهات لا يوجد بها ممرات خاصة بالمعوقين، ونجد صعوبات بالغة في التجوال فيه، وأيضاً معظم المنتزهات ليس فيها دورات مياه مخصصة للمعوقين، وتساءل عن دور الشؤون الاجتماعية في ظل إغفال أصحاب المنشآت التجارية والترفيهية وبعض الدوائر الحكومية عن مراعاة ظروف ذوي الاحتياجات الخاصة وطالب بتخصيص أندية للمعاقين حركياً. المستشفيات الحكومية ووصف محمد ناصر، تعامل المستشفيات الحكومية مع المعوقين حركيّا بالسيئة، وبين أنه مصاب بشلل في أطرافه السفلى، وأضاف: أحياناً أتعرض لمرض طارئ وعند مراجعتي للمستشفيات الحكومية يطلب مني بإحضار تحويل من مركز الرعاية الذي يجاور مسكني لفتح ملف لي، وكأنني إنسان سوي يمكنه التنقل بسهولة دون أدنى اعتبار لما يعانيه ذوي الاحتياجات الخاصة في الحركة والتنقل من مكان لآخر في ظل الزحام الذي يشهده شوارع المدن في المملكة هذه الأيام، وأبدى محمد ناصر عن استيائه من التعقيدات التي تواجه المعوقين أثناء مراجعتهم المستشفيات لطلب العلاج، وطالب وزارة الصحة باستثناء هذه الفئة من الروتين الذي لا يراع ظروف المعوقين وتساوي بينهم وبين الأسوياء. جمعية المعوقين وانتقد فيصل عبدالله، القرار الذي ينص على إلغاء إعانة التأهيل الشامل للمعوق الذي يزيد راتبه على ثلاثة آلاف ريال ولو كانت الزيادة ريالا واحدا، واعتبر هذا الإجراء إجحافا في حق المعاق الذي يحتاج إلى رعاية طبية خاصة، والى رعاية منزليّة مكثّفة تتطلب إمكانيات مادية كبيرة، وقال: راتب ثلاثة آلاف ريال لا يكفي لتوفير العلاج للمعوق، فأنا مثلاُ متزوج ولدى أطفال واسكن في منزل بإيجار شهرين واحتاج إلى أدوية وعلاج فضلا عن توفير احتياجات الأسرة الأخر. وأضاف: حاولت الانضمام إلى جمعية المعوقين، ولكنهم طالبوني برسوم اشتراك مقابل العضوية، وكنت أمل أن تعفينا الجمعية من رسوم العضوية حتى نبث همومنا ونناقشها في اجتماعات الجمعية. الاهتمام بالمعوق وصوب المعاق خالد أحمد، سهامه تجاه الأمانة واعتبرها مقصرة في إلزام أصحاب المنشآت أو حتى الدوائر الحكومية بتخصيص ممرات وأماكن ودورات مياه للمعوقين عند الشروع في البنية التحتية لتلك المنشآت، وطالب الأمانة بإيقاع الغرامات والعقوبات بحق كل من لا يشرع في تخصيص أماكن للمعاقين عند بناءه لمنشأته التجارية أو السياحية، وأضاف: نريد أفعالاً فكثيراً ما نسمع عن شعارات تطلق هنا وهناك عن الاهتمام والرعاية بذوي الاحتياجات الخاصة دون أن نرى أفعالاً، وهناك من يطلق الشعارات ويتباه زيفاً عبر وسائل الإعلام وهذا سوف لن يفيد قضيتنا شيئاً.