استقطب كورنيش جدة خلال إجازة الربيع آلاف المتنزهين وشهدت مسارات الواجهة البحرية حضورا مكثفا من قبل الباحثين عن الراحة والهدوء بعيدا عن ضجيج المدن، غير أن ملاءة البحث عن الراحة والهدوء ظلت تحمل في طياتها حزمة من المنغصات، منها إغلاق بعض دورات المياه، وعدم وجود مواقف للمركبات، اضطرار رواد الكورنيش للصلاة في الهواء الطلق لعدم وجود مسجد في مشروع الواجة البحرية الذي تم تدشينه قبل نحو ثلاثة أشهر. زوار كثيرون قطعوا مسافات بعيدة للتمتع بمشاهد البحر وبانوراما الأضواء في الواجهة البحرية، غير أنهم سرعان ما عادوا أدراجهم نظرا لعدم وجود دورات مياه مفتوحة، فيما لم يجد آخرون مواقف لمركباتهم فرجعوا من حيث أتوا. «عكاظ» لبست قفازات الشفافية وانطلقت نحو الكورنيش لاستطلاع آراء الزوار حول الخدمات، وفي نفس الوقت استعانت برأي المسؤولين في الأمانة عن الهواجس التي ظلت تطارد المتنزهين طيلة أيام الإجازة. بداية فالسؤال الذي يفرض حضوره.. هل انتهى العمر الافتراضي لدورات المياه رغم حداثة عهدها.. أم أن هناك أسبابا أخرى أدت إلى إغلاقها. نقطة البداية كانت مع محمد علي الشهراني القادم من عسير والذي اشتكى من قلة المواقف في الكورنيش واتساخ مرافقه والمخلفات التي تزحم المكان وتتمدد حتى شاطئ البحر ما يتسبب في تجمع الحشرات وربما عودة الفئران إلى الكورنيش كما كان في السابق إن لم يتم تدارك الأمر. الشهراني عاب أيضا على سلوك بعض المواطنين في التعامل مع المرافق العامة التي تطلقها الدولة لرفاهية وراحة المواطنين، وتمنى من الجهات المعنية رصد المخالفات عبر كاميرات مراقبة أو جولات سرية ومنح المخالفين غرامات حتى لايعاودون تكرار المخالفة. من جهته أوضح بدر الجيزاني أن الكورنيش خلال أيام عطلة الربيع ظل ينبض بالزحام يسببه قلة مواقف المركبات، وكثرة المتنزهين وقال «طيلة أيام إجازة الربيع ظل السير في الكورنيش بمثابة مغامرة نظرا للازدحام الكثيف ما جعل الكثير يهربون من البحر إلى الغرف المغلقة، ودعا الجيزاني إلى إنشاء مواقف إضافية للسيارات لاستيعاب زوار الكورنيش. وأضاف، انتهى العمل في الكورنيش الشمالي منذ ثلاثة أشهر ولكن بعض الأكشاك ما زالت مغلقة، فضلا عن عدم وجود أماكن للشواء رغم المطالب بإنشاء أماكن مخصصة لذلك. من جهته وصف عبدالله الشهراني القادم من الرياض الكورنيش بأنه لايرتقي لأن يكون الواجهة البحرية لمحافظة جدة لما يحتويه من إصلاحات وترميمات تثبت بأن هناك أخطاء عديدة في التخطيط قبل البدء في تنفيذ المشروع ومنها عمليات الرصف والتشجير والإنارة، ما تسبب في تشويه المنظر العام للواجهة البحرية خصوصا مع ازدياد عدد مرتادي الكورنيش خلال إجازة الربيع. وأضاف، عمليات الحفر والترميم والمعدات الثقيلة ظلت تزاحم سيارات الزوار وتمنعهم من التجول بأريحية أو ممارسة هواية المشي، ناهيك عن ضيق الشوارع المؤدية من وإلى الكورنيش وقلة المواقف، الأمر الذي فاقم