من يمشي في طريق لا يرى فيه إلا الظلام فإنه يلتمس الأشياء ليصل إلى خط النهاية، فبالإرادة والعزيمة والصبر استطاع أن يتحدى الإعاقة وانتصر على نفسه قبل الآخرين، ليثبت لهم أن الهمة والعزيمة هي الفيصل في مقومات الإنسان الطبيعي، ليرسل رسائل إيجابية بأن الإعاقة تكمن في الفكر والعقل لا الجسد. فبلغة الإشارة وتمتمات قوية وعلى الرغم من الإعاقات البصرية والشلل الدماغي الذي يعانيه، تحدث بطل المملكة لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة لعامين متتالين (1432 – 1433ه) الكابتن سعد بن محمد البلوي، واصفا بأن حالته لم تمنعه من تحقيق أهدافه التي تسمو لها نفسه وذلك بدعم كبير من عائلته التي هيأت له الأجواء المناسبة ليصل لما وصل إليه من تحقيق بطولة المملكة لمرتين متتاليتين بتوقيت 14 ثانية، وأن ما يحتاج إليه هو الدعم المعنوي والرعاية ليصل للعالمية في بطولة الجري مسافة 100م والمسجلة برقم عالمي 11 ثانية، إذ تفصله عن الرقم العالمي وما حققه ثلاث ثوان فقط، ووصف الدعم الذي يتلقاه من رعاية الشباب في تبوك بأنه لا يتجاوز اتصالا هاتفيا قبل إعلان البطولة بيومين مع بعض الكلمات التشجيعية. وأشار البلوي إلى أن المكافأة التي يحصل عليها إزاء حصوله على بطولة المملكة لألعاب القوى لمرتين متتاليتين كانت الأولى 480 ريالا والثانية 500 ريال فقط، كما أنه تكبد عناء السفر بالبر عدة مرات في تصفيات البطولة، بالإضافة إلى عدم المتابعة وإعداد برنامج تأهيلي يساعده على التهيؤ للمشاركة بفعالية وللظفر بمراكز متقدمة. من جانبه قال مدرب البطل البلوي الكابتن محمد القرني واصفا إياه بصاحب القدرات الخارقة «على مدى ثلاث سنوات لازمت البطل سعد البلوي وكانت حريصا جدا على برامجه، مما ساعدني في إعداد برامج رياضية تأهيلية قادته إلى ما وصل إليه، بالإضافة إلى الانضباط العالي لديه، ففي الصباح يقوم بالتدريب لوحده بعدما يأخذ الجرعات التدريبية المناسبة، وفي المساء نلتقي بالنادي ليتدرب مع الأصحاء وبكل جدية». وتأسف القرني على تعامل مكتب رعاية الشباب بتبوك مع بطل يمتلك المقومات العالمية، وقال: لن أجاملهم على حسابه، فقد تم وعده بالذهاب إلى تصفيات لندن والانضمام للمنتخب للمشاركة عالميا بعد ما حققه في البطولتين الماضيتين، إلا أن ذلك لم يتحقق بالرغم من أنه يحقق أرقاما قياسية بالتدريب تعادل الرقم العالمي. وبدوره أوضح مدير نادي الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي الرياضي خالد عبدالعزيز البلوي، بأن الكابتن سعد صديق للجميع وفرض احترامه بأخلاقه والتزامه بما يطلب منه، وقد قدم النادي منحة مجانية مفتوحة للبطل منذ التحاقه معنا منذ سبع سنوات، كما أننا احتفلنا بتحقيقه البطولتين وسط فرحة من أعضاء النادي وأقربائه، مشيرا إلى أن الاهتمام والتوعوية بهذه الشريحة الغالية أمر هام ومنوط بالجميع ومسؤولية مشتركة عطفا على القدرات الخاصة التي يتمتع بها البعض منهم والبطل سعد أحد هؤلاء الأبطال.