فيصل أبو طالب أربعيني مشلول لا تقوى قدماه على حمله ونقله، يتنقل بين الأرصفة والطرقات الرئيسية المزدحمة بالسيارات من خلال زحفه وسحبه لجسده النحيل المثقل بالآلام والهموم. في البداية حاولنا الحديث معه فرد «أريد أن أصلي..» وكبر مباشرة على الرصيف بينما نصف جسده عار، سجد 10 مرات، وأثناء صلاته قال «أنا جئت من مصر» ثم صمت. تمدد فيصل على الرصيف الحامي، ثم نهض وبدأ في الزحف باتجاه الرصيف الآخر، وارتمى إلى جوار مطعم ونظر إلى العامل وفي عينيه حديث إلا أن العامل عرف ماذا يريد فقدم له طعاما ووضعه له على الرصيف في حال أشبه ما يكون بالقطط التي تبحث عن بقايا الطعام، وما لبث فيصل أن ترك الأكل وتوجه إلى حاوية النفايات وبدأ يفتش فيها عن أكل. عدد من العاملين في المحال التجارية الذين أفصحوا عن اسمه أكدوا أن فيصل على هذا الحال منذ سنين.. يبيت في الشارع على الرصيف وتصل الأمور إلى التعري أمام الجميع. وتحدث عن قصته شقيقه قائلا «تنقلنا بين المستشفيات دون جدوى وقد اعتذر التأهيل الشامل ودور الرعاية بالمدينة المنورة عن استقباله بحجة عدم وجود كرسي وعدم الاختصاص فبقي فيصل على الرصيف».