أوضحت الأستاذ المساعد في قسم تصميم الأزياء في كلية دار الحكمة في جدة دينا محمد إبراهيم قطان، أنها تسعى لتغيير الصورة النمطية لدى العامة تجاه مصممي ومصممات الأزياء والخروج من مسمى «الخياطة» المرسومة في أذهان البعض، بعد أن بات لهذا القطاع أقسام نظرية وتطبيقات عملية في الجامعات والكليات، هكذا بدأت قطان ل«عكاظ» في حوار خاص، كاشفة عن حزمة من العقبات التي تواجه تخصص تصميم الأزياء الذي يسعى القائمون عليه إلى توطين صناعة الأزياء في سوق الملابس المحلي .. وهذا نصه: ما أبرز التحديات التي تواجه مصممي الأزياء؟ - من أهم التحديات التي تواجه تصميم الأزياء عدم تقبل بعض أفراد المجتمع لأهمية تخصص ودراسة الفتيات في هذا المجال وحصر المشتغلين فيه تحت مسمى «خياطة»، وهنا ينبغي تغيير الصورة النمطية عبر جودة برامج الدراسات المقدمة التي تكفل مخرجات تساهم في تعزيز الصناعة النسائية لسوق الملابس والأقمشة تماشياً مع الانفتاح الكبير مع الأسواق العالمية ومصممي العلامات التجارية الكبرى لتأصيل مشروع «صنع في السعودية»، ومن ثم تصدير ملبوسات للعالم الخارجي. وهنا تحديات أخرى تتمثل في السوق العشوائي لصناعة الملابس وحصر النشاط في أنواع محددة مثل «العباءات والجلابيات» وعدم دراية بعض المصممات بأهمية تسعير المنتج وفق دراسة اقتصادية تعتمد على الأسعار التي تكون في متناول كافة شرائح وأذواق المجتمع، إضافة إلى عدم إلمام بعض المصممات بالفكر الإداري والتسويقي الذي يضمن نجاح المشروع وعدم خروجه من السوق سريعاً. تلبية الاحتياج عدم توفر مصانع محلية لتصنيع الملابس.. هل هو ضمن هذه التحديات؟ - عدم وجود مصانع للملابس والأزياء المحلية هو أحد أهم الإشكاليات، خاصة أن الموجود منها يقتصر إنتاجه على العباءات النسائية والأثواب الرجالية، في حين أن الحاجة ماسة لمزيد من التنوع في صناعة الملابس وبما يلبي احتياجات المجتمع من الاستهلاك في هذا الجانب. برأيك ما هي آلية العمل المثمرة لدعم سوق الملابس المحلي وتحقيق جودة في الإنتاج تنافس العلامات المسجلة في الأسواق العالمية وتلبي رغبات المستهلكين؟ - لدينا في الكلية بعض الأفكار تتعلق بجمع الأزياء الحجازية التي تعكس الهوية المجتمعية من أجل تصديرها تحت مسميات وعلامات مسجلة للدول الأوروبية، خاصة أن المستهلك الأوروبي تشده الملبوسات الحجازية، وهو ما نلمسه خلال تنظيم الدورات وورش العمل المختلفة، لذلك نحن مهتمون بتنفيذ هذا التوجه عبر تصنيع هذا الموروث المتمثل في الأزياء وتصديرها للخارج للمنافسة بثقة وبما يعكس جودة صناعة الأزياء في المملكة. شح المراجع ما تقييمك للمراجع التاريخية في مجال الأزياء خاصة ما يخص كل منطقة؟ - ما يؤرقنا كمتخصصين في مجال الأزياء، هو شح المراجع التراثية المتخصصة وهذه المعوقات قد تكون سببا في عرقلة الجهود المبذولة في تطوير الأزياء عموماً، وغالبا ما نضطر إلى العودة إلى الكتب التاريخية في الفنون الإسلامية، مما يجعلنا نلجأ إلى الثقافة السمعية من كبار السن من أجل توثيق خطوط الأزياء وثقافة كل منطقة في التعامل مع الملابس من ناحية الألوان. بناء على المساعي التي تبذلونها لتأصيل ثقافة الأزياء وتغيير الصورة النمطية لمصممات الأزياء.. ماذا تحملين من أفكار وطموحات في سبيل تحقيق هذا الهدف على أرض الواقع؟ - نسعى وبتضافر كافة الجهود إلى تعزيز مشروع «صنع في السعودية» عبر مواد خام تناسب كافة أذواق المستهلكين وتصديرها للدول العربية والأجنبية، حتى نعكس هويتنا عبر الأزياء المختلفة وبأيد سعودية، لذلك نأمل إيجاد مصانع محلية تعمل فيها الأيادي السعودية عبر خطوط الإنتاج من ناحية التصميم والتنفيذ لدعم احتياج السوق المحلي من صناعة الملابس وللتصدير وفق معايير محددة تحمل ماركات تجارية سعودية الصنع، وبهذا يمكننا تلبية الطلب من صناعة الملابس والخروج من السوق من طابع العشوائية في بيع الملابس إلى الفهم الصحيح لثقافة البيع والشراء للأنواع المختلفة من الأزياء.