يعرض الثنائي فيصل الخديدي ومحمد الثقفي تجربتهما الفنية التشكيلية، من خلال معرض «ترياق» الذي دشناه أخيراً في قاعة «تراث الصحراء» في مدينة الخبر، ويستمر شهراً، في تجربة جاء عنوانها شاملاً لنقاط التوافق بين فكرين فنيين، يجمعهما الفن التشكيلي، باختلاف نوع التجربة التي تنتهي إلى مناقشة قضايا الإنسان وهمومه. و«ترياق» هو المعرض الثنائي الأول الذي يجمع الفنانين، بعد سلسلة من المعارض والتجارب الشخصية والجماعية السابقة لكل منهما على حدة. وقال رئيس لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي في الطائف فيصل الخديدي: «إن تجارب عدة سبقت تجربتي الحالية، منها معرضان شخصيان، الأول بعنوان «ثمة ما يستحق»، الذي عرضته في كل من جدة، والطائف، وطرابلس، وبيروت، والآخر كان بعنوان «تحية لسيد البيد»، وعرضته في الطائفوجدة». ويقدم فيصل في «ترياق» 31 عملاً تشكيلياً، ثنائي الأبعاد، بخامة اللدائن البلاستيكية، والورق المعالج. فيما شارك الثقفي ب17 عملاً ومجسماً ثلاثية الأبعاد، بالحجر الطبيعي والبرونز، واللدائن البلاستيكية. واتفق المشاركان على أن «كل ما سيطرح في المعرض يُعد جزءاً من فكر صاحبه وتقنيته، تناولاه بصدق ليضعاه بين يدي المتلقي، كمساهمة بفكرة جديدة، وفلسفة ذاتية، حيال قضية معاشة، أو طموح للوصول لها، سواءً داخلية أم خارجية». وأضافا: «نقدم فكراً يمزج بين البصري والفلسفي والفكري، في طرح يتنوع بين الاستخدام المباشر والصريح، لبعض الأشكال الحية أو المجردة، مثل الحرف، والزخرفة، والاستخدام الرمزي لها، والضمني، في معالجة لمواضيع إنسانية». وحول فكرة تسويق الأعمال الفنية، وبيعها قال الخديدي: «إنها أحد أهداف الفنان، وليس الهدف الرئيس»، لافتاً إلى أن «الفن رسالة إنسانية فكرية». وأضاف: «التكسّب من الفن بحاجة لمقومات ليكون مكسباً، منها المسوق الجيد، والعرض، ليكون متوافقاً مع الطلب، وهذا ما أخل بالكثير من الموازين الفنية، وجعل التسويق قائداً للعمل الفني في كثير من الحالات». ووصف فيصل الفن التشكيلي في السعودية ب«الباكر»، موضحاً أنه يخطو خطواته الأولية «على رغم الكثير مما تحقق على المستويين العربي والعالمي من بعض الفنانين القائمين على هذا الفن، بجهود فردية، وليس ضمن عمل مؤسساتي». واستدرك أن «النقص في التشكيلي المحلي كثير، لعدم وجود البنية التحتية للفن التشكيلي، إذ لا تتوافر كليات فنون جميلة بشكل كافٍ، إضافة إلى عدم وجود صالات عرض حكومية مجهزة، ومتاحف فنية، وكل ما يقدم هو اجتهادات فردية وعمل ذاتي من الفنانين في شبه غياب من المؤسسات الحكومية الثقافية، أو عدم قيامها بالدور المأمول». وتوقع الخديدي والثقفي أن تكون مشاركاتهما المتعددة السابقة المحلية أو الخارجية «أكسبتنا خبرة جيدة، لتلافي القصور في طرح أي فكرة فنية جديدة، فنحن ما زلنا نتعلم، ونحاول بكل جهد أن نقدم أعمالنا بالطريقة المفيدة والنافعة، بالشكل الذي يخدم أعمالنا، ويخدم الفن التشكيلي».