استحضر النحات السعودي محمد الثقفي جماليات الحرف العربي في كثير من منحوتاته الفنية، مبرهنا على أن الفنون هي مظهر من مظاهر الرقي والتقدم لدى الحضارات بمختلف أشكاله. ويعد النحت على الأحجار من أنواع الفنون اليدوية وأقدمها على الإطلاق، فالتدوين والتوثيق الأول بدأه الإنسان الحجري بنقشه للمعلومات والحوادث التي كان يمر بها على جدران وأحجار الكهوف، وفي العصر الحديث أعطى الإنسان الحالي قيمة فنية وثقافية للمنحوتات بشكل عام، فأصبحت القطع المنحوتة تشكل إحدى الفنون التشكيلية الراقية على مستوى العالم. الثقفي من بين النحاتين السعوديين الذي سجلوا حضورا لافتا في المشهد الثقافي كأحد الفنانين الذين قدموا نحتا راقيا خرج به من صحراء النفود واتجه به عبر البحار والمحيطات إلى كثير من دول العالم كسفير للنحت السعودي. النحات محمد الثقفي الذي جعل الصخر يتكلم محولا تلك الأحجار من جمودها وسكناتها إلى قطع تشكيلية نحتية احتلت بالألوان ومقدما نحو 2000 منحوتة مابين الحجر والرخام والخشب. إن كثيرا من أعمال النحت عند الثقفي لا تنتهي عند نحتها بل تتطور إلى مواءمتها بقطع من الزخارف والنقوش ليجعل المتلقي يفتح مجالا للتأمل حول الفرق بينهما بين ذلك المنظور وبين تجسيم الشكل وأبعاده الثلاثية اختلف عن غيره بتعامله مع منحوتته بفكر أكاديمي عال، حيث أسهمت دراسته الحالية لنيل درجة الماجستير في ارتقاء أعماله حتى أصبحت نخبوية وتجد الملمس والحركة المجسمة تنقلك إلى حس فني زاده جمالا تطعيمه لبعض الخامات التي نقلت بكل واقعية أعماله إلى الشكل المنحوت مستخدما الحجر تارة والرخام تارة أخرى والقطع البلاستيكية والزجاجية. تعامل الثقفي مع التجريد بشكل منجز لإظهار مايريد أن يبوح به للمتلقي بالحذف والإضافة. وبما أن الآثار التاريخية المنحوتة والمرسومة هي هوية التاريخ ورسالته، فقد وثق الثقفي هذه الحقبة الزمنية بمنحوتاته لتكون شاهدا على ازدهار النحت الذي يعد جزءا من حالة توثيق حضارية للبلد متعاملا مع المنجز النحتي بصورة أكثر تحضرا. أما أعماله التعبيرية النحتيه فأشعر المتلقي بقصصه التي تحكي أعماله من خلال المنحوتة ليتجاوز الفكرة الظاهرة إلى أعمق منها بالتعبيرية في حوار مشترك حتى وصل إلى قناعة المنجز. محمد الثقفي حاصل على بكالوريوس تربية فنية ويكمل دراسته العليا في جامعة أم القرى قسم التربية الفنية حصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية شارك في كثير من المعارض التابعة لوزارة الثقافة والإعلام، إضافة إلى مشاركته في معارض عربية وعالمية ممثلا للنحت السعودي له عدة ومقتنيات في كثير من الدول العربية وكبار الشخصيات في المملكة.