وأنت في منطقة تبوك تحتار في أي موقع سياحي تلقي عصا الترحال وترتاح من عناء السفر، خاصة أن المنطقة تزخز بمنظومة من المواقع السياحية المتبانية، انطلاقا من الشواطئ الرملية في شاطئ الدرة الذي يمتاز بالحصى الصغيرة، في كل من الوجه والبدع، وسياحة المناطق المرتفعة والتشكيلات الجبلية وعيون المياه في حقل، فضلا عن جبل اللوز الذي يكتسي بالثلج في الشتاء، إضافة إلى سياحة الصحراء التي تفرد أجنحتها للباحثين عن الهدوء والهاربين من روتين وضجيج المدن. غير أن كل هذه البانوراما بحاجة إلى طبيب ماهر في عمليات الاستثمار واستقطاب الشباب للعمل في المشاريع السياحية في تبوك الورد، خاصة أن الهيئة الوطنية للسياحة والآثار صنفت 26 موقعا في مدينة تبوك و16 موقعا في ضباء و14 موقعا في الوجه، فيما بلغت المواقع في حقل وأملج وتيماء 11 موقعا في كل محافظة، ومن هذه المقومات القلعة العباسية في مركز المعظم، كما أن تبوك تعد ملتقى للنشاط التجاري وأحد مواقع نشاط صيد الأسماك للاستهلاك ورياضة صيد البركودا وغيرها من الأسماك التي تستخدم في رياضة الصيد، وتأتي محافظة أملج برمالها الذهبية ونخيلها الذي يعانق البحر اللازوردي جزءا من منظومة السياحة في المنطقة، فضلا عن مزارع عديدة تنتج المانجو والتمور وكذلك تحتضن مزارع لتربية الأسماك في الأحواض. هذه المقومات الاقتصادية يمكن الاستفادة منها إذا ما تم توجيه الشباب إلى هذه المهن التي اكتسب الآباء والأجداء منها رزقهم، وقد بدأت بوادر وجود أكبر منطقة سياحية في المملكة تتشكل في محافظة (حقل) ومركز (البدع) وشمال محافظة (ضباء) لتكون منطقة ذات جذب سياحي كبير، وذلك لتوفر عوامل طبيعية عديدة؛ منها الشواطئ والمواقع الأثرية والتشكيلات الجبلية النادرة وعيون المياه والجزر المقابلة للشواطئ والكثبان الرملية التي تعانق الشواطئ والجبال الوردية في أودية الزيتة. وفيما يلي نستعرض أهم المقومات الطبيعية لدعم القطاع السياحي بهذه المنطقة: شواطئ حقل تعتبر هذه الشواطئ التي تمتد من مركز الدرة الحدودي شمالي محافظة (حقل) إلى مركز السلطاني جنوبي المحافظة، شواطئ جميلة تمتاز بالرمال في أماكن وبالحصى الصغير في أماكن أخرى، بالإضافة إلى جمال وتنوع الأحياء البحرية في مياه الشواطئ، والزائر لهذه المحافظة يستطيع بالعين المجردة رؤية شواطئ الدول المجاورة في الأردن ومصر. وقال رجل الأعمال مريزيق سلمان البلوي: إنه يصل عدد الأيام التي تشغل فيها الاستراحات والشالهات على شواطئ حقل إلى عشرة أيام في العام، وقدر البلوي دخل الأماكن السياحية في حقل العام الماضي بحوالي 30 مليون ريال، وهذا المبلغ يمثل إيجار المساكن فقط ولم يتم حصر مصاريف الزائر الأخرى من غذاء ووسائل ترفيهية وإيجار خيام ومفروشات لإقامة المخيمات على الشاطئ مباشرة. ويتوقع البلوي أن يصل دخل الاستثمار السياحي هذا العام إلى ما يقارب 50 مليون ريال، وأكد البلوي أنه اعتبارا من شهر ربيع الأول الماضي وصل نسبة إشغال الأماكن المتاحة إلى ما يقارب 90% حيث كان عدد الأيام السياحية التي تم شغلها خلال هذه الفترة 16 يوما، وطالب البلوي، بتعاون بين المستثمرين والجهات الحكومية، بتفعيل السياحة بالمحافظة وجعله مصدر دخل للعديد من المواطنين، مثمنا جهود صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان الداعمة للقطاع السياحي وأكبر دليل على ذلك رعايته ودعمه للمشاريع السياحية الواعدة بالمنطقة. وتعتبر جبال الزيتة وكثبانها الرملية بمحافظة حقل إضافة مهمة للجمال الطبيعي الخلاب، فمن المعروف أن وادي (رم) المعروف عالميا بوادي القمر في جنوب الأردن وهو امتداد لهذا التكوين الجبلي الطبيعي الخلاب، أصبحت له شهرته العالمية حيث يتوافد أفواج السياح على هذا المكان من مختلف أنحاء العالم. ويوجد في جبال الزيتة ماء دائم يسمى القطار تتساقط منه المياه من أعلى طوال العام بدون توقف. يعتبر مركز البدع من أهم المواقع الأثرية بمنطقة تبوك، حيث يوجد فيه مغاير نبطية يطلق عليها تجاوزا مغاير (شعيب) ظاهرة للعيان إلى جانب كنوز أثرية عديدة يصل بعضها إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد وكذلك آثار إسلامية عديدة، كما أن مقناء التابعة لمركز البدع فيها عين ماء معروفة تسير في جداول فريدة في وسط أشجار النخيل. من جهة أخرى، تعتبر شرما مركزا سياحيا واعدا، خاصة بعد انتهاء الطريق الذي يجري حاليا تنفيذه لربطها بمدينة تبوك لتصبح المسافة من مدينة تبوك إلى (شرما) حوالي ساعة واحدة فقط، كما يجري الآن بشرما بناء أول منتجع من منتجعات شركة تبوك للاستثمار والسياحة، حيث وضع حجر الأساس للمشروع صاحب السمو الملكى الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، وسيتم استلام المشروع السياحي في العام المقبل إن شاء الله، وتقدر تكلفة المشروع بحوالي 30 مليون ريال. مشروع استثماري العوامل التي تدعم الاستثمار السياحي الواعد تتمثل في ازدواج الطريق الساحلي الذي يجري تنفيذه حاليا والانتهاء من تنفيذ طريق تبوك شرما السياحي والانتهاء من تنفيذ طريق ساحلي يربط حقل بمركز مقنا ومركز قيال مرورا بمنطقة الشيخ حميد المقابلة لمدينة شرم الشيخ المصرية.