أمطر الفنانان فيصل الخديدي ومحمد الثقفي سماء الخبر بروائع الفنون التشكيلية، في معرضهما المشترك «ترياق» الذي أقيم على قاعة «تراث الصحراء» بالخبر، وسط حضور لافت وزيارات على مدار الساعة، ما دعا المنظمين إلى تمديد المعرض أسبوعا آخر، وهو ما يدلل على نجاح ما يقدمه الثنائي الخلوق للساحة التشكيلية من فنون تحترم وتؤرخ في المشهد السعودي. المعرض ضم قرابة الخمسين عملا تشكيليا بين عمل مسندي ثلاثي الأبعاد وآخر مجسم ثلاثي الأبعاد، حيث استخدم الخديدي كعادته المواد المختلفة في الطرح والأكثر تأثيرا في النفس ليخرج أعمالا متحفية ترتقي بالذائقة اللونية في مجتمعنا السعودي، فتجد تلك اللدائن البلاستيكية والخامات المختلفة من ورق وجلد وقماش وعجائن، وظفها توظيفا ممتعا، في تكوينات حرفية ولونية وزخرفيه تقترب من الطلاسم غير المقروءة، وتصل إلى المتعة البصرية المجردة. كما قدم الفنان محمد الثقفي بفكره وثقافته الأكثر نضجا قرابة عشرين منحوتة مجردة، مطعما الحرف والزخرفة بشكل مباشر في منحوتاته، أو ضمن تلك التراكيب الأكثر جمالا، من خلال اللدائن البلاستيكية التي زاوج بينها وبين الحجر، فغدت قطعة نحتية متجانسة رغم اختلاف الوسيط. ربما يعزى نجاح المعرض للقاسم المشترك الذي يجمع الفنانين، من حيث الثقافة الفنية والبصرية وعملهما المتواصل في مجال الفنون الجميلة لعدة أعوام بين الإشراف والتدريب والعمل الإداري ودراستهما العليا في مجال الفنون الجميلة. إن ما يحتاج المشهد السعودي في هذه الفترة هو نماذج الشباب الأكثر وعيا بما يقدمونه من فن راقٍ، وهذا ما أثبته الثنائي في معرضهما، وأكد تلك المعادلة الحضور والتفاعل غير العادي الذي شهده المعرض منذ انطلاقته واستمراره لمدة سبعة أيام أخرى. ويقول النحات محمد الثقفي: «الخبر مدينة جميله تحترم الفن والفنانين، ومعرضنا لهذا العام كان نتاج فترة إعداد طويلة حاولنا فيها الخروج عن التقليدية إلى مجال إبداع متوازٍ مع ما تشهده الساحة من تطور سريع في مجال الفنون التشكيلية»، واعدا بأن القادم سيكون أحلى، وأن المعارض المقبلة، سواء الفردية للخديدي أو الثقفي أو الثنائية، ستكون بطرح يعزز مفهوم الإبداع ويغير كثيرا من المسلمات حول الأعمال المفاهيمية والنحتية في المشهد السعودي.