المشكلة بصورة كبيرة وأدى إلى هروب الناس من الواجهة البحرية. عبدالله الحربي وابناه فواز وخالد، قدموا برفقة عائلتهم من الرياض للاستمتاع بأجواء جدة والبحر، وعبروا عن إعجابهم بما شاهدوه إلا أنهم تمنوا أن تكتمل عمليات الصيانة في المشروع وتضاف مواقف خاصة للمركبات والاهتمام بتوعية المواطنين بنشر مطويات أو لوحات تنصح الزوار بالتزام النظام، أو فرض عقوبات على المخالفين الذين يعمدون تدمير الكورنيش. وفي موازاة ذلك أوضح الناطق الإعلامي بأمانة محافظة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري بأن الكورنيش لاتوجد فيه عمليات حفر، وأن تلك المعدات الثقيلة العاملة في الكورنيش كانت تعمل لإنشاء مواقف إضافية، لافتا إلى أن هذه الأعمال ليست ضمن مشروع الكورنيش وإنما آليات إضافية لتسهيل الحركة في الكورنيش وممارسة رياضة المشي. وأفاد النهاري بأن مثل هذه المشاريع لايمكن تأجيلها بدليل أن العديد من المشاريع جار العمل بها منذ تدشين الكورنيش، والبعض لم ينتهي منه بعد. وفي سؤال حول إغلاق بعض دورات المياه قال: إهمال الزوار أدى إلى تلف بعضها مما اضطرنا لإغلاقها لإجراء عمليات الصيانة فيها. وأضاف بأن هناك تنسيقا بين الأمانة وشرطة محافظة جدة لمراقبة الكورنيش ومنع أي تجاوزات، لافتا إلى أن هناك خطة مستقبلية لرصد المخالفات وإصدار غرامات على المخالفين حتى يتم الالتزام بالنظام والحفاظ على مرافق الكورنيش. وفيما يتعلق بإمكانية تدشين مسجد في الكورنيش قال: لانية للأمانة لإنشاء مسجد في الكورنيش لأن هناك جوامع كثيرة منتشرة حوله ويمكن للزائرين التوجه إليها في أوقات الصلاة، وبإمكان الزائرين إقامة الصلاة جماعة في أماكن تواجدهم. من جهته أوضح مهندس الواجهة البحرية جلال عظام بأن هناك توجها لاستكمال النواقص التي حدثت في المراحل الثلاث الأولى على سبيل المثال الأماكن المخصصة للشواء. وبين عظام بأنهم عانوا كثيرا من إهمال المواطنين للكورنيش وعدم المحافظة عليه وتكسير بعض مرافقه كأعمدة الإنارة واقتلاع الأشجار والسير بالدراجات النارية في الأماكن غير المخصص لها ما تسبب في تلفها. وأضاف بأن بعض الألعاب مخصصة لأعمار سنية محددة، واكتشفنا بأنه تم استخدمها من فئات عمرية كبيرة ومن أوزان ثقيلة ما أدى إلى تلفها وهذا التصرف كفيل بتعطلها قبل انتهاء عمرها الافتراضي. تكسير المرافق مهندس الواجهة البحرية أوضح بأن الزوار بحاجة لشحنات كبيرة من الوعي تشارك فيها كافة القطاعات والوسائل حتى لاتتكرر التصرفات التي تسيء لسمعة جدة وأهلها كالكتابة على الجدران، تكسير مرافق الكورنيش، والسير بالدراجات الهوائية والنارية في الأماكن غير المخصصة لها، والسباحة في المكان الممنوع، والشواء في الأماكن غير المسموح بها. واختتم بأن هناك أكثر من 300 موقف مركبات جديدة قيد الإنشاء، وأن ما نشاهده من مركبات وعمال ما هو إلا عمليات صيانة وإنشاء مواقف إضافية في شرق الكورنيش.